موسكو: واشنطن تتغاضى عن تسلل داعش إلى دير الزور عبر العراق

موسكو: واشنطن تتغاضى عن تسلل داعش إلى دير الزور عبر العراق

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ أكتوبر ٢٠١٧

اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتظاهر بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وتعمد إلى تقليص ضرباتها الجوية في العراق للسماح لمسلحي التنظيم بالتدفق إلى سورية لإبطاء تقدم الجيش العربي السوري في مدينة دير الزور، وباتجاه مدينة الميادين في ريف المحافظة الشرقي.
وفي أحدث مؤشر على تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قلص بشكل كبير ضرباته الجوية في العراق في أيلول عندما بدأت القوات السورية باستعادة محافظة دير الزور بدعم من القوات الجوية الروسية.
وقال المتحدث باسم الوزارة الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف: «مثلاً، في أيلول الماضي، بعد بدء عملية الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية لتحرير محافظة دير الزور من داعش، خفض التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشكل سريع عدد غاراته على مواقع داعش في العراق وكان عدد غاراته في العراق أقل بمقدار 5 مرات مما كان عليه في سورية».
وأضاف كوناشينكوف: «يرى الجميع أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يتظاهر بمحاربة داعش لاسيما في العراق ولكنه يواصل زعم محاربة التنظيم في سورية بنشاط لسبب ما».
واعتبر أن النتيجة كانت انتقال المتشددين بأعداد كبيرة من المناطق الحدودية العراقية إلى دير الزور حيث يحاولون التحصن على الضفة اليسرى من نهر الفرات.
وقال: «التخفيف في كثافة الغارات في العراق تزامنت بشكل غريب مع نقل داعش لوحداتها الكبيرة من المناطق العراقية الحدودية إلى دير الزور وذلك لتعزيز مواقعها على الضفة الشرقية لنهر الفرات».
وتساءل قائلاً: «تصرفات «البنتاغون» والتحالف تتطلب تفسيرا. هل ينبع تغير أساليبهم من رغبة في أن يعرقلوا قدر الإمكان عملية الجيش السوري التي يدعمها سلاح الجو الروسي لاستعادة الأراضي السورية شرقي الفرات؟ أم إنه تحرك ماكر لطرد إرهابيي داعش من العراق بإجبارهم على الانتقال إلى سورية وإلى المناطق الواقعة في مرمى نيران القوات الجوية الروسية».
وأوضح، أن القوات السورية تحاول طرد تنظيم داعش من مدينة الميادين الواقعة جنوب شرقي دير الزور لكن التنظيم يعمل على تعزيز صفوفه هناك يومياً بـ«المرتزقة الأجانب» الذين يتدفقون من العراق. وقال المسؤول العسكري الروسي: إن الطيران الروسي وجه خلال الساعات الـ24 الأخيرة 182 ضربة جوية إلى مواقع إرهابيي داعش، وأشار إلى أن الطائرات الروسية واصلت تصفية مسلحي داعش الذين تسللوا إلى محافظة دير الزور من العراق.
وبات واضحاً أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن استخدام أي تكتيك من أجل منع الجيش العربي السوري وحلفائه من السيطرة على مدينتي الميادين والبوكمال في شرق دير الزور.
وكان المتحدثون الأميركيون قد ردوا بشكل ساخر على تقدم الجيش العربي السوري في مدينة دير الزور عندما شككوا بقدرة قواته على المحافظة على مكاسبها في المحافظة. ولاحقاً، أخذ تدفق مسلحي داعش يتزايد عبر الحدود السورية العراقية، في حين زاحمت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تقودها ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية الجيش في تقدمه في الجزء الشمالي من مدينة دير الزور، وعملت على مسابقة قوات الجيش للوصول إلى حقول النفط والغاز في القسم الشرقي من محافظة دير الزور.
وينبع إصرار واشنطن على الاستحواذ بالمنطقة الشرقية من دير الزور، من رغبتها في تأسيس ممر بري يصل مناطق سيطرتها في الشرق الأوسط (الأردن- الخليج- شمال شرق سورية- إقليم كردستان العراق). وسيضمن هذا الممر للولايات المتحدة استمرار هيمنتها في المنطقة، وفرض نفوذها في بغداد ما بعد داعش، من أجل الاستفراد برسم خارطة المنطقة في مرحلة ما بعد التنظيم.
وإلى الآن لا يبدو واضحاً ما إذا كانت واشنطن سلمت باحتمال سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة الميادين أو أنها لا تزال تخطط لجعل حلفائها ينفذون هجوماً للسيطرة على المدينة.
وإذا ما كانت سلمت بأن الميادين ستكون في نهاية المطاف تحت سيطرة الجيش العربي السوري، فإنها بالتالي، انتقلت إلى إغراقه في مستنقع القتال ضد داعش من أجل المدينة، لعرقلته عن التقدم باتجاه مدينة البوكمال، ريثما تنتهي تحضيرات الميليشيات العاملة تحت مظلة التحالف الدولي للتوجه صوبها.