شكوك بقدرات «إسرائيل» على حرب شاملة في المنطقة

شكوك بقدرات «إسرائيل» على حرب شاملة في المنطقة

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ أكتوبر ٢٠١٧

شكك محللون إسرائيليون بقدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على خوض حرب شاملة في المنطقة، في ضوء تجاهل كيانهم لتغيّر قواعد اللعبة، إلا أن وزير دفاع الاحتلال أفيغدور ليبرمان، أكد استعداد جيش الاحتلال لأي حرب مقبله، مشدداً على أن حزب الله اللبناني هذه المرة لن يكون بمفرده إنما إلى جانب سورية ولبنان أيضاً. وفي ذكرى حرب تشرين التحريرية قام نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج بجولة ميدانية على أحد التشكيلات المقاتلة في ريف القنيطرة التابع للجولان العربي السوري الذي يحتل كيان الاحتلال جزءاً منه، وذلك في ثالث زيارة من هذا النوع إلى الجنوب السوري خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ولفتت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى الزيارة، ونقلت عن مصادر أمنيّة في تل أبيب، وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، اعتبارها أن هذه الزيارة تلميح للكيان الصهيوني، وأنّ القليلين انتبهوا للتهديدات التي أطلقها الفريج باتجاه الكيان.
وقال الفريج خلال الزيارة: إنّ قواتنا المسلحة اليوم أكثر قدرةً وتصميماً على محاربة الإرهابيين والقضاء عليهم مهما تنوعت وتعددت أشكال الدعم المقدمة لهم من أطراف العدوان وعلى رأسهم العدو الصهيونيّ.
من ناحيته، تطرق المُحلل أليكس فيشمان، من صحيفة «يديعوت أحرونوت»، والذي يُعتبر من الأبناء المُدللين للمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، إلى التقرير العلنيّ والسريّ للجنة الخارجيّة والأمن ورأى في سياق تحليله أنّه وبعد الاطلاع على التقرير العلنيّ لم يتمكّن من الفهم هل الجيش الإسرائيليّ بات قادراً على حسم المعركة في فترة زمنيّة قصيرة، وعدم العودة إلى ما أُجبر على فعله في حرب تموز، صيف العام 2006، حيث استمرّت الحرب 34 يوماً، خلافاً لما كان مُقرراً، أو العدوان على قطاع غزة في عام 2014، حيث لم تتمكّن «إسرائيل» من حسم المعركة، التي استمرّت، خلافاً لكلّ التقديرات، 51 يوماً!.
واعتبر المُحلل أنّ خطّة استعداد الجيش الإسرائيليّ للمُواجهة القادمة، والتي أُطلق عليها اسم «غدعون» لم تأخذ بالحسبان الجيش العربيّ السوريّ، ذلك لأنّه عندما عكف الخبراء في الجيش ووزارة الأمن على إعدادها كانت الفرضيّة تؤكّد أنّ سوريّة باتت خارج اللعبة، ولكن المُحلل تابع: بعد تحقيق الجيش السوريّ الانتصارات، والتواجد الروسيّ في بلاد الشّام، والذي سيستمر طويلاً، وتعزيز الوجود الإيرانيّ في سوريّة، تغيّرت قواعد اللعبة والاستعدادات للاشتباك، وهذا الأمر لم يؤخذ بالحسبان في التقرير، الذي تمّ نشر جزء منه، بينما حُظر الآخر، على حدّ قوله. وشدّدّ فيشمان على أنّه على الرغم من امتياز الجيش الإسرائيليّ في خطّة «غدعون»، فإنّ أعضاء الكنيست من لجنة الخارجيّة والأمن ليسوا واثقين بالمرّة فيما إذا كان الجيش على استعداد لخوض حرب شاملة في المنطقة، أيْ على عدّة جبهات، مُشيراً في الوقت عينه إلى أنّه يُفهم من الجزء العلنيّ للتقرير المذكور بأنّ الجيش لم يُكمل استعداداته من ناحية التزوّد بالوسائل القتاليّة اللازمة لشنّ الحرب وحسمها، على حدّ قوله.
وخلُص فيشمان إلى القول: إنّه «مع كلّ الاحترام للمناورات، إلّا أنّ ميدان المُواجهة هو الذي سيُقرر من سينتصر ومن سيُهزم».
في مقابل ذلك انبرى ليبرمان للرد، وقال أمام جنود صهاينة التقاهم في مقر وزارته بمناسبة عيد «العرش» اليهودي: لن تكون هناك حرب في جبهة واحدة بعد الآن، لا في الشمال ولا في الجنوب (قطاع غزة)، والحرب المقبلة ستدور في جبهتين». وتأكيداً لمطامع كيانه الاستعمارية قال ليبرمان: «كل شيء يستند إلى أننا ملزمون بالتخطيط لاجتياح بري جدي، ولا يوجد اجتياح من دون نيران قوية، معتبراً أن «القطاع اللبناني والسوري جبهة واحدة».