بلدات ريف دمشق الجنوبي انضمت إلى «تخفيف التوتر» … سلاح الجو يستهدف الإرهابيين في الحجر الأسود

بلدات ريف دمشق الجنوبي انضمت إلى «تخفيف التوتر» … سلاح الجو يستهدف الإرهابيين في الحجر الأسود

أخبار سورية

الأحد، ١٥ أكتوبر ٢٠١٧

استهدف سلاح الجو السوري بغارات مكثفة تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الحجر الأسود معقله الرئيس بريف دمشق الجنوبي، بعد إعلان ميليشيات مسلحة في المنطقة عن اتفاق مبدئي على انضمام بلدات في المنطقة إلى اتفاقات «تخفيف التوتر».
وسمع الأهالي في الأحياء الدمشقية القريبة من بلدات جنوب دمشق يوم الجمعة أصوات انفجارات عنيفة مصدرها جنوب العاصمة، وقالت مصادر مطلعة متابعة لملف المنطقة لـ«الوطن»: إن سلاح الجو شن ما بين 14 إلى 16 غارة على تنظيم داعش، استهدفت مواقعه في الحجر الأسود وكبدته خسائر فادحة.
ولفتت المصادر إلى أن استهداف داعش في معقله الرئيس في الحجر الأسود جاء بعد تعطيل التنظيم تنفيذ اتفاق المصالحة في حي القدم المجاور للحجر الأسود من الجهة الغربية، وقالت: «داعش هو من مارس ضغوطا على المسلحين في القدم وهددهم وبالتالي عطل تنفيذ الاتفاق».
وكان من المقرر تنفيذ اتفاق مصالحة في حي القدم في 27 أيلول الماضي يقضي بتسوية أوضاع الراغبين من المسلحين وترحيل الرافضين إلى شمال البلاد إلا أن الاتفاق لم يتم تنفيذه.
وكشف المستشار في وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، أحمد منير، حينها لـ«الوطن» أن تأجيل تنفيذ الاتفاق هو مجموعات داعش الإرهابية الكائنة في الحجر الأسود ومخيم اليرموك المحاذي لحي القدم من الجهة الشمالية الغربية.
وأشارت المصادر المطلعة المتابعة لملف منطقة جنوب دمشق إلى أن قصف مواقع داعش في الحجر الأسود جاء بعد تفجيرات دمشق الإرهابية التي تبناها التنظيم.
وفجر انتحاريان إرهابيان نفسيهما بأحزمة ناسفة الأربعاء الماضي أمام مقر قيادة شرطة محافظة دمشق في شارع خالد بن الوليد، في حين فجر إرهابي ثالث نفسه في حي القنوات القريب من مقر القيادة، وتبنى تنظيم داعش التفجيرات.
أتت تلك التفجيرات الإرهابية في شارع خالد بن الوليد بعد بضعة أسابيع على استهداف إرهابيين انتحاريين لقسم شرطة الميدان جنوب دمشق، ما أدى إلى وقوع شهداء ومصابين من عناصر الشرطة والمدنيين.
وسربت مواقع إلكترونية معارضة الجمعة نسخة عن إعلان ميليشيات «جيش الإسلام» و«أكناف بيت المقدس» و«جيش الأبابيل»، التي تسيطر على بلدات يلدا، ببيلا وبيت سحم في ريف دمشق الجنوبي، عن اتفاق مبدئي انضمت بموجبه إلى اتفاقات «تخفيف التوتر» برعاية مصرية وضمانة روسية.
وأعربت الميليشيات، في النسخة المسربة، عن ارتياحها لدور روسيا، كضامنة لتنفيذ وقف الأعمال القتالية في جنوب دمشق، مؤكدة استعدادها للمشاركة في عملية التفاوض بشأن تسوية سياسية تهدف إلى إيجاد حل شامل للأزمة السورية، وفقاً لاتفاقيات أستانا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأعلن رئيس «تيار الغد» السوري المعارض، أحمد الجربا، أن اتفاق «تخفيف التوتر» بجنوب دمشق، الذي تم إعلانه الخميس، قد لا يكون الأخير بالمستقبل القريب، ودعا في حديث لوكالة الأنباء الألمانية كل من يبحث عن حل للأزمة السورية لـ«التفاوض مع الروس، باعتبارهم من يملكون الآن مفاتيح الحل».
وشدد على أن دعم تياره لاتفاقيات «تخفيف التوتر» يأتي لكونها أصبحت «ضرورة، بعد تغير موازين القوة العسكرية، ووسيلة فعالة لإشراك العرب في عملية ملء الفراغ بالمناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات المسلحة في سورية، والأهم أنها أيضاً وسيلة لتحسين أحوال المدنيين الذين أنهكتهم سنوات الحرب». وتشهد المناطق التي يشملها هذا الاتفاق، وهي حي القدم وبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، منذ فترة طويلة هدوءاً بناء على هدنة موقعة بين الجهات المختصة في الدولة وتلك الميليشيات منذ زمن بعيد.
وتعمل الحكومة السورية بناء على تلك الهدنة بإدخال قوافل المساعدات وبشكل دوري إلى تلك البلدات كما تسمح وبشكل يومي بخروج الأهالي منها إلى العاصمة والعودة إليها.
وفي ردها على سؤال، إن كان هناك من تطور جديد على صعيد إخراج تنظيم داعش من الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقسم الجنوبي من حي التضامن، قالت المصادر المطلعة المتابعة لملف منطقة جنوب دمشق: «كل التقديرات تقول إنه قبل نهاية هذا العام تكون منطقة جنوب دمشق خالية من السلاح والمسلحين».
وفي تصريح سابق لـ«الوطن» قال محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم: إن ملف ريف العاصمة الجنوبي سيتم حله قبل انتهاء عام 2017 الحالي، واعتبر أن «مسلحي تلك البلدات موجودون في مواجهة الدواعش في الحجر الأسود، وإذا انتهى وجود التنظيم في الحجر الأسود، فسينتهي موضوع تلك البلدات».
ويسيطر تنظيم داعش على كامل مدينة الحجر الأسود بريف دمشق وجزء كبير من مخيم اليرموك ومنطقة العسالي في حي القدم، والقسم الجنوبي من حي التضامن جنوب العاصمة.