أم الشهداء فقدت أبنائها الخمسة وماتزال تنتظرهم على الغداء!
أخبار سورية
الخميس، ١٩ أكتوبر ٢٠١٧
لما استشهد نمر .. ابني الأول .. ركضت ع خزانة المونة .. و كسرت كل القطارميز ، الله خلا الخزانة كلها توقع و تنكسر حتى غضبي يتفتت معها و صوتي ما يطلع .. انا ابني شهيد .. و لازم ما صرخ و الألم يغلبني لأنو الشهادة أكبر من انو نكافيها بالبكي ..
و لما استشهد ابني التاني.. فوز .. كنت عازمتو عتبولة و مقالي متل ما بيحب .. و بعدني ناطرتو عالغدا .. سمعت وقتها انفجار ، الأرض تحت رجلي هزت و رج معها قلبي .. و ما كان قلبي عميكذب ..
شهيدي التالت .. محمد .. خلق ب 6 ايار الساعة 11 و استشهد ب 6 ايار الساعة 11 و عروسه بعدها ناطرته ليشتروا التلبيسة بعد يومين … بس العرس الكبير كان بيلبقلو أكتر …
ابني رحيم الشهيد الرابع .. أخد كل حزني. . كان ابن 16 سنة .. و تار بلده و أخواته ما بيغيب عن باله لحظة ، آخر مرة غص و هو طالع عالدرج .. قلتلو كيف ما بتودعني .. ركضت كأني نسمة هوا ..ضميته و حسيته عميشم ريحتي حتى تبقى بذاكرته و عرفت انو ما رح يرجع .. كانت الدني برد كتير بس روحي نار ولعانة. . و لهلق بعدها ..
ضيغم .. ابني و شهيدي الخامس .. مخترع .. دفعولوا ملايين لياخدوا اختراعه لبرا و ما رضي .. ترك كل شي بالشام .. و رجع تطوع بالسلمية ليسد الفراغ اللي تركوه أخواته. . و بليلة سودة هجموا فيها الوحوش سمعت رصاص كسر كل العتم . . ركضت .. وصلت عالمشفى ، ما كانوا بدهون يخلوني فوت قلتلهم انا منيحة .. فتت و كان رابط سلك عصدره لانو رصاصة دخلت بقلبه .. فكيتلو السلك و قريت الفاتحة لروحه و روح 11 شهيد ملقحين جنبو عالارض ..
و حمدت ربي انو ولادي استشهدوا و الرصاص بصدرهم مو بالظهر .. خلقوا رجال و ماتوا رجال .. و العالم بتشهد بأخلاقهم و أوادميتهم ..
هي كانت كلمات ام فوز .. امرأة بحجم سورية .. و بتشبها كتير .. ولادة الحياة و كتير من العنفوان بقدر ما هي ولادة الشهدا ..
كانت الغصة رح تقتلني و انا عمأسمع حديثها .. بس كل كلمة ( الحمدلله ) منها ، كل نظرة بعيونها حاملة جبروت جبال تعطيني قوة لتمنع الدمع ينزل ..
كرمال أم الفوز .. عظيمة هذا الزمان .. و كرمال كل أمهات الشهداء يلي صبرهم مد بعمر الأرض عنا ملايين من السنين ..
كرمال الدم الطاهر اللي فتح بواب الحزن بالقلوب و حوله لطاقة ع منخلق منها الحياة رغما” عن أنف الموت كل يوم .. ما لازم نهدر هالتضحيات ، و لا نتخاذل او نضعف ، و لا نسكت عن غلط أو تسيب .. و لا نسمح لطير طاير يمس كرامتنا و بعدها موجودة بفضلهم ..