الرقة مركز الماكينة الدعائية لداعش

الرقة مركز الماكينة الدعائية لداعش

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

بعد خروج تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الرقة بموجب اتفاق بينه وبين «التحالف الدولي» الذي يدعم «قوات سورية الديمقراطية -قسد»، كشفت تقارير إعلامية أن المدينة كانت مركزاً لمعظم الإنتاج الإعلامي الصادر عن التنظيم الذي يروج لبياناته واعتداءاته الوحشية.
وصورت وكالة «أ ف ب» للأنباء، مشهداً داخل كشك «إعلامي» مدمر في مدينة الرقة، قالت: إنه يمكن قراءة عبارة «عملية نوعية لجنود الخلافة» على كتيب ملطخ بالدماء على الأرض، وأنه هو عينة من إصدارات دأبت الماكينة الإعلامية التابعة للتنظيم على الترويج لها.
وأشارت إلى أنه وإلى جانب كونها المعقل الأبرز للتنظيم في سورية، فإن الرقة شكلت مركزاً لمعظم الإنتاج الإعلامي الصادر عن التنظيم الذي يروج لبياناته واعتداءاته الوحشية من جهة، ويصوّر المدينة بمثابة «جنة» جهادية نجح في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فيها، من جهة ثانية.
وعلى غرار أحياء المدينة المدمرة بفعل غارات «التحالف الدولي» الذي يدعم ميليشيا «قسد» والمعارك التي خاضتها الأخيرة طيلة أربعة أشهر ضد مسلحي داعش داخل المدينة، لم تسلم المراكز التابعة للتنظيم والتي شكلت العمود الفقري لآلته الترويجية من الدمار أيضاً، بحسب الوكالة.
وقالت «أ ف ب»: إنه في أحياء عدة في المدينة، تنتشر أكشاك أسمنتية مع لافتات كتب عليها «نقطة إعلامية»، تولى مسلحو التنظيم من خلالها توزيع إصداراتهم المطبوعة سواء تلك المتعلقة بهجماتهم العسكرية في سورية والعراق أو مبادئ توجيهية للصوم في شهر رمضان وصولاً إلى قواعد ارتداء النساء للثياب.
وأكدت أنه لا تزال إحدى هذه النقاط موجودة في ساحة الساعة في الرقة، بالقرب من صالة عرض في الهواء الطلق تحت سقف مدمر جزئياً، حيث تضم ستة صفوف من مقاعد مقسمة بين اللونين الأحمر والأخضر يكسوها الغبار أمام واجهة معدنية يفترض أن شاشة تلفزيون محطمة على الأرض في مكان قريب كانت معلقة عليها.
ونقلت الوكالة عن أحد المسلحين في صفوف ميليشيا «قسد» المتحدر من المدينة ويدعى شورش الرقاوي (25 عاماً) قوله وهو يقف قرب هذا الموقع: «هنا كانوا يبثون إصداراتهم حول معاركهم وعقوباتهم وأناشيدهم».
وكان التنظيم قد خرج من المدينة بموجب اتفاق بين «التحالف الدولي» الذي يدعم «قسد» والتنظيم، لتعلن «قسد» الجمعة الماضي في احتفال في الملعب البلدي في وسط المدينة رسمياً سيطرتها على المدينة.
وروى شورش كيف كان مسلحو داعش الذين عملوا في النقاط الإعلامية يعترضون سبيل الشبان الذين يحملون هواتف نقالة ويعملون على محو الأغاني المسجلة عليها واستبدالها بأناشيد إسلامية.
وقال: «كانوا يحضرون الأطفال الصغار ويطلبون منهم الجلوس هنا، يوزعون لهم السكاكر وأكياس البطاطس والبسكويت ويجعلونهم يشاهدون معاركهم وأناشيدهم».
وبحسب الوكالة، فإن التنظيم أتقن منذ نشأته، الترويج لإصداراته عبر آلة دعائية عصرية ومتعددة اللغات، من خلال نشر مجلات عبر شبكة الإنترنت وبث نشرات إذاعية وإنتاج مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام مرعبة.
وغالباً ما استخدم القاصرين في إنتاجه الإعلامي وتباهى بالجنود الأطفال الذي أطلق عليهم تسمية «أشبال الخلافة»، في محاولة لإثارة صدمة وجذب اهتمام الإعلام عبر العالم.
ورأت الوكالة أنه وعلى الرغم من استمرار الآلة الدعائية التابعة للتنظيم بعد خسارته مدينة الرقة، في العمل من مكان آخر، إلا أن الحنين إلى ما يسميها «الخلافة» بدا واضحاً في أدبياته الأخيرة.
وذكرت في مشهد صورته قرب الكشك الإسمنتي في ساحة الساعة في الرقة، أن هناك أسماء وشعارات العديد من وسائل إعلام التنظيم مكتوبة على لافتات رمادية، بينها إذاعة البيان والحياة والفرقان ومجلة النبأ.