الاستعدادات لـ«تخفيف التوتر» في إدلب تتسارع

الاستعدادات لـ«تخفيف التوتر» في إدلب تتسارع

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

بدأت القوات التركية المجتاحة للأراضي السورية في حلب وإدلب، بالإعداد للمرحلة العملياتية من تدخلها لتنفيذ منطقة «تخفيف التوتر» في منطقة إدلب.
واتفقت روسيا وإيران وتركيا في الجولة السادسة من محادثات أستانا الشهر الماضي، على العمل على إنشاء منطقة تخفيف توتر في إدلب، وفق ضوابط أهمها عديد عناصر قوات الجيش التركية المشاركة والمتحالفين معها من ميليشيا «الجيش الحر»، نوعية الأسلحة المتاح استخدامها، مناطق انتشار القوات التركية، وأخيراً، إنشاء منطقة عازلة ما بين أدوات تركيا العسكرية في شمالي حلب وإدلب، والجيش السوري، تنتشر فيه قوات مراقبة عسكرية من إيران وروسيا.
فضلت الدولتين تكليف الجيش التركي بهذا الدور كي يعطيا الجيش السوري والقوات الحليفة له، ساحة المناورة الضرورية من أجل صب كل قوته على منطقة البادية وشرقي دير الزور، من أجل قطع الطريق على القوات المتحالفة مع واشنطن.
في سبيل ذلك قلصت طهران وموسكو اعتراضاتهما على الوجود العسكري التركي المباشر في شمال سورية، وقبلتا بترك أنقرة تتولى مهمة «الضغط العسكري» أو التلويح به على «وحدات حماية الشعب» في منطقة عفرين شمال غرب سورية من أجل تحديد قدرتهم على العمل في منطقة دير الزور شرق البلاد، وأخيراً، وافقت موسكو على أن تؤمن قاعدة حميميم الحماية الجوية للأتراك من أي تدخل أميركي قد يربك العملية التركية إذا ما أقلعت لتقليص سيطرة الوحدات في عفرين.
وسيكون للوجود العسكري التركي بحسب منطق عملية أستانا فائدة تشتيت قدرات «حماية الشعب» بين الدفاع عن معقلها في عفرين، ومواصلة الهجوم المدعوم من التحالف الدولي في شرق دير الزور، وستظل حسابات قيادة الوحدات قبل أي خطوة في الشرق مصوبة على ما يمكن أن تفعله أنقرة في الغرب.
أي إنه في المرحلة الراهنة سيكون العمل لتعقيل الوحدات عن المضي قدماً في مسابقة الجيش العربي السوري على آبار النفط والغاز في شرق دير الزور.
ولمنطقة تخفيف التوتر في إدلب، فائدة أخيرة كبرى، تتمثل في سلخ تركيا عن حليفتها الولايات المتحدة وتوسيع الشقة فيما بينهما وترسيخ الشقاق، بما يوسع من ساحة مناورة إيران وروسيا في الشرق الأوسط.
وجاء توسع انتشار قوات المراقبة التركية في الشمال السوري بعد مضي يومين على زيارة رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى سورية وجولته في مناطق الجبهة بمحافظة حلب، حيث يعتقد أنه استطلع المناطق التي ستنتشر فيها قوات المراقبة الإيرانية تنفيذاً لاتفاق أستانا.
وربما ساهم الجنرال الإيراني خلال زيارته في وضع اللمسات الأخيرة على خطة الجيش العربي السوري لفك الحصار الذي تفرضه «النصرة» عن مدينتي كفريا والفوعة في إدلب انطلاقاً من مناطق سيطرة الجيش قرب مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب الغربي.
في دمشق كذلك، وقع الجنرال الإيراني على اتفاق عسكري ربما كان هدفه مواجهة تداعيات أي تجاوز تركي في الشمال وإعداد الأرضية لمرحلة جلاء القوات التركية.
ومن جهة أخرى انتشرت عناصر من قوات المراقبة العسكرية الروسية في منطقة تل رفعت (الشهبا) التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب»، والتي انتزعت السيطرة عليها من المسلحين المدعومين من تركيا خلال حملة كانون الثاني من العام 2016 التي قادتها الميليشيا تحت غطاء الطيران الروسي.
وكان من نتائج هذه الحملة وصول الوحدات إلى مطار منغ وتبادل الجانبين القصف المدفعي والتهديدات.
وكان وفد عسكري تركي زار أمس منطقة الشيخ عقيل الواقعة في ريف حلب الشمالي الغربي، والقريبة من قبتان الجبل والمطلة على ريف عفرين ونبل والزهراء برفقة مسلحي ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي».
وذكرت صحيفة «يني شفق» التركية أمس أيضاً، أن الجيش التركي وصل تقدّمه إلى حدود منطقة «تل سالف»، و«جبل الشيخ بركات» بريف إدلب ذات الأهمية الإستراتيجية والتي تطلّ على مناطق من عفرين. وأضافت الصحيفة: أن القوات التركية ستستخدم مطاري تفتناز وأبو ضهور العسكريين لإدارة عملياتها في إدلب. وفرض الجيش التركي سيطرته قرب «وادي الضيف» والذي كان نقطة الحماية.
وأوضحت «يني شفق» أن الجيش التركي حدد مواقع أربع قواعد عسكرية من أصل ثمان تهدف تركيا إنشائها.
ومطلع الأسبوع الجاري، كشفت هيئة الأركان العامة للجيش التركي عن نيتها إنشاء 14 نقطة مراقبة رئيسية، وأولى هذه النقاط تقع على «تل سالف» بالقرب من مدينة «ريحانلي» التركية.