الجيش يتقدّم في البادية وريف حماة الشمالي و صفوف «جنيف 8» تكتمل مجدداً

الجيش يتقدّم في البادية وريف حماة الشمالي و صفوف «جنيف 8» تكتمل مجدداً

أخبار سورية

الاثنين، ١١ ديسمبر ٢٠١٧

تعود اجتماعات «جنيف 8» إلى الانعقاد اليوم، وفق المفترض، بعد تأخير ستة أيام عن المخطط، بسبب تأخر الوفد الحكومي عن الحضور. وبالتوازي، ينشّط الجيش عملياته لإنهاء وجود «داعش» في البادية الشرقية، في وقت وصل فيه إلى أعتاب حدود محافظة إدلب الجنوبية الشرقية

مع انتقال عمليات الجيش السوري وحلفائه في الشرق إلى المنطقة المحصورة بين الميادين والسخنة ومحطة «T2» في عمق البادية، تدفقت تعزيزات عسكرية إضافية إلى الجبهات الناشطة في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي. العمليات العسكرية التي انطلقت هناك بالتوازي مع معارك حوض الفرات ضد «داعش»، شهدت تقدماً مهماً للجيش، استطاع من خلاله استعادة عشرات البلدات من يد «هيئة تحرير الشام» والفصائل العاملة معها.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الزخم الميداني للعمليات سيرتفع خلال الفترة المقبلة، في وقت كثّف فيه سلاحا الجو السوري والروسي غاراتهما على البلدات المحيطة ببلدة الرهجان في ريف حماة الشمالي الشرقي، وعلى مواقع «تحرير الشام» في محيط مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي. وخلال اليومين الماضيين، استعاد الجيش السيطرة على قرى أم تريكة وأم حزيم وبليل وتلة رجم الأحمر وتل شطيب والزبادي وتل بولص. وبعد تثبيت نقاطه في تلك القرى، بدأ تحركاً سريعاً في بلدتي أم تركية والظافرية، المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وفي منطقة قريبة من ريف حماة الشمالي الشرقي، تمكن «داعش» من التقدم على حساب «تحرير الشام» والوصول إلى المناطق المحاذية لريف إدلب الجنوبي الشرقي. وسيطر التنظيم على قرى قلعة الحوايس وابن هديب وحوايس أم الجرن وجبل الحوايس.


وترافق تقدم الجيش على هذه الجبهة، باستكماله العمليات في قرى سفح جبل الشيخ على أطراف غوطة دمشق الغربية. وتركزت على محور ظهر الأسود، جنوب تلال بردعيا، التي أحكم الجيش سيطرته عليها بالكامل. واستدعى تقدم الجيش انسحاب المسلحين باتجاه بلدة مغر المير، شرق تلال ظهر الأسود.
في موازاة ذلك، بدأ الجيش تحركاً واسعاً في البادية الشرقية، من محوري غرب البوكمال وشمال محطة «T2»، وذلك بهدف إنهاء وجود «داعش» في جيب صحراوي محاصر، بين ريفي دير الزور الجنوبي وحمص الشرقي. وحتى أمس، سيطر الجيش وحلفاؤه على المنطقة الممتدة من قرية الصالحية إلى معيزيلة وسد معيزيلة، وعلى المنطقة من السد حتى محطة «T2» وامتدادها شرقاً حتى نقاط الجيش على الحدود العراقية في محيط حقل عكاش النفطي. وأتاحت المساحات الصحراوية الخالية من المناطق السكنية للجيش وحلفائه، السيطرة على مساحة تقدر بنحو 2000 كيلومتر مربع، من أصل قرابة 7000 كيلومتر مربع كان يسيطر عليها التنظيم في هذا الجيب.
ومع اقتراب الجيش خطوة إضافية من إنهاء وجود «داعش» على كامل الأراضي السورية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، إن العمليات العسكرية ضد التنظيم سوف تستمر في سوريا حتى الفترة الممتدة بين«منتصف شباط وأواخره» من العام المقبل، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وبينما لم يوضح ماكرون ما هي المناطق التي ستشهد تلك العمليات، من الممكن أن يكون التاريخ مطروحاً من قبل ضيفه نتنياهو، في ضوء معلومات عن تحضيرات إسرائيلية لدعم عملية عسكرية تقودها الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، ضد «جيش خالد» المحسوب على تنظيم «داعش»، والمتمركز في حوض نهر اليرموك على حدود الجولان المحتل. ولفت ماكرون إلى أنه «سيكون من الضروري بناء سلام طويل الأمد. وهنا سيتركز قلب التحرك الدبلوماسي الفرنسي في المنطقة»، مضيفاً أن باريس ستقوم مع شركائها بـ«مبادرات فور انتهاء النزاع على الأرض». ويتّسق حديث الرئيس الفرنسي مع الاجتماعات التي رافقت عقد المرحلة الأولى من جولة محادثات جنيف الثامنة، والتي ضمت دبلوماسيين غربيين دعتهم فرنسا لنقاش مقترح بإنشاء «مجموعة اتصال» تدعم الأمم المتحدة في إيجاد «تسوية سياسية» في سوريا.
وفي سياق متصل، عاد الوفد الحكومي إلى جنيف، أمس، للمشاركة في المرحلة الثانية من جولة المحادثات الجارية، والتي كان يفترض أن تستكمل منذ الثلاثاء الماضي، لكن غياب الوفد الحكومي عطّل هذا التصور. ولم يدلِ الوفد الحكومي بأي تصريحات لدى وصوله إلى جنيف، فيما ينتظر أن يبدأ المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، نشاطه اليوم، بعد وجود كلي الطرفين السوريين.