وفد الجمهورية يصل إلى جنيف … والكرة في ملعب «المعارضة» ودي ميستورا

وفد الجمهورية يصل إلى جنيف … والكرة في ملعب «المعارضة» ودي ميستورا

أخبار سورية

الاثنين، ١١ ديسمبر ٢٠١٧

تنفس المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس الصعداء بوصول وفد الجمهورية العربية السورية إلى العاصمة السويسرية للمشاركة في الجولة الثانية من «جنيف 8»، لكن الكرة في ملعب وفد «المعارضة» إن كان يريد تحقيق اختراق في هذه الجولة، وذلك من خلال العودة عن الشروط المسبقة، وكذلك في ملعب دي ميستورا الذي يجب عليه دفعه للتخلي عن ذلك.
ووفقاً لوكالة «سانا» للأنباء، فقد وصل وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة المندوب الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى جنيف أمس، على حين لم يرشح أنباء عن أي لقاء للوفد حتى إعداد هذه المادة.
وأول من أمس تحدثت «الوطن» إلى مصدر دبلوماسي غربي في جنيف، أكد أن الجعفري، عبر لدي ميستورا وبشكل مباشر عن امتعاض دمشق من تصرفاته الأخيرة، ولاسيما موافقته على ما جاء في بيان مؤتمر «الرياض٢»، الذي كان حاضراً فيه، والذي يتضمن شروطاً مسبقة، وعودة إلى المربع الأول من المفاوضات، الأمر الذي كان على المبعوث الأممي تجنبه أو رفضه في حال كان جاداً في تقدم المفاوضات إلى الأمام.
وكان مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين صرح الخميس الماضي بأن وفد الجمهورية سيصل الأحد إلى جنيف وسيعود إلى دمشق يوم الجمعة الـ15 من كانون الأول 2017.
وسبق وأن ربطت مصادر غير رسمية لـــ«الوطن» بين سفر الوفد إلى جنيف وتغيير المعارضة من خطابها وبياناتها المستفزة، ولاسيما تكرار الحديث عن الشروط المسبقة وعودتها إلى ما قبل القرار الأممي 2254.
واختتمت المرحلة الأولى من الجولة الثامنة في الأول من الشهر الجاري بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية حيث أكد الجعفري في مؤتمر صحفي بنهاية هذه المرحلة «أن هناك من يسعى لتقويض محادثات جنيف عبر محاولة فرض الشروط المسبقة» مشيراً إلى أن «بيان الرياض 2» هدف إلى تقويض فرص نجاح الحوار في جنيف وهو مرفوض جملة وتفصيلاً.
واستؤنفت المرحلة الثانية من «جنيف 8» الثلاثاء الماضي إلا أن وفد الجمهورية أجل حضوره حتى أمس في إشارة واضحة عن عدم رضاه عن تصرفات دي ميستورا وفريقه وسط توقعات أن تستمر هذه الجولة إلى مساء الخميس المقبل.
ولم تشهد الأيام القليلة الماضية أي تطورات في جنيف إذ بقيت المفاوضات معلقة طوال فترة غياب وفد الجمهورية العربية السورية.
بدورها ذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن مراسل لها على متن الطائرة التي كانت تقل الجعفري: إن الطائرة هبطت وسط عاصفة ثلجية في رحلة قادمة من بيروت، ورفض الجعفري الإدلاء بأي تعليق على حد قول الوكالة. وشكلت عودة الوفد رداً مباشراً على ما نقلته «رويترز» عن دبلوماسي غربي وصفته بأنه «بارز» حيث زعم الأخير أن عدم عودة وفد الحكومة في الموعد المحدد في الخامس من كانون الأول كان «علامة واضحة على عدم اكتراثه بالمشاركة في العملية السياسية»، متناسياً الأعراف الدبلوماسية وحيثيات التفاوض ومواقف دمشق المعلنة التي كانت تطالب بالعودة عما تضمنه بيان «الرياض 2» من شروط مسبقة.
في الأثناء ذكرت تقارير إعلامية أن أعضاء في وفد المعارضة تحدثوا عن ضغوط أوروبية وأميركية مورست عليهم «لتجميد مطلب رحيل (الرئيس بشار ) الأسد والقبول بتمثيل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في المباحثات».
وكان دي ميستورا، جدد الخميس الفائت، في مؤتمر صحفي التأكيد على أن المحادثات السورية في جنيف يجب أن تكون دون شروط مسبقة، وقال: «نسعى لأن تكون المحادثات ذات مغزى ومباشرة»، مضيفاً: «لست مخولاً بتوجيه النصيحة لأحد وأنا أقوم بلعب دور الوسيط». كما دعا إلى ضرورة السعي وعدم التخلي عن إيجاد حل لتسوية الوضع السياسي في سورية.