دي ميستورا يقدم إحاطته.. ومجلس «حكماء» لضبط أداء وفد الرياض … «جنيف ٨» تختتم اليوم من دون أي اختراقات

دي ميستورا يقدم إحاطته.. ومجلس «حكماء» لضبط أداء وفد الرياض … «جنيف ٨» تختتم اليوم من دون أي اختراقات

أخبار سورية

الخميس، ١٤ ديسمبر ٢٠١٧

تختتم اليوم الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، من دون تسجيل أي اختراقات، وسط حالة تخبط في صفوف وفد الرياض.
وكشفت مصادر في جنيف لـ«الوطن»، عن نيات للدول القليلة المتبقية الداعمة لهذا الوفد، إنشاء مجلس «حكماء» من شخصيات سورية معتدلة، لضبط أداء أعضاء الوفد وتصريحاتهم ومواقفهم المختلفة، لإنحاز عملية تفاوض سلسة، تختتم بإحالة القرار على عموم السوريين لتحديد مصيرهم.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية من جنيف لـ«الوطن»: إن هذه الجولة كانت من أفشل الجولات في المسار المتعثر، وتقع مسؤولية ذلك على المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالدرجة الأولى، وعلى وفد الرياض وشروطه المسبقة، تجاه مصير هذه المفاوضات وسقوفها، وقال المصدر: «دي ميستورا يُشعر الجميع في جنيف أنه في حالة تنافس مع مؤتمر سوتشي، ويريد انتزاع أي تقدم وبأي ثمن، وهذه خطأ فادح يرتكبه المبعوث الأممي لكونه يعلم أن سوتشي هدفه تسهيل مهمته في جنيف وليس نسفها».
وأكد المصدر أن «دولاً غربية داعمة لوفد المعارضة، أكدت لدي ميستورا ضرورة نسف مؤتمر سوتشي، لأنه في حال وصلنا إليه، فلن يكون هناك أي مستقبل لمعارضة الرياض، التي سرعان ما سيتم استبدالها بمعارضة أكثر واقعية».
إلى ذلك يتوقع أن تعقد اليوم جلستا مباحثات، بعدها ستختتم الجولة الثامنة على أن يقدم دي ميستورا إحاطة إلى مجلس الأمن حول نتائجها.
ويحاول وفد الرياض الضغط على المبعوث الأممي أملاً في توجيه اتهام صريح وواضح لوفد الجمهورية العربية السورية، بعرقلة المفاوضات وامتناعه عن الدخول في مفاوضات مباشرة، على حين أكد مصدر مقرب من المبعوث الأممي في حديث هاتفي مع «الوطن»، أن سبب تعثر هذه الجولة هو «بيان الرياض ٢»، حصراً والذي يتضمن وبشكل واضح، شروطاً مسبقة غير مقبولة وغير منصوص عليها في القرار الدولي ٢٢٥٤.
في الأثناء لا تزال الخلافات سيدة الموقف داخل وفد الرياض، مع وجود تيار قوي بات يطالب بسحب الشروط المسبقة، والمضي قدماً بعملية التفاوض، وتيار آخر متشدد يرفض تغيير أي سطر من بيان «الرياض ٢»، ومتمسك بعرقلة المفاوضات واتهام وفد دمشق بذلك.
ويغادر وفد الجمهورية العربية السورية جنيف غداً الجمعة عائداً إلى دمشق، على أن يستعد رئيسه بشار الجعفري لجولة جديدة من مفاوضات أستانا الخميس القادم في ٢١ من الشهر الحالي.
التطورات المتوقعة القادمة من جنيف، جاءت على وقع تصريحات متتالية صادرة من واشنطن، تتحدث عن خيارات الشعب السوري وحقه في اختيار رئيسه، تصريحات جاءت هذه المرة على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية آن هيذر ناويرت، التي أكدت أن «الشعب السوري هو من يقرر بقاء (الرئيس) الأسد أو رحيله عن السلطة».
من جهة ثانية أطل السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد من جديد، وأطلق تصريحات تحذيرية للمعارضة، حول طبيعة المرحلة القادمة.
فورد الذي كان يتحدث عبر إحدى القنوات الداعمة للمعارضة، أكد أن الرئيس الأسد مستمر في السلطة لزمن طويل ومن المستحيل على المعارضة أن تجبره على الرحيل وليس لديها أي خيارات أخرى بسبب الهزيمة العسكرية الكبيرة التي تلقتها على الأرض، لذلك عليها عاجلاً أم آجلاً القبول باستمراره في الحكم «رغم أن لاستمراره تداعيات سلبية علينا».
في غضون ذلك ورداً على المزاعم الأميركية، التي اعتبرت النصر في سورية لم يكن بفضل روسيا وإنما واشنطن، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «يمكن تطبيق المثل الروسي القائل: الهزيمة يتيمة أما النصر فهو متعدد الآباء».