مستلزمات فصل الشتاء.. أسعار كاوية وتباين بين محل وآخر!!

مستلزمات فصل الشتاء.. أسعار كاوية وتباين بين محل وآخر!!

أخبار سورية

الجمعة، ١٢ يناير ٢٠١٨

مع دخول فصل الشتاء تحمل الفاتورة اليومية للمواطن عبئاً جديداً، وتكبده مبالغ إضافية لا يمكن الاستغناء عنها أو حذفها، وتتعدد في الأسواق المدافىء، إن كانت على الغاز أو المازوت أو الحطب، ويرتفع سعرها عن العام الماضي، وجميع مستلزمات الشتاء متوفرة في الأسواق، بيد أن أسعارها مرتفعة بما في ذلك الملابس الشتوية، ويتذبذب سعرها بين محل وآخر، وشارع وآخر أيضاً ضمن الحي الواحد، في الوقت الذي لا يلمس المواطن دوراً للرقابة التموينية، فالسوق على هواها.. وأمام ذلك ، كيف هي حركة أسواق طرطوس في فصل الشتاء؟ وما أسباب ارتفاع أسعار مستلزماته رغم أن المنتجات وطنية؟.

صناعة وطنية بامتياز

وفي أحد الأسواق الشعبية في المدينة، أكد التاجر سعد أن المدافىء المعروضة في الأسواق والمحال التجارية صناعة وطنية بامتياز، وهذا الموسم توجد مدافىء زاد سعرها بين  الألف والأربعة آلاف ليرة عن العام الماضي، ويتراوح سعر مدفأة المازوت صغيرة الحجم بين 7000-9000 ليرة، وتوجد أنواع لمدافىء المازوت ذات الحجم الكبير والنوعية الجيدة يبدأ سعرها بـ 14 ألفاً وما فوق، وإن زادت الأسعار، فهي من المعمل، وبدوره يبيع البائع محققاً نسبة ربح، ويتراوح سعر مدفأة الحطب بين ستة آلاف إلى 150 ألفاً، وأحياناً أكثر حسب المحل والشارع، وقد تكون نفس النوعية والجودة والماركة.

الحركة خفيفة والطلب قليل

وفي أحد محال السجاد استطلعنا الأسعار التي ما زالت تحافظ على سعرها المرتفع، حيث أكد لنا أبو كامل صاحب المحل، أن الحركة خفيفة والطلب قليل، ولفت إلى أن الأسعار يمكن أن تنخفض مع ازدياد العرض وانخفاض سعر الصرف، وبهذا يصبح الإقبال أكبر، وأكد على أن الصناعة وطنية من حلب /الشيخ نجار/، وسعر متر السجاد يتراوح بين 3800-8000 ليرة حسب القماش والجودة، وأهم الأنواع المعروضة، رول قص، وسجاد حرير شاكي، وسجاد نقش عجمي/كلاسيكي/.

أسعار الملابس كاوية

وترتفع حرارتك بمجرد الاقتراب من الأسعار اللاهبة للملابس الشتوية، فأرخص جاكيت يبدأ سعره عند 5000 ليرة، ويرتفع ليصل إلى 20 ألفاً وأكثر بكثير في محلات عديدة، وسعر كنزة ولادي يبدأ بـ 3000 ليرة، والطاقية صوف ولادي بين 900 – 2500 ليرة، رغم أن الصناعة محلية والإنتاج وطني.

رواج تجارة جديدة

وبدوره أشار الدكتور عدنان خضور، أستاذ التحليل الاقتصادي في جامعة طرطوس، إلى أن التدفئة تشكّل عبئاً إضافياً على السلة الاستهلاكية للأسرة في فصل الشتاء، ونظراً لارتفاع أسعار المحروقات لجأت العديد من الأسر، وخاصة في الأرياف، إلى التدفئة على الحطب، وبالرغم من أثر ذلك السلبي على البيئة من قطع للأشجار، وخاصة الحراجية، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما نجد أن زيادة الطلب على الحطب كوقود للتدفئة أدت إلى ارتفاع أسعارها، ورواج الطلب على نوع جديد من التجارة، وهي تجارة الحطب والوقود الأخرى كمخلفات الزيتون بعد عصره، وإذا تركنا جانباً مزايا ومساوئ هذه الوسائل في التدفئة، فإننا نرى بأن الإنفاق عليها قد حمّل المواطن عبئاً جديداً في موسم الشتاء، وخاصة في الريف، حيث تحتاج الأسرة إلى مبلغ 500-1000 ليرة وسطياً باليوم، وذلك باختلاف المناطق، حيث تزداد البرودة في المناطق الداخلية والجبلية، وتزداد الحاجة إلى التدفئة في حدودها القصوى، بينما تنخفض في المناطق الساحلية، وتحتاج الأسرة في الريف للتدفئة على الحطب إلى حوالي ألف ليرة يومياً، ويزداد المبلغ إلى حوالي 1500 ليرة للتدفئة على المازوت، مع الأخذ بالعلم انخفاض حدة البرودة لهذا الموسم حتى الآن، ومع تحسن وضع الكهرباء، وتوفر مادة الغاز، يمكن الاستعانة بهما للتدفئة، ما جعل تكاليف التدفئة على الأسرة مقبولة حتى الآن، وهي بالمتوسط بين 10- 15 ألف ليرة للحطب، و20- 30 ألف ليرة للمازوت شهرياً، مع الاختلاف بين المناطق.

تحسن تدريجي لليرة

وفيما يخص أسعار الملابس، رأى الدكتور خضور أن أسعارها شهدت ارتفاعاً في بداية الموسم الشتوي بين تشرين الأول وتشرين الثاني، وجمدت أسعارها في كانون الأول، وأتوقع، والكلام لخضور، أن أسعار الملابس الشتوية ستنخفض مع دخولنا في شهر شباط، وقرب انتهاء الطلب عليها، واستمرار التحسن في سعر الصرف الذي من المتوقع أن يستقر في الحدود الحالية بين 400- 450 ليرة سورية خلال النصف الأول من عام 2018، مع تقلبات ضمن هوامش ضئيلة، وفي النصف الثاني من العام يتوقع أن يعود تحسن سعر الصرف مع ازدياد رقعة الأراضي المحررة من الإرهاب، وعودة الموارد الطبيعية والاقتصادية إلى كنف الدولة، وإقلاع المعامل، وحقول النفط، والإنتاج الوطني، ما يخفف الضغط على الليرة السورية، ويقلل الطلب على المستوردات، ويسهم في التحسن التدريجي لليرة السورية، وسوف يسهم ذلك أيضاً في عودة رؤوس الأموال المهاجرة من الخارج، ما ينعكس بدوره إيجاباً على سعر صرف الليرة.

تفعيل الرقابة والمحاسبة

يمكن القول بأن تباين سعر الكنزة أو الجاكيت، “على سبيل المثال”، بين محل وآخر بفارق 5 آلاف ليرة كحد أدنى، يدلل على غياب الرقابة عن الأسواق، وترك الجشعين ينهبون لقمة عيش المواطن، دون أي تحرك يذكر سوى تدوين الضبوط الوهمية التي لا تحرك بالأمر شيئاً، لذلك لابد من تفعيل الرقابة أكثر!.

دارين حسن