ميليشيات الغوطة تقبل التفاوض مع روسيا.. وتشترط: في جنيف وبرعاية أممية!

ميليشيات الغوطة تقبل التفاوض مع روسيا.. وتشترط: في جنيف وبرعاية أممية!

أخبار سورية

الأحد، ١٨ مارس ٢٠١٨

رغم إعلان الميليشيات المسلحة قبول التفاوض مع الجانب الروسي حول مصيرها في الغوطة إلا أنها اشترطت أن تكون المفاوضات في «جنيف وبرعاية أممية»، وذلك بعد إقرار أممي بوضع إيجابي في الغوطة، وتأكيد الدول الضامنة لمسار أستانا ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها.
جاء ذلك بعد يوم من مطالبة دمشق الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية بإرسال المساعدات إلى الأماكن الحالية التي تؤوي الآلاف من المدنيين في ريف دمشق «إن كانت حريصة فعلاً كما تقول على حياة المدنيين وعلى تأمين المساعدات لهم».
وكان المبعوث الأممي أقر في تقريره إلى مجلس الأمن حول الأوضاع في سورية أول من أمس، بأن «الجهود الإيجابية مرحب بها على الدوام، وطال انتظارها. المدنيون بحاجة للمزيد من المساعدات الطبية والمياه الصالحة للشرب وحرية الحركة».
ومع إقرار دي ميستورا كان البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران) أول من أمس في كازاخستان يؤكد «عدم جواز تحت أي ظرف أن يؤدي إنشاء مناطق خفض التصعيد إلى تقويض سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها»، مجددين التأكيد عزمهم «مواصلة التعاون من أجل القضاء نهائياً على (تنظيمي) داعش وجبهة النصرة (الإرهابيين) وجميع الأفراد والمجموعات والمؤسسات والكيانات الأخرى المرتبطة بالقاعدة أو داعش كما حددها مجلس الأمن الدولي في سورية ولمنع انتقالها إلى دول ومناطق أخرى».
ويوم أمس أكدت وزارة الدفاع الروسية وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أنه «في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، تستمر روسيا في الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل، ويقوم المركز الروسي للمصالحة بتنظيم عمل تفاوضي نشط مع قادة المعارضة السورية المسلحة في كافة أنحاء سورية».
ولفتت الوزارة إلى أن «العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية اليوم تنفذ حصراً ضد الجماعات المسلحة التي لا تقبل المصالحة وتعمل على ترهيب السكان المحليين».
إلا أن ميليشيا «فيلق الرحمن» سرعان ما رفضت «مقترحاً من روسيا لإجراء محادثات داخل سورية بشأن الاستسلام ومغادرة الجيب» بحسب موقع «اليوم السابع» المصري.
وقال المتحدث باسم «الفيلق» وائل علوان: إن الأمم المتحدة نقلت لهم المقترحات الروسية، وأضاف: «ما يطلبه الروس من الاستسلام عبر التفاوض الداخلي مرفوض».
وبدا أن الميليشيات المسلحة رأت حديث دي ميستورا وكأنه طوق نجاة لها فسارعت لإعلان تأييدها محادثات خارج سورية، وأكد بيان مشترك صادر عن «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» زعمهم «الالتزام بتنفيذ القرارات الأممية».
وبحسب «روسيا اليوم» قالت الميليشيات الثلاث في بيانها: إنها على استعداد «تام لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة لبحث آليات وإجراءات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي يقضي بوقف إطلاق النار».
ورأى مراقبون أن الميليشيات في الغوطة لم تعد في وضع يتيح لها طرح المبادرات أو فرض الشروط مع التقهقر المتسارع لها أمام الجيش العربي السوري، بعدما كانت تتشدق برفض التفاوض، حيث زعم متزعم «فيلق الرحمن» النقيب الفار عبد الرحمن شمير في كلمة مسجلة في العاشر من الشهر الجاري، بأن الغوطة «مختلفة عن باقي المناطق في سورية»، وأردف: «لن أدخر جهدا للدفاع عن هذه الأرض وسأستمر بالدفاع عن كل شبر فيها ولن أتنازل ولن أتراجع ولن أفاوض»، كما هدد من يسير في المصالحة بقوله: «أقول للمرجفين والمخذلين وأصحاب المصالحات أنني قد صبرت عليكم طويلا ولن أتهاون مع أي أحد يريد أن يمد يده للنظام (..) وسأضرب بيد من حديد على أيدي ورؤوس المخذلين وأعد هذا النظام بالمقاومة والصمود بل والنصر».
بدوره سار مؤسس ميليشيا «الجيش الحر»، العقيد الفار رياض الأسعد، في اليوم ذاته على خطا متزعم «فيلق الرحمن» من حيث التحذير من الحلول السلمية.
ويأتي استعداد الميليشيات للتفاوض حالياً على حين تشهد معارك الغوطة تركيزاً على الشطر الجنوبي باتجاه جوبر وعين ترما وحزة في ظل حصار تشهده مدينتا دوما وحرستا يشهد معارك أقل بكثير إذ تشير الأنباء إلى مفاوضات مستمرة بين روسيا و«جيش الإسلام» حول ملف دوما بشكل خاص.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أكد في تصريح نقلته وكالة «سانا» أول من أمس: أن خروج الآلاف من المواطنين رغم كل المحاولات المستميتة من المجموعات الإرهابية لمنعهم من ذلك عبر القصف والقنص والتهديد والوعيد ونسج روايات كاذبة عن الجيش والدولة السورية، أمام وسائل الإعلام يؤكد أن كل الروايات والصراخ والعويل الذي مارسته بعض الدول على حساب أرواح المدنيين ما هو إلا كذب ونفاق توضحت صورته أمام العالم عندما خرج المدنيون سيرا على الأقدام من مناطق الإرهابيين إلى كنف الدولة تحت رعاية الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة ويدحض إلى الآن كل الشعارات الرنانة التي تم استعمالها على مدى سبع سنوات من هذه المجموعات ومشغليهم من الدولة الإقليمية والغربية.