مؤشرات حرب جديدة تُنذر بالخطر على مستقبل سورية وأجيالها القادمة!

مؤشرات حرب جديدة تُنذر بالخطر على مستقبل سورية وأجيالها القادمة!

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ أبريل ٢٠١٨

لونا نوايا |
رسَّخت الحرب ذات السنوات السبع في المجتمع السوري تفككاً أسرياً ومشكلات نفسية عدّة، لاسيما في شريحة الأطفال.
فمشاهد الدم .. أصوات التفجيرات .. سقوط القذائف بالقرب من المدارس .. فقدان الأب أو الأم أو حتى الصديق على مقعد الدراسة بشكل مفاجئ، غياب الأب الجندي لفترات طويلة عن المنزل وهلع الأم المستمر على حياته .. التعرض للأسر .. التعايش القسري مع الفكر (الإرهابي) .. تجنيد الأطفال وتسليحهم .. نشر فكرة الجهاد بين الأطفال .. جميع هذه الصدمات عاشها الطفل السوري .. وتشَبّع بها .. حتى باتت تلك المشاهد القاسية الحديث اليومي المفضّل لديه، بل اللعبة الأكثر تداولاً بينه وبين أصدقائه في الحارة أو المدرسة.فهل هي مؤشرات حرب جديدة تُنذر بالخطر على مستقبل سورية وأجيالها القادمة؟!
 
أطفال سورية واضطراب ما بعد الصدمة
 
يوضح الدكتور المختص بالطب النفسي أحمد تاجي لـ “دمشق الآن” أن أكثر الحالات التي راجعت عيادته النفسية خلال سنوات الحرب السبع تعاني من “اضطراب الشدة ما بعد الصدمة”، المشكلة التي لم تُلاحظ سابقاً على الأطفال، مؤكداً عدم توفر إحصائيات فعلية لعدد الأطفال المتضررين من الإرهاب وأن أي إحصائية تصدر ليست موثّقة بطريقة صحيحة.
 
لكن أي مراقب للأحداث في سورية يُدرك تماماً أن أعداداً كبيرة من الأطفال تضرروا جرّاء حرب لعينة لم تُفرّق بين صغير أو كبير.
 
أعراض الاضطراب النفسي
 
استعادة الذكريات المؤلمة للحدث الصادم بشكل متكرر، والكوابيس الليلية هي أبرز الأعراض لاضطراب الشدة ما بعد الصدمة حسب الدكتور تاجي، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية والشعور بالآلام، وربما الابتعاد عن الواقع بشكل نهائي، كما يصاب الطفل بـ نوبات من الهلع والخوف وبالتالي تدني التحصيل الدراسي، وهو ما يُنذر بخطورة عدم مواجهة المشكلات النفسية عند الأطفال، أجيال المستقبل.
 
العلاج وفق هرم ماسلو للاحتياجات الأساسية
 
أما علاج هذا النوع من الاضطراب، فيوضح د. تاجي أن الإسعاف النفسي الأولي للطفل، وهو رأس هرم ماسلو للاحتياجات الأساسية، فيكون بالاستماع الجيد له ولما يريد أن يبوح به لا ما نريد أن نسمعه نحن. ثم ربط ذلك مع احتياجاته الحقيقية، وأيضاً السعي لإعادته إلى حضن الأهل والمجتمع والأصدقاء، الأمر الذي سيُخفف من الأعراض النفسية التي ستظهر في المستقبل.
 
كما يمكن، كإجراء داعم، تأمين أماكن صديقة للأطفال مثل وضع الألعاب والتسالي حتى يعود الطفل لطفولته بشكل طبيعي. لكن إن لم نلحظ أي جدوى من تطبيق ما سبق ذكره، فلابد من تطبيق العلاجات الدوائية وهذا ما يعرف بقاعدة الهرم النفسي.
 
الأطفال الخارجون من مناطق سيطرة (الإرهاب)
 
ويشير د. تاجي إلى ضرورة تدعيم الطب النفسي الأولي خصوصاً عند الأطفال الخارجين مؤخراً من المناطق التي كانت تحت سيطرة (الإرهاب)، فواجب المجتمع أن ينظر لهم نظرة إيجابية بمحبة وسلام، لأن الكثير منهم كانوا مجبرين، كما علينا أن نساعدهم حتى يعودوا للاندماج في المجتمع، فهم لم يكونوا بمكان صحي، وإنما كانوا يعيشون في غابة!
 
اليوم يرحل (الإرهاب) عن سورية بأجساد نتنة، عبر حافلات مهزومة، لكن أفكاراً دخيلة على حياتنا لا تزال تعيش بيننا؛ وإن لم يأخذ الطب النفسي والإرشادي دوره الفعّال في علاج نتائجها ستبقى تلك الأفكار ناقوساً ينذر بالخطر في أدمغتهم الصغيرة غير القادرة على التحليل والتقصي.
 
المصدر: دمشق الآن