أول مختارة لقرية في سورية : المخترة يجب ألاّ تبقى حكراً على الرجال وطموحي لا يتوقف المجتمع الشرقي مازال يسيطر

أول مختارة لقرية في سورية : المخترة يجب ألاّ تبقى حكراً على الرجال وطموحي لا يتوقف المجتمع الشرقي مازال يسيطر

أخبار سورية

الأربعاء، ١٩ سبتمبر ٢٠١٨

الطموح لا يتوقف أبداً ، والعمل لا يفرق بين رجل وامرأة ، والسيدة نهيدة العلي من ريف مصياف أنموذج للمرأة التي لا يتوقف طموحها بل على العكس ، دخلت مجالاً لم تدخله سيدة بعد ، المختارة نهيدة أم قيس ، الزوجة المثالية لعائلة مكونة من ثلاثة أولاد ، قيس الذي حصل على البكالوريا الفرع العلمي وهو موظف في البحوث العلمية , وابنتها نور إجازة في الأدب الإنكليزي ودبلوم وحالياً تقدم رسالة الماجستير ولديها طفلة . أما بتول فقد درست في جامعة تشرين علوم جيولوجية سنة رابعة لكنها لم ترغب بمتابعة دراسة هذا الفرع لتنتقل إلى جامعة دمشق وهي حالياً سنة ثانية ترجمة تعليم مفتوح .
 
الطموح بعد المخترة
تقول المختارة نهيدة : الطموح لا يتوقف أبداً ، طبعاً أنا أعمل كثيراً وعملي مهم جداً، ربما لأنني مختارة فُتحت لي الأبواب للعمل بأشياء تفيد البلد أنا عملي بالأمانة السورية للتنمية ، وأشعر أنه يفتح ويحقق لي متابعة أمور البلد فأنا رئيسة لجنة في قريتي وكل شيء يهم البلد ومصلحة البلد يهمني بالتأكيد ، إضافة إلى أنني مشرفة على سبع قرى وهي القصية وقراها .
عطاء مستمر  
هل تشعرين بالندم بعد هذه السنين الطويلة ؟
بعد كل هذه السنين على العكس تماماً لا أشعر بالندم ، أشعر أنها من أجمل سنين عمري ، كلها عطاء وعمل ، أحب عملي كثيراً ، ظاهرة المخترة لا يجب أن تكون حكراً على الرجال . أتمنى أن تعمم ، فلا يوجد مشكلة كل من موقعه المرأة والرجل يقدم عملاً ، وأنا سعيدة جداً بعملي ولن أندم أبداً .
أهم الأعمال
من بداية استلامي للمخترة وحتى الآن أحاول أن أرمم النقص ، يوجد نقص كبير في الخدمات في جميع القرى بشكل عام في الريف، أنا قدمت من المدينة إلى الريف ، نشعر أن هناك ظلماً في نقص الخدمات ، لذلك عملت بداية بتقديم الخدمات للمدارس ، حتى الآن إذا حضرت لجان مختصة من التربية مثلاً لجان البناء سوف تلاحظ كمية النقص في المدارس من أساس البناء ، الخدمات في البناء ، حتى في التدريس هناك ضعف شديد .
هذا الموضوع بقيت لمدة ثلاث سنوات أعمل عليه ، كنت أشرف شخصياً على المجمع الإداري في مصياف بداية ثم إلى حماة لمتابعة الأمور الخاصة بالمدارس .
أما بالنسبة للتفاصيل فمثلاً مدرسة المرحة الحلقة الأولى : بعد المتابعة حضرت لجنة للكشف على وضع هذه المدرسة وبعد وضع التقرير كان توصيف هذه اللجنة ( بشكل شفهي ) أنها لا تصلح اسطبلاً لتربية الحيوانات .  
بالمتابعة تحسن الوضع قليلاً ، والمقاعد أنا شخصياً والوضع الأمني سيء جداً ذهبت إلى المنطقة الصناعية بحماة لتأمين مقاعد للمدرسة واستطعت أن أحسن من وضع المدرسة قليلاً وأحضرت مقاعد بدل المقاعد المكسرة التي لا يمكن للطلاب الجلوس عليها .
الآن خفت متابعتي لهذه الأمور وأوكلت المهمة لبعض المديرين لمتابعة هذه المطالب ، نعاني عدم تلبية هذه الطلبات.
مشكلات
ما هي المشكلات التي تعانينها في القرية ؟
ربما المجتمع الشرقي مازال يسيطر على تفكير بعض الأشخاص ، فالوجاهة فيها ضعف ومازالت هنا الفروقات بين الرجل والمرأة، وأحيانا أتمنى لو أنني كنت رجلاً ، كان من الممكن أن يتفاعلوا معي أكثر.
هناك مشكلات عند الكبار والصغار وهم يأتون لعندي لحل هذه المشكلات بدون قصة الوجاهة.
الهيئة الاختيارية غير فاعلة أبداً ، ومن البداية حصلت خلافات بيننا،لذلك أحاول حل الأمور بمفردي ، والحمد لله لدي كرامة عند بعض الناس، وأستطيع حل هذه المشكلات البسيطة بين الناس .
هل أثرت المخترة على حياتك الشخصية ؟
المخترة لم تؤثر على حياتي الشخصية على العكس ، زوجي الداعم الأول لي ولعملي وداعم لي في كل حياتي والحمد لله أولادي أصبحوا كباراً وهم ليسوا بحاجة لي مثلما لو أنهم صغار، ولو كانوا كذلك لعانيت كثيراً من هذه المشكلة ، لكن الحمد لله الأمور ميسرة ومريحة جداً فلدي الوقت الكافي لأعمل براحتي.
المخترة هي اللبنة الأولى بالمجتمع لمتابعة الخدمات في البلدة ، فنحن حين نختار الشخص المناسب ليحمل همومنا ويحل مشاكلنا ويطالب بحلها حتى في الأحياء والمدن ذلك يريح الأهالي كثيراً .
يجب أن يقوموا بعمل دورات لمن يود أن يستلم المخترة للأسف لا أحد يعرف قيمة هذه المهمة ، ولا أحد يعلم معنى وقيمة هذا الشخص.
ما هي نشاطاتك الاجتماعية ؟
نشاطاتي الاجتماعية كثيرة ، فعاليات ، نشاطات تهم الجرحى ،الشهداء وذوي الشهداء ، ومن ضمن مجال عملنا في الأمانة والتنمية الاجتماعية قسم خاص بالشهداء والجرحى.
سوا  رح نكون لسورية الدوا
هناك فعالية خاصة من ضمن عملنا كفريق عمل تطوعي جديد أطلقنا عليه اسم «سوا رح نكون لسورية الدوا « بادرة من شاب مهندس من وادي العيون.
فكرتها: أن نجمع من كل شخص كحد أدنى 200 ل.س من أجل تقديم  شيء للناس ، بدأنا بداية لجرحى الجيش لأنهم بحاجة للدعم والمساعدة حيث نجمع هذا المبلغ أحياناً يصل مابين /10000 ـ 15000/ ل.س نقدمه من خلال زيارة لهؤلاء الجرحى ، ومع الأيام يمكن أن يتقدم هذا الموضوع ويمكن مساعدة ذوي الشهداء ومن الممكن أن نستهدف بهذه المبادرة فيما بعد ذوي الاحتياجات الخاصة.
كيف تم اختيارك كمختارة؟
تم اختياري كمختارة بالصدفة فأنا أحمل شهادة التعليم الأساسي وفي القرية من كبار ووجهاء القرية بعضهم لا يحمل هذه الشهادة ، والذين يحملون هذه الشهادة لم يكن لديهم الرغبة في المخترة والقوانين والأنظمة لا تمنع تعيين امرأة كمختار لأكون أول امرأة تُعين مختارة في سورية.
ختاماً:
نتمنى للسيدة نهيدة العلي (المختارة) النجاح والتوفيق في عملها ، وهذا تأكيد على أن المرأة لايمكن أن يقف أي شيء أمام طموحها لتصل إلى ما تريد .