عن لقاء بن سلمان ومملوك وتاريخ التحول الكبير في العلاقات الروسية-السعودية

عن لقاء بن سلمان ومملوك وتاريخ التحول الكبير في العلاقات الروسية-السعودية

أخبار سورية

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

جواد الصايغ
أرخت المعلومات الصحفية المسربة عن لقاء جمع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك، في العاصمة السعودية الرياض وبرعاية روسية، بظلالها على الساحة السياسية العربية بشكل عام، والسورية بشكل خاص.
ومع خروج بعض الأصوات المشككة بعقد هذا اللقاء، استنادا الى التصريحات النارية المتبادلة بين مسؤولي الطرفين (السوري والسعودي)، كشف الوسيط الفلسطيني لحل الأزمة السورية، نضال السبع، في حديث خاص لموقع ليبانون ديبايت، خفايا الأمور التي حدثت في الأشهر الأخير.
السبع الذي يمتلك علاقات واسعة تشمل المعارضة السورية، و الجانب الروسي ، ومنظمة التحرير الفلسطينية، سبق له وان شارك في اللقاءات التي عقدها نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف مع أطياف المعارضة السورية نهاية العام الماضي.
بداية، يؤكد السبع ، حصول اللقاء بين بن سلمان ومملوك، ويشير،" إلى ان التحول الكبير في العلاقات الروسية-السعودية حدث يوم 27 مايو/أيار بعد استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد محمد بن نايف آل سعود، ووزير الخارجية عادل الجبير ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى إفريقيا والشرق الأوسط، خلال زيارته الى السعودية".
السبع يتابع قائلا،" في منتصف كانون الأول من العام الفائت، أخبرني السيد ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا ستدعو الافرقاء السوريين لمؤتمر يعقد في موسكو، وعند جوجلة اسماء المدعويين، انصدمنا من أن بعضهم لا يمتلك أي وزن سياسي، فإقترحت عليه العودة إلى مبادرة كنا قد اقترحناها ولقيت قبول الجميع، وتتضمن، وقف اطلاق النار، وتشكيل حكومة سورية بصلاحيات واسعة، واجراء انتخابات رئاسية يحق لبشار الأسد الترشح اليها، والعديد من النقاط الأخرى".
ويكشف الوسيط الفلسطيني،" عن ارساله برقية الى دبوماسي روسي رفيع المستوى في المنطقة، تضمنت بعض النقاط حول طريقة الدعوة الى مؤتمر موسكو، ومنها: الغاء كافة الدعوات الشخصية التى تم توجيهها لقوى المعارضة والاستعاضة عنها بدعوة احزاب و ليس افراد بصفتهم الشخصية مع الاخذ بعين الاعتبار عند توجيه الدعوات قدرة هذه الاحزاب وتاثيرها و مدى تمثيلها واحترام الشارع السورى لها اضافة الى دعوة بعض الشخصيات المستقلة، واحتساب نسبة التمثيل لقوى المعارضة عند دعوة اى طرف حيث ان هيئة التنسيق على سبيل المثال و التى تضم عشرة احزاب سورية فاعلة الى جانب وجود شخصيات مستقلة داخل الهيئة لا يمكن مقارنتها مع اطراف سورية معارضة ولدت حديثا لا ارضية شعبية لها".
السبع يشير إلى ان المقترحات تضمنت ايضا "الضغط من اجل الافراج عن بعض المعتقلين و خاصة رجاء الناصر و لؤي حسين و عبد العزيز الخير حيث ان مشاركتهم في مؤتمر موسكو سوف يشكل عامل نجاح كبير لنا جميعا و يعطى زخم و مصداقية كبيرة للموتمر، وضرورة قيام نائب وزير الخارجية الروسى السيد ميخائيل بغدانوف بجولة تشاورية على منطقة الشرق الاوسط تشمل مصر و السعودية و الاردن و قطر و ايران من اجل التباحث في الوضع السوري و اشراك هذه الاطراف بالحل الروسى الى جانب دعوة وزارء خارجية هذه الدول الى مؤتمر موسكو حيث ان مشاركتهم تمنع الفشل و هى مناسبة لبحث سبل مواجهة الارهاب و التطرف الى جانب موضوع هبوط اسعار النفط".
لكن الأهم في موضوع البرقية، "اقتراح دعوة عشرة شخصيات عربية مرموقة الى مؤتمر موسكو بصفة مراقبين او ضيوف شرف على ان يكون لهم اطلالة على الواقع السورى و تستطيع ان تلعب دورا بناء وهم المفكر محمد حسنين هيكل من مصروالعماد ميشال عون و سليمان فرنجية من لبنان كشخصيات مسيحية لها حضور وليد جنبلاط لما له من تاثير لدى دروز سوريا و لبنان و الرئيس سعد الحريرى كشخصية سنية الرئيس نبيه بري كشخصية شيعية والسيد اياد علاوى من العراق والمفكر كمال خلف الطويل شخصية فلسطينية كان لها دور باعداد وثيقة للحل السياسي مع بداية الازمة فى سوريا والكاتب فيصل جلول شخصية لبنانية تتمتع باحترام واسع من مختلف الاطياف السورية و نضال السبع".
انعقد مؤتمر موسكو ولم يحقق المأمول منه، لكن الدبلوماسيين الروس عاودوا دراسة المقترحات خصوصا انه لا مفر من الإستفراد بالحل بظل التشعبات القائمة والإنقسامات.
ماذا بعد عودة العلاقات الروسية-السعودية؟، سؤال يجيب عليه السبع بالقول، " القيادة السعودية باتت على قناعة بأن الروس يمكنهم حل العقد في الأزمتين اليمنية والسورية"، مضيفا" يبدو ان موسكو متمسكة بالمبادرة التى قدمنها لهم بعد لقائنا الوزير بغدانوف والمقترحة من تسع نقاط، ابرزها، فصل السلطات، واجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف اطلاق النار، واطلاق المعتقلين، ومكافحة الإرهاب"، ملمحا"إلى ان هذه المبادرة قد تم التباحث فيها بلقاء بن سلمان ومملوك".
ليبانون ديبايت