جوهر الحرب حُسمَ لصالح دمشق

جوهر الحرب حُسمَ لصالح دمشق

أخبار سورية

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

لم تعد للميدانيات السورية، دلالات استراتيجية؛ فالحرب، في جوهرها الأساسي، حُسمَت، لمصلحة دمشق: تركيا تدخل نفقا مظلما في تجديد الحرب مع الأكراد واليسار الراديكالي، بينما تجد نفسها مرغمة، للحصول على غطاء دولي لحربها، على الاشتباك مع حليفها الرئيسي تنظيم "داعش". الولايات المتحدة تلح على أنقرة وعمان، وقف تدفق المقاتلين إلى سوريا، وتؤكد أن " جبهة النصرة" إرهابية؛ بذلك، لم يعد هناك من معنى سياسي لسيطرتها على إدلب وجسر الشغور أو مناطق في جنوب سوريا؛ فهي مستهدفة بالقرار الدولي بمحاربة الإرهاب. روسيا ـ المنتصرة على العقوبات الغربية ـ وإيران ـ الفائزة في ماراثون النووي ـ يجددان الوقوف خلف الدولة السورية، في كفاحها ضد الإرهاب. والسعودية تنخرط بتفاهمات عديدة مع الروس، وعلى رأس جدول الأعمال، هناك سوريا. المفاوضات السورية ـ السعودية، بدأت. وهي تسير نحو مصالحة ، ربما كانت الرياض مضطرة إليها أكثر مما هي دمشق الجريحة، تحتاجها.

وسط ذلك كله؛ سوريا مصممة على كسب جميع الأوراق معا: الاحتفاظ باستقلال القرار السيادي إزاء الأعداء والخصوم والأصدقاء؛ إنهاء الحرب الإرهابية من دون تقديم أي تنازلات سياسية؛ المصالحة مع السعودية من دون التخلي عن تعزيز العلاقات التحالفية مع إيران؛ فصل الشأن السياسي الداخلي عن محاربة الإرهاب؛ الاستمرار في خيار المقاومة؛ هذه المرة من جنوب لبنان إلى الجولان. إنها شروط المنتصر