حلب تنتظر «كارثة إنسانية».. والجيش السوري يحشد للمعركة!

حلب تنتظر «كارثة إنسانية».. والجيش السوري يحشد للمعركة!

أخبار سورية

الجمعة، ٢٩ أبريل ٢٠١٦

يوم دموي آخر شهدته مدينة حلب مع استمرار الإشتباكات والقصف المتبادل بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة في المدينة وعلى أطرافها، لتصبح حلب اليوم مصدر التطورات السورية وأصل المشهد وما سيؤول إليه لاسيما بعد ترابط المشهدين السياسي في جينيف والميداني في حلب التي أعلنت أمس منطقة منكوبة من قبل المجتمع الدولي.

وفي آخر التطورات، افادت مصادر أمنية من حلب لـ"بيروت برس" أن لا اشتباكات على محاور حلب حالياً، إلا أن القصف مستمر على الاحياء الغربية مستهدفا المدنيين فيما وصل حجم الضحايا الى 100 في خمسة ايام خصوصا أن القصف يتزامن مع اوقات الذروة وخروج الطلاب وعلى احياء مكتظة كالميدان والموكامبو ووصول القذائف للمرة الاولى الى دوار المحافظة.

وبحسب المصادر فإن القصف جاء بعد الخسائر التي لحقت بالجماعات المسلحة في خان طومان عبر قصف نقاط التجمع قبل بدء هجومهم وفي منيان التي خسروا فيها 113 قتيل في مجاري الصرف الصحي وهم يحاولون العبور الى قرية منيان والوصول الى ضاحية الاسد.

يأتي ذلك وسط معلومات جديدة عن حشود للجيش السوري وحلفائه بشكل كبير قد تكون مقدمة لعملية شاملة ربما تنتظر تبلور بعض المواقف، بحسب المصادر. ويذكر  أن مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، حذر من أن وقف الأعمال العدائية الذي اتفقت عليه قوات الحكومة والمجموعات المسلحة  في 27 شباط "يكاد يكون ميتا" الآن.

وكانت قد ارتفعت حصيلة ضحايا الاعتداءات الإرهابية بالقذائف الصاروخية ورصاص القنص على أحياء سكنية في حلب إلى 18 شهيدًا. وأفادت وكالة "سانا" في حلب بعد ظهر أمس عن سقوط عشرات القذائف على "حيي الميدان والاشرفية ومحيط ساحة سعد الله الجابري والقصر البلدي ما تسبب بارتقاء 14 شهيدًا بينهم طفلان وإصابة أكثر من 50 شخصًا بجروح بعضهم في حالة حرجة". وأضافت إن الاعتداءات الإرهابية "ألحقت أضرارا مادية كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم جراء كثافة القذائف الصاروخية ذات الحشوات شديدة الانفجار".

كذلك لقي أكثر من 20 شخصا مصرعهم وسقط عشرات الجرحى إثر قصف على مستشفى داخل حي السكري في مدينة حلب. وفيما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن القصف جاء نتيجة غارات جوية، نفت مصادر عسكرية سورية أي علاقة لسلاح الجو السوري بالقصف. وأكد مصدر عسكري سوري أن الطائرات الحكومية لم تحلق فوق المنطقة التي ورد استهدافها بالغارات، نافيا تقارير استهداف سلاح الجو السوري للمستشفى.

من جهتها نفت وزارة الدفاع الروسية أنباء تناقلتها وسائل إعلام زعمت أن سلاح الجو الروسي قصف مستشفى في حلب، مؤكدة أنه لم يقم بأي تحليق في منطقة حلب خلال الأيام الأخيرة. وقال الناطق باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف: "سلاح الجو الروسي لم ينفذ أي تحليق في منطقة حلب خلال الأيام الأخيرة". وأضاف كوناشينكوف: " لدى الوزارة معطيات تفيد بأن يوم الـ27 من نيسان/أبريل ظهرت في سماء حلب لأول مرة بعد فاصل زمني طويل طائرة تابعة لإحدى دول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

وفي وقت سابق ، ذكر مصدر في قيادة شرطة حلب في تصريح أن إرهابيين يتحصنون في حي بستان القصر اطلقوا قذائف صاروخية على حي المريديان السكني بمدينة حلب ما تسبب "باستشهاد رجل وزوجته نتيجة تهدم المنزل عليهما واصابة 4 اشخاص بجروح متفاوتة". ولفت المصدر إلى أن أحد قناصي المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم "جبهة النصرة" الارهابي المتمركز في حي بستان القصر اطلق نيران قناصته على أهالي حي المشارقة ما اسفر عن "استشهاد شخصين". وردت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في حلب أمس على مصدر إطلاق القذائف بعمليات دقيقة أسفرت عن تدمير العديد من مرابض الهاون والمدفعية.

بدورها نقلت وسائل إعلامية من جنيف عن مصدر في مجموعة العمل الأممية تأكيده استخدام المسلحين مادة الكلورين في قصف حلب. كما أفادت المصادر أن الجانب الأميركي أكد أن مواد كيماوية استخدمت بحلب ممزوجة بمواد غير متفجرة، وقال الجانب الأميركي إن أسلوب استخدام المواد الكيماوية في حلب مشابه لأسلوب القاعدة في العراق. ولفتت المصادر الإعلامية إلى أن الجانب الروسي يؤكد أن التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان الاستخدام اقتصر على مواد كيماوية أم أسلحة كيماوية، وسط شكوك من امتلاك المسلحين لغاز "السارين" وخشية من استخدامه. يشار إلى أن المنطقة التي استهدفها الأسلحة الكيماوية هي منطقة الشيخ مقصود. ونقلت المصادر أن ممثلي تركيا والسعودية وقطر التزموا الصمت في لقاء المجموعة الدولية لدى تأكيد الروس والأميركيين على استخدام المجموعات المسلحة مواد كيماوية.

وقد لقيت الأحداث التي تشهدها حلب ادانات دولية وتحذيرات أتى أبرزها على لسان اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قالت في بيان إن تصاعد العنف في مدينة حلب السورية يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية. وأضافت اللجنة أن المعارك الشرسة التي تندلع في حلب أدت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضرراً من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام.

بدوره ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس بالقصف الذي تعرض له يوم أمس الأربعاء مستشفى القدس في حلب بشمال سوريا ما أسفر عن مقتل عشرين شخصاً على الأقل، معتبراً أن هذه الهجمات على المدنيين "لا يمكن تبريرها". وأضاف بان في بيان "ينبغي احقاق العدالة (بحق من يرتكبون) هذه الجرائم". ودعا الأطراف المتحاربين في سوريا إلى "الانخراط مجدداً وفوراً في وقف الأعمال القتالية". كما طلب بان من المجموعة الدولية لدعم سوريا وخصوصاً رئيسي المجموعة روسيا والولايات المتحدة "ممارسة ضغوط على جميع الأطراف المعنيين لوضع حد للمعارك وضمان إجراء تحقيقات ذات مصداقية في الحوادث على غرار الهجوم على مستشفى القدس" في حلب.

من جهته اعتبر مسؤول شؤون المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة يان إيغلاند، إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لتوفير المساعدات الإنسانية بالنسبة لمعظم أنحاء سوريا.  وقال إيغلاند إنه أبلغ بـ"التدهور المفجع في حلب خلال فترة 24 إلى 48 ساعة الماضية ... وليس هناك شك لدى أحد في خطورة الوضع". وحذر من أن توفير المساعدات الإنسانية لكافة أنحاء البلاد قد يكون عرضة للخطر. وأضاف "لا أستطيع أبدا التعبير عن المخاطر المحدقة خلال الساعات والأيام المقبلة. فقد قصف كثير من موظفي المساعدات الإنسانية وعمال الإغاثة، وقتل بعضهم، مما عرض في الوقت الراهن عمليات توزيع المساعدات على ملايين الأفراد للخطر".