مدتها 48 ساعة وستنفذ بالتنسيق بين موسكو ودمشق … أول فترة «تهدئة» في الشهباء معلقة بانتظار أن تجهز المساعدات..!

مدتها 48 ساعة وستنفذ بالتنسيق بين موسكو ودمشق … أول فترة «تهدئة» في الشهباء معلقة بانتظار أن تجهز المساعدات..!

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

أكدت روسيا أمس قرب إعلان أول فترة تهدئة إنسانية في مدينة حلب لمدة 48 ساعة، معلقة الإعلان عنها على استكمال الأمم المتحدة تجهيز شحنات المساعدات بغرض إيصالها إلى المدينة.
وبعد مفاوضات شاقة مع الدول الغربية والأمم المتحدة، وافقت روسيا على تعديل مبادرتها الأولية بشأن التهدئة الإنسانية في حلب. ونص الاقتراح الروسي الأولي على تهدئة لمدة ثلاث ساعات باليوم يتم خلالها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة من طريق الكاستيلو حصراً. وقبل نحو أسبوع طبقت موسكو هذه التهدئة، لكن الأمم المتحدة والدول الغربية اعتبرتها غير كافية من أجل إيصال المساعدات وصيانة مرافق الحياة الأساسية، والتي تضررت جراء المعارك.
وتمكن الجيش العربي السوري وحلفاؤه مدعوماً بالطائرات الروسية من السيطرة على طريق الكاستيلو أوائل الشهر الماضي. ودفع ذلك مسلحي «جيش الفتح» إلى شن هجوم على حلب انطلاقاً من الريف الحلبي الغربي الجنوبي وريف إدلب الشرقي تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من حي الراموسة، الأمر الذي مكنهم من قطع طريق خناصر حلب، شريان الحياة السابق لأحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري.
ورفضت روسيا كل الضغوط من أجل إعلان هدنة في حلب، كي لا يستفيد منها «الإرهابيون»، وأخيراً وتحت وطأة الحالة الإنسانية الدقيقة في المدينة وافقت الأسبوع الماضي على الاقتراح الأممي بتهدئة لثمان وأربعين ساعة خلال أسبوع، ولينت موقفها حيال إمكانية دخول المساعدات من معابر أخرى غير معبر الكاستيلو، بشرط تطبيق تركيا للقرار 2165 القاضي بإنشاء آلية أممية للرقابة على الحدود التركية السورية.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أمس: «بالتنسيق مع السلطات السورية، سيتم الإعلان عن أول فترة تهدئة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب بعد تلقي طلب بهذا الشأن من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يؤكد فيه الاستعداد لإيصال المساعدات إلى المدينة».
وسبق لمسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أن وصف الموقف الروسي حيال التهدئة الإنسانية بـ«الإيجابي»، لكنه طالب بالتزام جميع الأطراف بها وتقديم «ضمانات أمنية واضحة». وأشار إلى أن الأمم المتحدة تستطيع البدء في نقل المساعدات إلى حلب بعد حصولها على «الضوء الأخضر» من كل الأطراف خلال فترة أقصاها ثلاثة أيام. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن أوبراين، قوله أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: «أنا غاضب.. غاضب جداً. هذه المذبحة القاسية التي هي سورية تحولت منذ فترة طويلة من مذبحة لا يبالي بها أحد إلى مذبحة آثمة».
وكشف أنطونوف في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن لقاء سيعقد اليوم الأربعاء بين ممثلي المركز الروسي لتنسيق التهدئة ومدير مكتب الأمم المتحدة في دمشق ستيفان كوري. وبين أن نتيجة اللقاء ستكون «الاتفاق على ممرات ومواعيد إيصال المساعدات الإنسانية القادمة من الأمم المتحدة، لكل المحتاجين في حلب».
وبعد سيطرة الجيش العربي السوري وحلفائه على طريق الكاستيلو، أعلنت روسيا والحكومة السورية عن عملية إنسانية مشتركة في حلب، تتضمن فتح عدة ممرات إنسانية لخروج المسلحين والمدنيين من الأحياء الشرقية والواقعة تحت سيطرة الميليشيات المسلحة.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أشار أنطونوف إلى أن وزارة الدفاع الروسية «مستعدة لتقديم المساندة بالتعاون مع السلطات السورية، في إيصال المساعدات التي تقدمها مختلف المنظمات والشخصيات العادية إلى حلب، وتوزيعها عبر المراكز الإنسانية المنتشرة هناك».
وعشية تصريحات أنطونوف، أشار أوبراين إلى أن «عشرات الشاحنات التابعة للأمم المتحدة مستعدة لإغاثة سكان أحياء حلب الشرقية فور التوصل إلى اتفاق من كل الأطراف» على التهدئة، وتحدث عن «جاهزية» المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والأدوية في غرب حلب، وتحديد طريق العبور «لتمرير 50 شاحنة من الغرب إلى الشرق فور حصولنا على الضمانات اللازمة لضمان سلامة القوافل».