الصراع على تل رفعت يتصاعد ويحرف عملية «درع الفرات» عن الباب.. وأردوغان يؤكد على الذهاب إليها

الصراع على تل رفعت يتصاعد ويحرف عملية «درع الفرات» عن الباب.. وأردوغان يؤكد على الذهاب إليها

أخبار سورية

الأحد، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦

تجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين الأتراك المعارك المشتعلة في محيط بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، بين الميليشيات المدعومة تركياً و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وفضل أردوغان تأكيد التزام بلاده بدحر تنظيم داعش عن مدينة الباب، من أجل إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية.
وغداة زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى تركيا وقبوله بدور تركي في معركتي الرقة والموصل، أعلنت أنقرة أن طائراتها باتت جزءاً من التحالف الدولي لقتال داعش في كل من سورية والعراق.
وقال أردوغان: إن ميليشيات «الجيش الحر» المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» التركية، سوف تتقدم نحو مدينة الباب، مؤكداً إصرار تركيا على طرد المتطرفين ومسلحي «وحدات حماية الشعب» من المناطق القريبة من حدودها. وقال: «مضطرون لدخول مدينة الباب لإنشاء منطقة خالية من الإرهاب في شمالي سورية وسنذهب إلى مدينة الباب ضمن عملية درع الفرات». وأشار إلى أن تركيا ستفعل كل ما يلزم مع شركائها في التحالف الدولي في مدينة الرقة، لكنها لن تعمل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بيدا».
في غضون ذلك، برر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تدخل بلاده في سورية والعراق، بمواجهة «التهديدات الخطرة التي تشكلها المنظمات الإرهابية الناشطة في سورية والعراق على الأمن القومي التركي». وشدد على مواصلة عملية «درع الفرات» حتى يتم «تشكيل مساحة آمنة كافية.. وتطهير مساحة 5 آلاف كم تقريباً من العناصر الإرهابية».
وبدوره أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن «القوات الجوية التركية (أصبحت) ضمن التحالف في سورية والعراق حالياً»، وأشار إلى أن «القيادات العسكرية هي من ستقرر متى؟ وأين؟ وكيف ستُنفذ الضربات الجوية؟»،.
تصريحات جاويش أوغلو جاءت بعد ثناء وزير الدفاع الأميركي على جهود أنقرة في حرب داعش وتعهده بوقوف بلاده إلى جانب تركيا ضد التهديدات المشتركة التي تواجهها. وخلال زيارته إلى أنقرة، وجه كارتر الشكر لأردوغان على «عزم تركيا في الحرب ضد الإرهاب ودعمها الحيوي لحملة محاربة داعش في سورية والعراق»، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن بيان أصدرته وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».
وأكد الجانبان التركي والأميركي، وفق البيان، «ضرورة تدعيم وترسيخ مكاسب عملية درع الفرات بزيادة التعاون العسكري وتعزيز العمل الإنساني والمدني».
مع ذلك، بدا أن الوزير الأميركي غير راض عن القصف الجوي لمواقع «وحدات حماية الشعب» في منطقة عفرين. وامتنع عن الإجابة عن سؤال بشأن موقف بلاده تجاه غارات الطائرات التركية على مواقع الوحدات.
وفي موسكو، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن القلق إزاء القصف التركي، ودعا في تصريحات صحفية الأطراف المعنية بالأزمة السورية إلى الابتعاد عن «الحركات الاستفزازية».
وأعرب لافروف عن تأييده لبيان الجيش العربي السوري الذي هدد بإسقاط الطائرات التركية، قائلاً: إن «سورية دولة ذات سيادة».
وبعد أن نبهت إلى خطورة ما جرى في عفرين، حذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الأسبوع الماضي من أن أي محاولة لتكرار خرق الأجواء السورية من الطيران الحربي التركي سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة. ‏
وبالفعل، امتنعت تركيا عن استخدام طائراتها في قصف مواقع «حماية الشعب» في عفرين وتل رفعت، ولجأت عوض ذلك إلى تكثيف القصف المدفعي لتلك المواقع، ترافقاً مع هجوم شنته عناصر مليشيات «الحر» لانتزاع السيطرة على بلدة تل رفعت من يد «الوحدات». وجاء ذلك مترافقاً مع كشف صحيفة صباح التركية عن دخول 9 دبابات تركية من ولاية هاتاي (لواء إسكندون السليب) إلى محافظة إدلب، واتخذت من مواقع مشرفة على تحركات عناصر «حماية الشعب»، مقرات لها، بهدف رصد تحركاتهم والقيام بقصفهم في حال عزمهم مجدداً على التقدم باتجاه مدينة الباب.
وحسب الصحيفة التركية فإن هذا التحرك جاء رداً على سيطرة التنظيم على 5 قرى تابعة لمدينة الباب قبل عدة أيام، ومحاولتهم التوسع من أجل تنفيذ خططتهم في إنشاء حزام لهم في المناطق الشمالية لسورية، ما يعدّ خطاً أحمر لتركيا. وفي المقابل ذكرت مصادر إعلامية مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي أن دبابات ومدرعات تركية توغلت في الأراضي السورية حتى تمركزت في قرية بمحيط بلدة الراعي، ومن ثمة سارت بعضها جنوباً حتى وصل بلدة مارع المواجهة لبلدة تل رفعت التي سبق لوحدات حماية الشعب أن سيطرت عليها في شباط الماضي بدعم من الطائرات الروسية.
وأقر الجيش التركي بإرساله تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته في ولاية كليس الحدودية مع سورية جنوبي البلاد، لكنه لم يتحدث عن اختراق الحدود مع سورية.
كما أشار بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية إلى أن مدفعية الجيش التركي استهدفت 52 موقعاً لداعش، و70 موقعاً لتنظيم «بيدا». وأوضح البيان أن القصف أفقد التنظيمين الإرهابيين القدرة على التحرك في المنطقة.
وأكدت الأركان التركية استمرار الهجوم الذي تشنه مليشيات «الحر» بإسناد جوي ومدفعي تركي، على بلدات حربل، ومعراتة أم حوش، جنوب مدينة مارع بمحافظة حلب من أجل السيطرة عليها. وذكرت مواقع معارضة أن الجيش التركي قصف بالمدفعية بلدة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى.
وقال محمد بلكش القائد العسكري لـ«لواء أحرار سورية» المشارك في عملية درع الفرات: «معركة تل رفعت كانت بالأساس من ضمن مراحل العملية المتأخرة، وإن الهدف المرحلي كان تحرير مدينة الباب»، واستدرك «فوجئنا باستغلال قوات سورية الديمقراطية انهيار تنظيم داعش لتتقدم وتسيطر على عدة قرىً في منطقة سد الشهباء، كنا في طريقنا لدخولها، لتشتبك قواتنا مع قوات سورية الديمقراطية التي صعّدت الموقف أكثر وقامت بقصف مواقعنا في قرية تل مالد ما أدى لسقوط شهيدين وعدد من الجرحى في صفوفنا».
وأشار إلى أن اجتماعاً طارئاً لغرفة عمليات «درع الفرات» قرر تنفيذ «عمل عسكري قبل أوانه نسترجع فيه تل رفعت والقرى والبلدات التي احتلتها مليشيات قوات سورية الديمقراطية».