10 أيام كسرت خطوط دفاع المُسلّحين.. وتدخّل أممي..الجيش السوري يدخل حلب الشرقية من بوابة سقوطها

10 أيام كسرت خطوط دفاع المُسلّحين.. وتدخّل أممي..الجيش السوري يدخل حلب الشرقية من بوابة سقوطها

أخبار سورية

الجمعة، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦

حقّق الجيش السوري بخطى سريعة تقدماً كبيراً في أحياء حلب الشرقية وسط انهيارات كبيرة في خطوط دفاع المُسلّحين، في وقت علا فيه صوت الأمم المتحدة التي أعلنت حصولها على «مُوافقة خطية من الفصائل المُسلّحة لتسوية أوضاع حلب، وإشارات روسية إيجابية» حول الأمر، من دون أن يرد اسم «جبهة النصرة» بين الفصائل المُوقّعة على الاتفاق.
عشرة أيام فقط كانت كافية لاختراق أحياء حلب والدفع بالمُسلّحين للرضوخ إلى التسوية، وسط تعنّت «جبهة النصرة»، حيث تمكن الجيش السوري مدعوماً بغطاء جوي وقصف مدفعي ثقيل من اختراق حي مساكن هنانو، أول الأحياء التي خرجت عن سيطرة الحكومة السورية في مدينة حلب، البوابة التي دخل عن طريقها مسلحو «لواء التوحيد» المنحلّ إلى المدينة قبل أربعة أعوام.
وأشار مصدر عسكري سوري، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن قوات الجيش السوري تمكّنت من الالتفاف على المحور الشمالي الشرقي لحي مساكن هنانو، حيث بسطت سيطرتها على دار العجزة، ومساكن العمالية، ومنطقة الصالات، موضحاً أن تقدّم المُشاة يجري بوتيرة سريعة نظراً لانهيار المُسلّحين.
تقدّم الجيش السوري على هذا المحور قابله أيضاً تقدّم على محور منطق الشيخ نجار القديمة، في أقصى شرق المدينة، حيث تكثّف المدفعية في الوقت الحالي استهدافها لمنطقة المعصرانية، التي من شأن السيطرة عليها الوصول إلى قلب الأحياء الشرقية وتقطيع أوصال المُسلّحين.
بموازاة تقدّم الجيش السوري، وعلى نحو مفاجئ، أعلنت الأمم المتحدة حصولها على مُوافقة خطّية من «الجماعات المُسلّحة، باستثناء جبهة النصرة» على تطبيق خطة الأمم المتحدة ذات البنود الأربعة، والتي تتضمّن إدخال مساعدات إلى الأحياء الشرقية، وإخراج الحالات الإنسانية لتلقّي العلاج، وتطبيق وقف لإطلاق النار، وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند، في تصريح صحافي، إن الشاحنات جاهزة في تركيا وغرب حلب لإدخال المُساعدات، لكن الأمم المتحدة بحاجة لإخطارها قبل ذلك باثنتين وسبعين ساعة للتحضير «للعملية الكبيرة والمُعقّدة والخطيرة».
وتسبّبت خلافات الفصائل المُسلّحة على الاستحواذ على المساعدات في إفشال المُحاولات السابقة، حيث تعرّضت طواقم الرقابة عبر البوابات التي تمّ تحديدها لإدخال المُساعدات لهجمات عنيفة، الأمر الذي منع إدخالها، حيث عوّل المُسلّحون حينها على هجمات «جيش الفتح» من المحور الجنوبي الغربي لمدينة حلب لكسر حصار الجيش السوري على تلك الأحياء، إلا أن فشل هجمات المُسلّحين وتقدّم الجيش السوري دفعا فصائل مُسلّحة عدّة إلى الإسراع بإعلان الموافقة على الخطة كوسيلة إنقاذية لما يُمكن إنقاذه.
مصدر عسكري سوري شدّد، خلال حديثه إلى «السفير»، على أن قبول المسلحين بالخطة الأممية جاء بعد انكسار خطوط دفاع المُسلّحين، وتابع «ما يجري فعلياً هو مُحاولات لكسب الوقت، ووقف إطلاق النار لالتقاط أنفاسهم»، مضيفاً أن الجيش السوري إذا تابع عمله على الوتيرة ذاتها، فإن السيطرة على الأحياء الشرقية هي مسألة أيام ليس إلا، وفق تعبيره.
وتأتي مُبادرة الأمم المتحدة أيضاً في وقت بدأت فيه الفصائل المُسلّحة تفقد الحاضنة الشعبية لها، وترتفع الأصوات المُطالبة بخروجهم من تلك الأحياء، بالتزامن مع عمليات هروب لعائلات تمكّنت من الوصول إلى أحياء حلب الغربية بعد تجاوز قنّاصة المُسلّحين، حسبما أكدت مصادر أهلية. وذكرت المصادر أن الفصائل المُسلّحة كثّفت رقابتها لمناطق التماس مع مواقع الجيش السوري خشية هروب المدنيين، كما فتح مُسلّحون النار على عائلات عدة حاولت الفرار، ما تسبّب بمقتل وإصابة العشرات.
كذلك، يأتي إبراز الأمم المتحدة للوثيقة المُوقّعة من الفصائل المُسلّحة بعد يوم واحد من طلب موسكو ضمانات بشأن «وقف هجمات الإرهابيين في مدينة حلب»، كشرط لاستئناف الهدنة الإنسانية.
فتح الجيش السوري في عملياته في أحياء حلب الشرقية خلال الأيام العشرة الماضية، بعد شهر من وقف إطلاق النار، وفي وقت متزامن، خمس جبهات، الأمر الذي ساهم في استنزاف قدرات المُسلّحين وتشتيت قدراتهم، كما ساهمت عمليات القصف المُكثّف في كسر خطوط الدفاع. ويأتي اختيار المناطق الشرقية والشمالية الشرقية للأحياء المُحاصرة كبوابة لاختراق تلك الأحياء لاعتبارات عديدة، منها الطبيعة الجغرافية لتلك المناطق، وطبيعة أحيائها غير المُكتظّة بالسكان، على خلاف مناطق التماس الفاصلة بين الأحياء الشرقية وأحياء المدينة الغربية، الأمر الذي يُحقّق تقدّماً سريعاً للجيش السوري وتخفيف عدد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، حيث تجري المعارك فعلياً في مناطق بعيدة نسبياً عن أبرز التجمّعات السكانية في تلك الأحياء.