ماهي الأهمية الإستراتيجية للمصالحات الأخيرة للعاصمة دمشق..؟!

ماهي الأهمية الإستراتيجية للمصالحات الأخيرة للعاصمة دمشق..؟!

أخبار سورية

الجمعة، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٦

جعفر الجولاني

عادت موجة المصالحات مجدداً إلى الواجهة بعد إعلان فصائل المعارضة المسلحة موافقتها على الخروج من بلدة ومخيم خان الشيح إلى إدلب, وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء فيها, وليس ببعيد من الغوطة الغربية في القلمون غرب العاصمة دمشق بات الحديث عن مفاوضات بين لجنة المصالحة وبين القيادة العسكرية المسؤولة عن مدينة التل, لإبعاد شبح الحرب عن المدينة التي تضم عدداً كبيرة من النازحين من مناطق في غوطة دمشق الشرقية ومن برزة والقابون .

عاد الحديث عن المفاوضات في مدينة التل بعد عملية عسكرية سريعة قام بها الجيش السوري, تمكن بها من السيطرة على منطقة وادي موسى, وتقدم في منطقة المداجن, وهو ما دفع لجان المصالحة لطلب لقاء مستعجل مع القيادة العسكرية .
جاءت التحركات باتجاه الصلح في عدة مناطق بعد استسلام مسلحي داريا وإنهاء ملف المدينة, عبر ترحيل مسلحيها إلى مدينة إدلب, تلاها اتفاق قدسيا والهامة, واليوم الحديث عن مناطق تشمل كامل الريف الغربي للعاصمة دمشق, ومدينة التل كبرى مدن القلمون, بالإضافة لاستعداد مسلحي مضايا وبقين للتفاوض لإيجاد حل نهائي لوضع البلدتين, وهو ما جاء على لسان لجنة التفاوض الموحدة التي تم تشكيلها في المنطقة من الأهالي والقيادات العسكرية من المسلحين .
ولهذه المناطق أهمية استراتيجية للعاصمة دمشق, وخاصة منطقة خان الشيح وما حولها من بلدات الغوطة الغربية يذكر منها :
1- خان الشيح تقع على طريق دمشق القنيطرة, وهو ما يسمى اوتستراد السلام, وإعادة السيطرة الكاملة على هذا الطريق سيؤمن التواصل بين العاصمة دمشق وبين بلدات ومدن محافظة القنيطرة, وبالتالي تسهيل إمداد القطعات العسكرية على طول خط الجبهة مع العدو الإسرائيلي .
2- المساحة الجغرافية الكبيرة للغوطة الغربية, وأرضها الخصبة التي كانت تعدّ سلة غذاء العاصمة, إضافة إلى الغوطة الشرقية ستعود للزراعة والإنتاج الزراعي, ما سيؤمن كمّاً كبيراً من الخضروات لسكان العاصمة في العام القادم
3- عدة قطعات عسكرية متواجدة في الغوطة الغربية كانت مشغولة بعمليات عسكرية في المنطقة, إضافة لتحصين أسوارها من هجمات المسلحين, كالفرقة الرابعة والفرقة السابعة والفرقة العاشرة, بالإضافة للفوج 100 والفوج 153 والفوج 136 سيتم توجيه معظم قوام تلك القطعات إلى مناطق أخرى, وهو ما سيحقق زخم أكبر لعمليات الجيش السوري
4- تأمين قطاع غرب العاصمة تماماً, وزوال خطر سقوط مناطق جديدة في محيط العاصمة تحت سيطرة المسلحين
كل تلك النجاحات لخطط الجيش السوري جاءت بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من 5 سنوات في المنطقة, تفاوتت فيها السيطرة بين المسلحين والجيش السوري, وكانت ذروة سيطرة قوات المعارضة والجماعات المتشددة عندما سيطروا على داريا والمعضمية وجديدة الفضل وخان الشيح, وامتداداً إلى باقي بلدات الغوطة الغربية من زاكية والبيضا والمقيلبية, لتقتصر سيطرة الدولة على صحنايا وجديدة عرطوز, وعلى القطعات العسكرية في المنطقة فقط, أما اليوم فالجيش السوري استعاد السيطرة على كامل تلك المناطق, لتبقى مناطق خان الشيح وزاكية فقط ضمن اتفاق ترحيل المسلحين اليوم .

آسيا نيوز