مخترعون سوريون.. براءات اختراعنا رهينة الأوراق وتبحث عن الدعم والتمويل

مخترعون سوريون.. براءات اختراعنا رهينة الأوراق وتبحث عن الدعم والتمويل

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦

    نهلة حديفة

مواد بدائية وجهود فردية وسنوات من البحث والعمل والتجريب أمضاها بعض المخترعيين السوريين ، ليخرجوا بنماذج  كثيرة من الاختراعات تتلاءم مع البيئة وتسهم في تنمية المجتمع، وقد توزعت بين الاختراعات في مجال  الطاقة المتجددة, واختراعات تتعلق بالمجالات الزراعية و الطبية، لكن اختراعاتهم بقيت مرهونة بالنموذج للحصول على براءة الاختراع  لعدم توافر السيولة المالية أو وجود ممول  لتبنيها واستثمارها, وهو ما قد يحز في نفسهم ولكنه لن يثنيهم عن الاستمرار في رحلة الاكتشاف والاختراع وعالم البحث والتجريب، وفي مادتنا هذه توقفنا مع عدد منهم للتعرف إلى مشكلاتهم ونقلها إلى الجهات المعنية لعلها تلقى آذاناً مصغية والبداية من الاختراع الذي تركه وراءه المخترع إحسان أبو طافش، الذي ساهم  في تخفيف الكثير من معاناة المرضى الذين يعانون من عجز في الحركة  وذلك بتصنيعه سريراً طبياً للاحتياجات الخاصة للإعاقة الحركية تحت رقم/5523، حيث يستطيع المريض أن يخدم نفسه من دون الحاجة لأحد ولقي هذا السرير رواجاً كبيراً بسبب ازدياد الحاجة والطلب عليه وخاصة في ظل هذه الظروف وتعرض الكثيرين للإصابات،  ودائماً كان يقوم بتعديلات عليه بما يتناسب مع وضع المرضى لتقديم أكبر خدمة لهم, وكذلك سلة إنقاذ فردية للطوابق المرتفعة جداً تم تصنيعها وتعديلها وتجريبها.
أما المخترع أجود شجاع  فقد أقدم على  اختراع الكرسي الآلي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة لتسهيل حركتهم من دون مساعدة أحد وبخاصة عند صعود الدرج وقد تم تصنيعها يدوياً بمواد ثقيلة وبنسخة واحدة فقط ببراءة اختراع /5852/سنة 2012، ولكن للأسف رغم الطلب الكبير على هذه الكرسي فإنه لم يتمكن من تصنيعها مرة أخرى بسبب عدم وجود تمويل كاف إضافة لعدم وجود قطع التصنيع وارتفاع تكلفة المواد, كما قام في عام 1998  باختراع جهاز إنذار ضد السرقة يصلح لحماية المصارف والمحال التجارية والمنازل ويصنع بمواد أولية متوافرة في السوق  إضافة إلى جهاز آخر لحماية خطوط الهاتف الأرضي من السرقة.
ولزيادة كمية الإنتاج والحفاظ على الأشجار والتربة تمكن المخترع فارس الباروكي من اختراع محراث ذكي يعمل ميكانيكياً، ويوفر المال والأيدي العاملة،  كما سجل براءة اختراع جديدة تتمثل بسكة فلاحة هيدروليكية ارتجاجية تستخدم لاستصلاح الأراضي وتفتيت التربة المتراصة وسحب الحجارة التي تعوق الحراثة خاصة في الأراضي المشجرة التي لا يمكن دخول الآليات المجنزرة إليها، ولن يتوقف عند هذا الحد فهو على استعداد لاختراع العديد من الاختراعات التي تسهل العملية الزراعية وتطورها في حال استفادت وزارة الزراعة من هذه الاختراعات.
وفي مجال البحث عن بدائل الطاقة عمل المخترع سعيد مليح على مشروع توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الجاذبية الأرضية وذلك بمنع تخامد النواس الثقلي بتحويل الحركة الجانبية لحركة دورانية للاستفادة منها فذكر مليح بعد 15 عاماً من الدراسة وإعداد التجارب تمكن من تطبيق هذا الاختراع على محطة كهربائية تعمل بالجاذبية الأرضية في منزله باستطاعة /5 ك.ف.أ / و استفاد من الحركة الدائمة بتوليد الطاقة الكهربائية وذلك بالاستفادة من الجاذبية الأرضية التي تعد من أهم بدائل الطاقة ويستفاد من هذه الطاقة في حفر الآبار ومصانع الغزل والنسيج ومطاحن الحبوب والمكننة الزراعية علماً أنه قام بتصنيعه من مواد بدائية، كما ابتكر الكثير من الأجهزة، أبرزها جهاز مكافحة الصقيع بصناعة محلية، الذي حصل على براءة اختراعه عام 1992 و الحيوان الآلي للتنبؤ بالهزات الأرضية والحصادة الآلية من دون محرك وآلة لكسر حبات الجوز واللوز تعمل يدوياً أو بالكهرباء.
لا ينقصهم إلا الدعم
هذه النماذج غيض من فيض لمخترعين ومبدعين لا ينقصهم إلا الدعم اللازم لهم، وحسب رأي رئيس جمعية المخترعين في السويداء سعيد مليح فإن المخترعين يصنعون نماذج قابلة للتصنيع على الخطوط المؤتمتة لكنهم يفتقرون لوجود خطوط أتمتة ولا تتوفر قطع تبديلية في الأسواق فهم بحاجة إلى ورشات ومختبرات ترعاها الدولة وتوفر لهم من خلالها شروط عمل أفضل وتؤمن فرص عمل للأيدي العاملة, علماً أن معظم المواد المستوردة  في الأسواق يمكن للمخترعين تعويضها بصناعة سورية محلية  ذات جودة وجدوى اقتصادية بسيطة، مضيفاً أن الجمعية تمثل شريحة وطنية مهمتها إيجاد الإبداعات والاختراعات وتسهيل عمل المخترعين الذين يعملون بجهد شخصي وجل ما يحتاجونه الدعم المادي، أو فتح باب القروض ضمن نظام خاص يتلاءم مع عملهم ويطالبون بإنصافهم وعدم الإجحاف بحقهم بخصوص سقوط براءة الاختراع عند التأخر في تسديد الرسوم.
تستثمر ضمن آلية عملها
من جهته، المهندس الجميل علي رئيس دائرة براءات الاختراع في وزارة التجارة الداخلية ذكر أن الوزارة لا تستطيع تقديم التمويل اللازم للمخترعين وإنما تقوم بمناقشة الجهات القادرة على الاستثمار ضمن آلية عملها وذلك بعد أن تقوم الدائرة بتسجيل براءة الاختراع وحماية المخترع والملكية، أما بالنسبة للرسوم فهي تستوفى حسب القانون المتعلق بمنح براءات الاختراع وتسجيلها ونشرها وقد قامت الدائرة بالعمل على رفع مشروع قرار من أجل البراءات الساقطة ليصار إلى مشروع نص تشريعي لتسوية أوضاع المخترعين وقريباً سيتم عرضه على مجلس الشعب، علماً أن مبلغ الرسوم بسيط ويبدأ من 250 ليرة، ويتضاعف حسب المدة وفي حال لم يتم تسديده خلال سنتين تسقط براءة الاختراع.
المهلة 6 أشهر
بدوره المهندس عباس الخطيب معاون مدير حماية الملكية  أشار إلى أن الدائرة تعمل كوسيط باستقبال الطلبات وتوجيهها للجهات العلمية وإرشاد المخترع فكل البراءات التي تمنح تحول للجهات ذات الصلة لإمكان استثمار الاختراع، مضيفاً أنه بالنسبة للرسوم فهناك قانون ناظم للمديرية وحرصاً على مصلحة المخترعين تم رفع كتاب للوزير لإعطاء المخترع مهلة 6 أشهر لدفع الرسوم المترتبة عليه أو الإعفاء من الرسوم، علماً أن 60% من البراءات ساقطة نتيجة عدم دفع الرسوم المستحقة.
أما دائرة حماية الملكية في مديرية التجارة الداخلية في السويداء حسب قول وفيق الصحناوي  رئيس دائرة حماية الملكية في السويداء فإن عملها بالنسبة للمخترعين هو تسجيل المخترعات ورقابة العلامة التجارية وتنظيم الاختراعات والمخططات التابعة لها وإرسالها للوزارة وتقديم الطلبات للاشتراك في المعرض السنوي للمخترعين وتأمين سيارة لنقل اختراعاتهم.