فرصة العمل للمرأة .. أحلام تتكسر .. مفاهيم عمل غائبة .. ومحاولات لإثبات القدرات الأنثوية

فرصة العمل للمرأة .. أحلام تتكسر .. مفاهيم عمل غائبة .. ومحاولات لإثبات القدرات الأنثوية

أخبار سورية

الجمعة، ٢ ديسمبر ٢٠١٦

يراود حلم الحصول على الوظيفة الكثير من الشباب الجامعي، ويشكّل منتهى أمانيهم لإيمانهم بها كوسيلة لتحدي الوضع المادي الصعب، ولكن يبدو أن حلمهم في الحصول على الوظيفة يحتاج إلى الحظ أحياناً أكثر من المؤهلات العلمية، بحسب رأي إيمان، التي لم تنكر قوة حظها “حسب تعبيرها” الذي خوّلها معرفة إحدى  الشخصيات الهامة في الجهة الطالبة للعمل، ليصل طلبها مدعوماً ومتوجاً بالموافقة على تشغيلها بعقد لمدة ثلاثة أشهر قابل للتجديد، ورغم الخوف الذي اعتراها من فكرة التجديد، أو عدمه، بادرتني قائلةً: “لا يهم.. المهم أن أحصل على المال الآن، وبعدها يخلق الله ما لا تعلمون”  فأنا بأمسّ الحاجة إليه، ولن أفكّر بغير ذلك الآن!!، فهل بقي حلم الوظيفة كمورد للرزق فقط، أم أنه يجسّد أحلام الشهرة والإبداع، وما هي صفات الوظيفة الحلم للفتيات؟.
أحلام الشباب
العمل في القطاع الخاص حلم جميل ومغرٍ لكل الشباب، خاصة بأجوره المغرية قياساً بمؤسسات الدولة، إلّا أن سعاد “طالبة جامعة” لا ترى سوى الجوانب السلبية للقطاع الخاص، كعدم التزامه بأي قوانين تحمي الموظفين الجدد، بل قد يتحكم بالأمر مزاجية مدير العمل، الذي قد يمارس نوعاً من الإزعاج والمضايقات على الفتيات خاصة، لذلك تتمنى سعاد أن تحصل على فرصة عمل في القطاع العام، فهو الأضمن والأفضل من الناحية الاجتماعية حسب رأيها، متسائلة عن غياب قوانين صارمة تضمن حقوق العمل في القطاع الخاص، ولكن قطعت عليها زميلتها “عليا” حديثها لتخالفها الرأي تماماً، التي أصرت على رأيها بأن الفتاة المتعلمة قادرة على خوض ميدان العمل بعلمها وثقتها بنفسها، وقادرة على فرض الأسلوب الذي تريده، وحماية نفسها من أي إزعاج، أو مضايقة محتملة في عملها، وهو ما يفتح أمامها الأبواب ليبقى هاجس حصولها على وظيفة أهم من الجهة المسؤولة عنه، وعلى الرغم من تميّز “عليا” في الطرح والثقة الظاهرة في حديثها، إلّا أنها سردت مع زميلاتها قصصاً لوجود حالات كثيرة تهدد مستقبل الفتاة المهني، ومؤكدة على طرح زميلاتها في إيجاد بيئة قانونية تحمي عمال القطاع الخاص، في حين تحدثت بعض الطالبات عن منحى آخر، وهو الأكثر إبداعاً كوجود مشاريع خاصة بهن عند التخرج، وأملهن في إيجاد بيئة صحية وجهة داعمة لهن للانطلاق إلى ميدان العمل.
صفات ومؤهلات
العمل هو المرحلة التي تجسّد نقل المعلومات، والخبرة إلى أرض الواقع، وكل ما اختزنه الفرد من علوم ومعارف ليكوّن شخصيته، ويؤسس نمط حياته، والكلام للدكتور طلال مصطفى “علم اجتماع”، ولكن الظروف الصعبة غيّرت مفهوم العمل إلى فكرة الاستحواذ على المال ليسد احتياجات المنزل، أو الشخص، ويقيه شر العوز، وحاجة الآخرين، ومنه أصبح الجميع في سباق لاختيار العمل الأفضل والدائم والملائم، وخاصة في ظل الأزمة التي أفقدت الكثيرين أعمالهم، فزاد الطلب على قطاعات العمل، وقلّت الفرص المتاحة، وعمل الفتيات خاصة، برأي الدكتور مصطفى، يتطلب صفات ومؤهلات تمد الفتاة بالقدرة على تحمّل العمل والجهد المتواصل، بالإضافة إلى وعيها في معرفة حقوقها، والحفاظ عليها، وتمتعها بشجاعة في فرض شخصيتها المستقلة والمثقفة على محيطها، بحيث تستطيع مواجهة ضغوط العمل من جهة، والتصدي لأية محاولة إساءة أو إزعاج لها من جهة أخرى.

جدارة وثقة
وقد أكدت المرأة قدرتها على خوض غمار الحياة بكافة مجالاتها، وفي إدارة المشاريع بكافة المعايير والمقاييس، والقيام بالعديد من الأنشطة، وقد وصلت إلى مناصب عليا في المجتمع، وهناك أسماء لامعة تقف في الصف الأول جنباً إلى الرجل، وهذا النجاح الذي حققته المرأة ناتج عن قدرتها على التحمّل، وفي طرح الإنجازات بطريقة مبتكرة تفوقت بها ربما على الرجل، كذلك القدرة التي تتمتع بها في السير بخطط طويلة الأمد، متجاوزة الربح السريع الذي يسعى إليه الرجل أحياناً، ويكلل عادة بالفشل، حتى إنه يعتمد على المرأة في نجاح المشاريع العائلية والأسرية.

وبالمحصلة
حلم الفتيات بالحصول على وظيفة يبقى مرهوناً بالشهادة العلمية، والصفات الشخصية، لتختار كل منهن ما يجسّد أحلامها على أرض الواقع، وتثبت جدارتها باقتحام ميادين العمل كافة، فهناك شخصيات وأمثلة عديدة ممن أثبتن جدارتهن في أعمالهن كوزيرات، وسيدات أعمال، ولكن يجب على المجتمع والجهات المعنية عدم التخلي عن دعمهن بالمزيد من الفرص ليستطعن من خلالها استثمار شهاداتهن وكفاءاتهن، كي لا تبقى المرأة أسيرة نظرة مجتمعية معينة، أو ضمن دورها النمطي في الأسرة فقط، فاليوم المرأة السورية دخلت جميع المجالات، وحازت على أعلى المناصب بإبداع وتميّز.
فاتن شنان