المهن النسائية .. خبرات صانعة للتراث .. ومشاريع اقتصادية تنتظر الدعم

المهن النسائية .. خبرات صانعة للتراث .. ومشاريع اقتصادية تنتظر الدعم

أخبار سورية

السبت، ٣ ديسمبر ٢٠١٦

لم تمل يداها، التي ألفت حركة الصنارة، من وضع المزيد من اللمسات الفنية، وإنتاج الكثير من التحف الفنية المصنفة ضمن قائمة المنتجات التراثية التي تحاكي الواقع، وتحكي عن عراقة الشعب السوري وحضارته وثقافته الموثقة والمؤرخة  في سجلات التاريخ  التي لن يستطيع أحد أن يمحي وقائعه من الذاكرة الإنسانية.
أم محمود، هي واحدة من السوريات اللواتي يقدمن في كل يوم شيئاً جديداً ومنتجاً تراثياً، استطاعت كغيرها من النساء وضع بصمتها المتميزة في التراث الحضاري المتمثل بالحرف اليدوية التقليدية التي كان لها كل الفضل في المحافظة على الإرث التاريخي، الذي يمثل هوية كل سوري بعد أن وصل إنتاجها إلى معظم دول العالم، ولم تثن الحرب الهمجية التي شنت على سورية المرأة السورية من مواصلة عملها، بل زادت تحدياً وإصراراً وتصميماً على العمل والتميز والإبداع والاعتماد على النفس لتأمين حياة كريمة لها ولأسرتها، وإثبات دورها إلى جانب الرجل بالمجتمع، حتى ولو كان ذلك من خلال مشاريع صغيرة، تشكل النواة الأولى لمشاريع كبيرة قادرة على المساهمة في بناء الوطن ودعمه اقتصادياً.

مهن حية
رغم تصنيف مهنة الحلاقة النسائية في مقدمة الحرف التي تمتهنها النساء السوريات، وهي حرفة خدمية مربحة، وتحقق دخلاً جيداً لهن، إلّّا أن ذلك لم يؤثر على استمرارية مهنة الخياطة والتطريز التي تقع في المرتبة الثانية، حيث تتفنن يد المرأة السورية بحياكة أجمل الموديلات وحياكة الشالات، وتبلغ كلفة الشال المشغول من الحرير الطبيعي 20 ألف ليرة سورية، ويلقى إقبالاً واسعاً في المعارض التي تعرض وتسوق المنتجات اليدوية، كما تُعنى النساء ممن يملكن موهبة الرسم بالرسم على الزجاج، وتعشيقه، ورسم اللوحات الفنية والزخرفة، وتنجز النساء كثيراً من تلك الأعمال في المنزل، ويهتم الاتحاد العام للحرفيين بعملية التسويق الداخلي والخارجي، وباستيراد بعض المواد الأولية بأسعار مناسبة،  وتم  عقد عدة اجتماعات، والتنسيق مع الوزارات المعنية، مثل الاقتصاد والسياحة والثقافة، لأخذ بعض الأماكن الأثرية، وإقامة أسواق دائمة فيها لتسويق المنتجات الحرفية اليدوية عبر معارض، تشجع السياحة، وتدعم الاقتصاد الوطني كتراث سوري عريق،  يتوارثه الأبناء عن الأجداد.

برامج ريفية
يتم العمل ضمن برنامج تأهيل، وتدريب المرأة الريفية على تصنيع المواد الغذائية التي يمكن تصنيعها في المنزل وتربية الحيوان، وكل ما هو متعلق بالبيئة الريفية مع التركيز على عملية تسويق المنتجات عن طريق المعارض والبازارات التي تتيح الفرصة أمام أهل المدينة للتعرف على أشغال المرأة الريفية، وبالتالي تخرج الأخيرة من نطاق القرية، وأهم الأشغال التي تحيكها المرأة السورية على الصنارة، وتلقى إقبالاً مفارش الأسرة والطاولات والألبسة المحاكة من الصوف، وكذلك الحقائب المعمولة من القش والمزهريات واللوحات الفنية المشغولة من مخلفات الطبيعة، وفي المناطق الساحلية اشتهرت المرأة السورية بصنع المنحوتات الخشبية والأشكال الغريبة المصنوعة من رمل البحر والصدف والأحجار، ومثل تلك اللوحات الفنية الجميلة تعبّر عن موهبة ومهارة عالية.

دراسة السوق
تعتبر المرأة الريفية بسيطة، ولا تملك رؤية واضحة عن السوق، أو استراتيجية تسويقية لمنتجاتها، تضمن لها التوسع والانتشار في السوق والبقاء في المجال التنافسي، فهدفها الأول هو استعادة النقد مبكراً، وتحقيق الربح السريع، وهذا ما يستدعي مساعدتها من قبل الجهات المعنية، أو من المجتمع الأهلي على تسويق منتجها من خلال البازارات والمعارض التي تقام دورياً، وتسمح للمرأة بخوض تجربة التسويق بنفسها،  وبشكل يمنع استغلال الوسطاء والمرابين لها عبر تعاملها المباشر مع المستهلك، لأن هناك ثقة يجب أن تتوافر من قبل المستهلك بالمنتج، وخاصة بالمنتجات الغذائية المصنوعة في المنزل مثل المربيات التي تكون مصنوعة من  المادة الطبيعية، أي الآمنة والخالية من المواد الحافظة، فهل تلقى نداءاتها صدى لدى الفعاليات الرسمية والأهلية، أم تبقى آمالها عالقة في خانة التنظير والوعود؟.