إيجابيات وسلبيات ترحيل الإرهابيين الى إدلب..

إيجابيات وسلبيات ترحيل الإرهابيين الى إدلب..

أخبار سورية

الأحد، ٤ ديسمبر ٢٠١٦

عمر معربوني - بيروت برس -

الى إدلب، او بالأصّح الى مطمر ادلب كما أسميته منذ فترة، ومصطلح المطمر هنا ليس سبًّا او ذمًّا بقدر ما هو دلالة على المصير الذي سيلقاه الإرهابيون الذين تمّ وسيتم ترحيلهم الى ادلب.
حتى اللحظة تم ترحيل آلاف الإرهابيين من حمص وارياف دمشق، ومنهم من ينتظر سواء في حلب او في اماكن أخرى حيث تتسارع وتيرة التسويات التي تؤدي الى ترحيل الإرهابيين الى ادلب بشكل خاص، وهو شرط من شروط الدولة السورية لمجموعة كبيرة من الأسباب اهمها حصر هؤلاء في نطاق جغرافي محدد يمكن توفير الإمكانيات اللازمة لسحقهم في المواجهة الكبرى القادمة عاجلًا او آجلًا، وستكون ساحتها بشكل رئيسي محافظة ادلب واجزاء من ريف حماه الشمالي وبعض مناطق سهل الغاب.

منذ فترة تتوالى التسويات، وحتى لا يتم الخلط بين المصطلحات، فإضافةً الى التسويات هناك المصالحات والهدن، فالتسوية ترتبط بشكل اساسي محدد يقضي بخروج البعض من الإرهابيين بعد تسليمهم للأسلحة الثقيلة والخفيفة والخروج بقطعة سلاح فردي واحدة قد تكون بندقية او مسدس دون طلقات، مع امكانية أن يسلّم البعض الآخر انفسهم والخضوع للسلطات السورية المختصة والإستفادة من مرسوم العفو الذي اصدره رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد والعودة الى الحياة الطبيعية كمواطن عادي.

اما المصالحات فهي عدم خروج احد من منطقة المصالحة مع تسليم السلاح الثقيل والمتوسط ورفع العلم السوري على اعلى نقطة في منطقة المصالحة، ودخول اجهزة الدولة والبدء باعادة الحياة عبر الإدارات الخدمية مع امكانية انضمام البعض ممن حملوا السلاح الى اجهزة الأمن للمشاركة في حماية منطقتهم. وهناك العديد من التجارب اثبتت جدوى هذا التدبير، فأغلبية العائدين الى حضن الدولة اضطروا لحمل السلاح لإعتبارات مختلفة ولم تكن القناعة او العقيدة سببًا في حملهم للسلاح، اضافة الى وصولهم لمرحلة التخبط ممّا شاهدوا ولمسوا من ممارسات الإرهابيين ولم يتجرأوا على مواجهتهم.

أما بخصوص الهدن، فهناك العديد من الحالات التي دخلت الهدنة حيث يتم تجميد القتال لحفظ منطقة محاصرة موالية للدولة، كمثال الزبداني مقابل الفوعة وكفريا، وهناك نوع آخر من الهدن وهو وجود الدولة على مداخل المنطقة دون دخولها، وبعض بلدات وادي بردى مثال على ذلك.

وبالعودة الى موضوع ترحيل الإرهابيين الى ادلب، فالسيئة الوحيدة برأيي هي امكانية اضافة اعداد اضافية الى صفوف الإرهابيين في محافظة ادلب يمكن ان يشاركوا في القتال، وهم بالمناسبة يملكون خبرات كبيرة ولكن التجارب السابقة تشير الى ان اغلب الذين يتم ترحيلهم الى ادلب يغادرونها الى تركيا ومنها الى اوروبا ولا يبقى الا العدد القليل منهم، وهذا ما تشير اليه المعلومات. وحتى لو افترضنا ان المرحّلين استقروا جميعهم في ادلب، فإنّ ذلك لن يؤثر في ميزان القوى بشكل كبير، فمعركة ادلب ستكون محسوبة ولن تحصل الا بتوقيت الجيش السوري، سوى ان احتمال قيام الإرهابيين بهجمات على جبهة ريف حماه الشمالي يبقى واردًا كرد على هزائمهم في حلب، وهو امر تأخذه القيادة العسكرية السورية بالحسبان وتعد له ما يلزم من امكانيات وآخرها تشكيل الفيلق الخامس - اقتحام الذي سيكون له دور كبير في المعارك القادمة سواء في ادلب او في المنطقة الشرقية او حتى في الجبهة الجنوبية.

في الإيجابيات، إنّ ترحيل هؤلاء الإرهابيين من ارياف دمشق أتاح وسيتيح اكثر مع تنفيذ تسويات بيبيلا والحجر الأسود تأمين نطاق أمان أوسع للعاصمة دمشق من جهتها الجنوبية والغربية، كما أمّن ترحيل مسلحي قدسيا والهامة والتل نطاق آمان كبير للعاصمة من الجهة الشمالية.

لن يختلف الوضع في حلب خلال القادم من الأيام عن العاصمة دمشق، فعاجلًا او آجلًا سيتم ترحيل ارهابيي الأحياء الشرقية الى ادلب ويبدأ الجيش السوري عملياته في محيط حلب سواء في الشمال للإنتهاء من منطقة عندان وحريتان وكذلك كفرحمرة، وهي عمليات ستنتهي بسرعة عند السيطرة على تلة عبد ربو التي تشكل مفصلًا اساسيًا في اي عمليات قادمة وقد يحصل ذلك مع استئناف العمليات في الريفين الغربي والجنوبي الغربي لمدينة حلب.

قد يتساءل البعض عمّا سيكون عليه عدد الإرهابيين في ادلب واريافها وان كان سيشكل تهديدًا لتقدم الجيش، والجواب هو ان ادلب مطوقة حاليًا بطوق واسع من جهة الريف الجنوبي الغربي لحلب ومن جهة ارياف اللاذقية ومن جهة ريف حماه الشمالي، وهو طوق سيضيق بالتدريج كلما اقترب الحسم في حلب مع اعتقادي أنّ عملية ادلب لن تنطلق في المنظور القريب حيث سيحتاج الجيش السوري الى اعادة تثبيت نقاطه في العديد من المناطق ودراسة وضع التشكيلات العسكرية واماكن زجها، وهو امر طبيعي حصل في حلب قبل انطلاق العمليات الحالية وسيحصل في ادلب مع اتخاذ قرار البدء بالعمليات.