الجيش يسيطر على 3 أحياء شرق حلب وحيين جنوبها وانهيارات غير مسبوقة في صفوف المسلحين

الجيش يسيطر على 3 أحياء شرق حلب وحيين جنوبها وانهيارات غير مسبوقة في صفوف المسلحين

أخبار سورية

الأربعاء، ٧ ديسمبر ٢٠١٦

واصل الجيش العربي السوري انتصاراته العسكرية في الأحياء الشرقية من حلب وحقق إنجازاً لافتاً بإحكام سيطرته على ثلاثة أحياء فيها قبل أن يهيمن على حيين آخرين جنوباً وليهرول مسلحوها باتجاه ما تبقى لهم من أحياء في الجهة الجنوبية من المدينة.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش السوري والقوات الرديفة استطاع أمس مد نفوذه على أحياء الشعار وكرم الدادا وتربة لالا والشيخ لطفي والمرجة دفعة واحدة، الأمر الذي دفع المسلحين إلى الانسحاب نحو عمق الأحياء الجنوبية من المدينة بعدما انهارت صفوفهم كلياً ومعنوياتهم إلى مستوى متدن لم يسبق له مثيل.
وبين المصدر أن وحدات الجيش تقدمت من حي قاضي عسكر الذي بسطت سيطرتها عليه أول من أمس لتبسط نفوذها بشكل كامل على حي كرم ميسر المجاور له مكبدة المسلحين خسائر بشرية كبيرة وقلصت المسافة إلى قلعة حلب في المدينة القديمة حيث حامية الجيش إلى بضع مئات من الأمتار، ما قد يمهد لعملية عسكرية تشطر مناطق سيطرة المسلحين إلى قسمين شمال وجنوب القلعة بما يحول دون استعصائهم في المدينة القديمة وفق السيناريو الذي رسموه في حال خسارتهم مناطق نفوذهم التقليدية خارجها.
وأضاف المصدر: أن الجيش تقدم من محاور أحياء طريق الباب والحلوانية وكرم القاطرجي باتجاه حي الشعار أهم معقل على الإطلاق لـ«جبهة النصرة» التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» وليرغم مقاتليها على التراجع تحت وقع الكثافة النارية واستبسال وحدات المشاة في الجيش قبل أن ينسحبوا من الحي إلى حي كرم الجبل المجاور والذي سبق للجيش أن أحرز تقدماً فيه الأسبوع الماضي.
كما تابعت وحدات الجيش تقدمها بعد ذلك صوب حيي تربة لالا وكرم دادا الواقعين بين مستديرتي الشعار وقاضي عسكر لجهة الغرب وخاضت اشتباكات عنيفة مع فلول المسلحين وقتلت وجرحت العشرات منهم ثم سيطرت على الحيين بشكل كامل ولينحصر وجود المسلحين في شرق المدينة داخل جيب صغير في حي كرم الجبل الذي يتوقع أن يطهره الجيش خلال ساعات.
في الأثناء، شن الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً عنيفاً من قرية عزيزة أقصى جنوب حلب باتجاه حي الشيخ لطفي الذي تسيطر عليه «فتح الشام» والميليشيات المسلحة الموالية لها وخاض اشتباكات ضارية أجبرت المسلحين على الانكفاء نحو حي المرجة المجاور لجهة الشمال والذي سطر فيه الجيش ملحمة كبيرة دفعتهم للتخلي عنه والتراجع إلى عمق أحياء جنوب المدينة، الأمر الذي وفر للجيش فرصة التقدم نحو مفترق طرق يقود إلى حي الصالحين وحي باب النيرب المجاور الذي وصلت وحدة منه إلى مشارفه وإلى أحياء السكري غرباً والفردوس وبستان القصر والكلاسة جنوب مركز المدينة.
ورأى خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن معركة الجيش النهائية اقترب موعدها بخسارة المسلحين أهم معاقلهم شمال شرق وجنوب شرق المدينة ولم يتبق لهم سوى أحياء في جنوبها لا خطوط دفاع فيها على حين يعمل الجيش في أكثر من محور كي يمنع تحصن المسلحين داخل المدينة القديمة خيارهم المفضل. وقال الخبراء: إن تكتيك الجيش يعتمد على إرغام المسلحين على الانسحاب إلى أحياء المشهد وصلاح الدين والسكري وتل الزرازير والعامرية بالقرب من الكليات العسكرية للقضاء عليهم نهائياً في معركة حاسمة أو فتح طريق خروج لهم إلى الريف الجنوبي في حال التوصل إلى تسوية تطيح بوجودهم المسلح نهائياً وبشكل كامل داخل حلب.
وصدت وحدة من الجيش بمؤازرة القوات الرديفة هجوماً نفذته الميليشيات المسلحة على جمعية الزهراء من طرف منطقة الراشدين الأولى شمال غرب المدينة، وتمكنت من تفجير عربة مفخخة للمسلحين قبل الوصول إلى هدفها في محور جامع الرسول الأعظم. وعمد المسلحون جراء فشلهم في تحقيق خرق إلى إطلاق عشرات القذائف المتفجرة وصواريخ الغراد على حي الزهراء المجاور ما أوقع شهداء وجرحى وأضراراً مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين.