اتفاق تركي أميركي حول الباب ومنبج! … واشنطـن تستبعـد أنقـرة عـن المرحلــة الثانيــة من «غضب الفرات»: لدحر داعش من غرب الرقة

اتفاق تركي أميركي حول الباب ومنبج! … واشنطـن تستبعـد أنقـرة عـن المرحلــة الثانيــة من «غضب الفرات»: لدحر داعش من غرب الرقة

أخبار سورية

الأحد، ١١ ديسمبر ٢٠١٦

أنس وهيب الكردي

تمكن الأميركيون من إطلاق المرحلة الثانية من عملية الرقة مستبعدين أنقرة منها، وبالتالي استطاعوا تأجيل المشاركة التركية الإشكالية (هذا إذا تمت) إلى المرحلة الثالثة من العملية، والتي ستشهد طرد مسلحي تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من مدينة الرقة.
وستتحرك «قوات سورية الديمقراطية» بعد تطعيمها بمزيد من العناصر العربية باتجاه الغرب لاستكمال تحرير ريف الرقة من الدواعش. ترافق الإعلان عن المرحلة الجديدة من عملية الرقة مع التوصل إلى صفقة أميركية تركية غطت بموجبها واشنطن دخول الجيش التركي إلى مدينة الباب، مع تعهد أنقرة بقبول التسوية السياسية بشأن مدينة منبج وعدم تخطي عملية «درع الفرات» بلدة العريمة غربي المدينة.
واقتضى التوصل إلى هذا الاتفاق عمليات شد وجذب بين واشنطن وبرلين وأنقرة، ومقتل العديد من الجنود الأتراك وتدمير أكثر من أربع دبابات على يد قوات سورية الديمقراطية، وأيضاً قصفاً من الطائرات والمدافع والدبابات التركية على مواقع القوات، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، في محيط منبج وعفرين.
في قرية العالية بريف الرقة الشمالي، أعلنت «الديمقراطية» في بيان تلته المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان الشيخ أحمد عن «البدء بالمرحلة الثانية من الحملة التي تهدف إلى تحرير كامل الريف الغربي من الرقة، إضافة إلى عزل المدينة»، وذلك بعد أن انتهت المرحلة الأولى بـ«نجاح كبير»، مشيرةً إلى «تحرير مساحة 700 كلم مربع والعشرات من القرى، إضافة إلى عدة بلدات وطرق إستراتيجية» في ريف الرقة الشمالي.
وشددت الشيخ أحمد على أن تنسيق القوات مع «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن «مستمر بشكل فعال ومثمر»، ومؤكدةً أن التنسيق «سيكون أقوى وأكثر تأثيراً أثناء المرحلة الثانية».
ولفت المتحدث باسم «الديمقراطية» طلال سلو إلى أن «القوات الأميركية شاركت في الجبهات الأمامية في المرحلة الأولى (…) وستشارك بشكل أكثر فعالية إلى جانب قواتنا في المرحلة الثانية». وبين مسؤول كبير في «الديمقراطية» أن «القوات الأميركية ستشارك في خطوط الجبهة الأمامية في هذه المرحلة بشكل فعال».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة سترسل مئتي جندي إضافي إلى سورية «من أجل ضمان نجاح عزل الرقة».
وسينضم هؤلاء، وفق قوله، إلى «300 عنصر من القوات الخاصة في سورية، وذلك من أجل مواصلة التنظيم والتدريب والتجهيز».
وأفاد بيان «الديمقراطية»، بأن حملة «غضب الفرات تتوسع بانضمام فصائل وقوى أخرى منها المجلس العسكري لدير الزور وقوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري ولواء ثوار الرقة، إضافة إلى انضمام 1500 مقاتل من المكون العربي من أبناء الرقة وريفها مؤخرا، تم تدريبهم وتسليحهم على يد قوات التحالف الدولي».
وقبيل أيام من إطلاق المرحلة الثانية من عملية الرقة، طالب المتحدث باسم الرئيس التركي بسحب «وحدات حماية الشعب» من ريف الرقة ومنبج، مشدداً على استحالة تحرير الرقة من داعش بالتعاون مع «وحدات حماية الشعب».
لكن المتحدث باسم «التحالف الدولي» جون دوريان أعلن أن التحالف بذل مساعيه من أجل تجنب وقوع مواجهات بين القوات التركية و«وحدات حماية الشعب» التابع لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» (بيدا) شمال سورية. وقال دوريان: «نحن سهلنا هذا الأسبوع محادثات مشتركة مع تركيا، وقوات سورية الديمقراطية وشركاء آخرين في التحالف من أجل تعزيز وقف التصعيد في المنطقة». وأوضح أن التحالف يحاول «ضمان الإبقاء على حوار يجعل الجميع مركزاً على مكافحة تنظيم داعش».
وبحسب دوريان فإن عدد «قوات سورية الديمقراطية» حالياً «45 ألف مقاتل»، بينهم «13 ألف عربي».
وحتى موعد كتابة هذا التقرير لم يكن قد صدر عن أنقرة موقف حيال الإعلان عن المرحلة الثانية من «غضب الفرات». واكتفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالحديث عن منبج والباب في تصريحات أطلقها من العاصمة الفرنسية باريس، مؤكداً بشكل ضمني وجود اتفاق أميركي تركي بشأن منبج. وكشف جاويش أوغلو أن طاقم خبراء مؤلفاً من القوات الأميركية والتركية زاروا مدينة منبج، مبيناً أن مهمة هذا الطاقم تتمثل في مراقبة عملية انسحاب عناصر (بيدا) إلى شرقي نهر الفرات، وأشار إلى أن مساعي تركيا ستستمر حتى ضمان خروج كافة عناصر هذا التنظيم من منبج، وانسحابهم إلى شرق الفرات.
وترافق دخول الطاقم مع نشر تركيا 300 عنصر من القوات الخاصة التركية داخل الأراضي السورية، استعداداً لعملية الباب التي أطلقتها مليشيا «الجيش الحر» مدعومة من قِبل قوات المهام الخاصة التركية ضمن عملية «درع الفرات»، أول أمس الجمعة.
وتوقع جاويش أوغلو أن تنتهي العملية العسكرية في مدينة الباب خلال فترة قصيرة جداً، ويتم دحر داعش منها.
وذكرت مصادر معارضة أن ميليشيا «الحر» سيطرت على الصوامع وحي الزراعة في الباب، بعد أن حاصر المدينة بنسبة 80% من جميع الاتجاهات. وتعتبر منطقة الصوامع وحي الزراعة من أشد الأماكن تحصيناً في الباب.
وقال الجيش التركي أمس: إن طائراته الحربية دمرت 39 هدفاً لداعش في الباب وزرزور وقتلت أربعة متشددين.
الوطن