اتفاق أنهى أزمتها: للمدنيين حق البقاء والمسلحون خارجا … الشهباء واحدة .. لا شرقية ولا غربية

اتفاق أنهى أزمتها: للمدنيين حق البقاء والمسلحون خارجا … الشهباء واحدة .. لا شرقية ولا غربية

أخبار سورية

الأربعاء، ١٤ ديسمبر ٢٠١٦

عادت مدينة حلب إلى كنف الوطن وباتت المدينة واحدة لا شرقية ولا غربية، مع رضوخ من تبقى من مسلحين فيها ودول داعمة لهم للأمر الواقع وتقبلهم حقيقة خسارتهم المعركة أمام الجيش العربي السوري.
فقد أعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين لدى دخوله إلى قاعة مجلس الأمن للمشاركة في جلسة بشأن حلب، أنه جرى التوصل إلى اتفاق يسمح لمقاتلي المعارضة السورية بمغادرة مدينة حلب، وقال تشوركين بحسب وكالة «رويترز»: «أحدث ما لدي من معلومات أنهم توصلوا حقا إلى ترتيب على الأرض يتيح مغادرة المقاتلين للمدينة»، وأضاف أن ذلك قد يحدث «ربما خلال ساعات».
وأوضح تشوركين «ستكون (حلب) الآن تحت سيطرة الحكومة السورية لذلك لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين وهناك ترتيبات إنسانية قائمة»، مؤكدا أن العسكريين الروس لم يشاهدوا «أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني»، بعد أن كانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن لديها تقارير تفيد بأن الجيش السوري والقوى الحليفة والرديفة له قتلوا 82 مدنياً رمياً بالرصاص في الأحياء التي استعادوا السيطرة عليها في حلب.
وينص الاتفاق وفق وكالة «أ ف ب» على أن «يختار المغادرون وجهتهم بين ريف حلب الغربي أو باتجاه محافظة إدلب».
ونقلت «رويترز» عن مصدر بالحكومة التركية، قوله: «تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب بدءاً من الساعة 15.00 بتوقيت غرينتش ويمكن للمدنيين والمقاتلين مغادرة المدينة بحافلات إلى إدلب حتى ليل الأربعاء».
وبحسب المصدر الحكومي التركي، فإنه «سيكون بإمكان مقاتلي المعارضة حمل أسلحة خفيفة بناء على الاتفاق الذي تم التوصل له بعد مفاوضات بين تركيا وروسيا اللتين ستضمنان تنفيذه»، في حين ذكر مسؤول من ميليشيا «لواء السلطان مراد»: أن «أول حافلات ستغادر حلب ليل يوم الثلاثاء أو صباح الأربعاء».
وخلال جلسة مجلس الأمن التي دعت إليها فرنسا وبريطانيا، قال مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وفق ما نقلت وكالة «سانا»: إن «حلب عادت إلى كنف الوطن وقد تم تحريرها ولم تسقط»، وأكد أن «الحكومة السورية بريئة من الجرائم التي يتهمونها بها»، ونفى بشكل قاطع تقارير مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومن معهم حول استهداف الحكومة السورية للمواطنين في حلب.
وفي حديث له مع قناة «الميادين» بعد الجلسة مباشرة بين الجعفري أنه «لا يتم أي اتفاق لخروج المسلحين من أي منطقة في سورية إلا بعلم الحكومة السورية».
ويبدو أن الاتفاق الذي جاء وفق ما أرادت الحكومة السورية وروسيا، وبعد اتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، على إثر إخفاق مباحثات روسية أميركية، قد أثار غضب واشنطن، فطالبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، بحسب وكالة «أ ف ب»، بنشر «مراقبين دوليين حياديين» في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين بـ«أمان تام».
وفي وقت سابق، كان الجيش العربي السوري ينتظر إطلاق صافرة استئناف عمليته العسكرية لتحرير ما تبقى من مدينة حلب إثر حشر مسلحيها في مساحة لا تتجاوز 3.5 كيلو مترات مربع جنوب المدينة بعد أن علق العملية مؤقتاً أمس للسماح للمدنيين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين حفاظاً على حياتهم، وفق مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن»، وأكد أن ساعات تفصل الجيش عن إنجاز المهمة الموكلة إليه بتطهير حلب من الإرهاب وتوحيد المدينة تحت راية الشرعية.
وبين المصدر أن جميع السكان المتبقين داخل مناطق سيطرة المسلحين يريدون الانتقال إلى أحياء سيطرة الجيش بعدما أذاقهم المسلحون الأمرين جراء الإرهاب الممنهج الممارس بحقهم واستخدامهم دروعاً بشرية وتجويعهم والمساومة عليهم لضمان خروجهم من المدينة.