التدمير الذاتي لفصائل المعارضة المسلّحة في إدلب .. بدأ

التدمير الذاتي لفصائل المعارضة المسلّحة في إدلب .. بدأ

أخبار سورية

الاثنين، ١٩ ديسمبر ٢٠١٦

جعفر جولاني
إدلب "أخر قلاع الثورة السورية" كما يلقّبها جمهور المعارضة, باتت اليوم على مرحلة جديدة, وربّما تكون الأخيرة, بالنسبة لإدلب وثوارها . فمناطق سيطرة المعارضة المسلّحة في محافظة إدلب أصبحت شبه محاصرة, فالجيش السوري يحيط بها من الشرق والجنوب والغرب باستثناء بعض الجيوب التي تصل ريف إدلب بريف حماة الشمالي, .
فعمليات الجيش السوري إن بدأت باتجاه إدلب ممكن أن تبدأ من ثلاثة محاور أساسية هي :

محور ريف اللاذقية الشمالي, حيث وصل الجيش السوري إلى تلّة كباني التي تطلّ على سهل الغاب وجسر الشغور .

المحور الثاني هو سهل الغاب, حيث يسيطر الجيش السوري على الجزء الجنوبي من سهل الغاب, وكان قد بدأ بعملية عسكرية انطلاقاً من هذا المحور منذ العام الماضي, وصل فيها إلى أطراف مدينة إدلب, ثم تراجع إلى مواقعه الحاليّة .

المحور الثالث وهو من جهة ريف حلب الجنوبي الغربي, حيث من الممكن أن يقوم الجيش بعملية من هذا المحور لفكّ الحصار عن بلدتي كفريا والفوعا المحاصرتين في ريف إدلب

أما اليوم فليس خطر تقدّم الجيش السوري هو الأدهى بالنسبة للثورة السورية, فالخلافات الداخلية في صفوف المعارضة المسلحة تكاد تكون الأخطر اليوم في إدلب .

منذ سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب بالكامل, ودعوات الاتحاد والوحدة بين الفصائل تتكرّر في كل مناسبة, وفعلاً بدأت مشاورات جادّة لتوحيد الفصائل المتواجدة في إدلب تحت قيادة واحدة وراية واحدة, إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة, فالخلافات العقائدية لتلك الفصائل ستجعل من توحّد كل تلك المجاميع تحت راية واحدة أمراً مستحيلاً .

وهو ما يدفع الفصائل المسلحة للتكتّل في جماعتين كبيرتين متناقضتين في الأهداف والعقيدة هما :

تجمّع السلفيّة الوهابيّة, والذي يضمّ فصائل فيلق الشّام وجيش الإسلام والجبهة الشّاميّة وصقور الشّام وجيش المجاهدين, وهذه الفصائل تتبع الجماعة الوهابية السلفية, وتتلقّى دعماً أساسياً من السعودية .

التجمع الثاني "القاعدي" الذي يضمّ أحرار الشام وجبهة النصرة والجماعات المنطوية تحت راية أحرار الشام أو ما يسمى بالجبهة الإسلامية, وهي التي تتبع للإخوان المسلمين في نهجها, وهي الأقرب لنهج تنظيم القاعدة, وتتلقّى دعماً أساسياً من قطر وتركيا .

توحّد تلك الفصائل في تنظيمين كبيرين سيحوّل أي اقتتال ممكن أن يقع إلى حرب طاحنة بين فصائل المعارضة المسلّحة في إدلب, وخاصة مع الاختلاف العقائدي بينهما والمشاكل الموجودة مسبقاً, والتي تسببت باقتتال أكثر من مرة, وهنا نذكر ما قاله فيصل القاسم عن كلام أحد الضباط الروس عندما سأله أحد المفاوضين, والكلام منقول عن فيصل القاسم "ماذا ستفعلون في إدلب؟ لماذا تجمعون الثوار في ادلب ؟ فأجاب : لن نفعل شيئاً, بل أنتم من سيفعل ..سترى الآليات الثقيلة والدبابات تتحرّك لقتال بعضها بعضاً ."

وجاء ذلك مع إعلان عدة فصائل استعدادها للعودة إلى سورية, وإعلانها التعبئة العامة في صفوفها, بعد أن قامت جبهة النصرة بقتالها ونفي بعضها إلى تركيا, وتحجيم بعضها الآخر, وهي جبهة ثوار سورية وحركة حزم وألوية الأنصار وجبهة حقّ المقاتلة, ما سيشعل الاقتتال مجدداً في إدلب .

آسيا نيوز