ميليشيات الغوطة تستخدم «المجارير» لوقف تقدمه … الجيش يكثف حملته على مسلحي وادي بردى لإجبارهم على المصالحة

ميليشيات الغوطة تستخدم «المجارير» لوقف تقدمه … الجيش يكثف حملته على مسلحي وادي بردى لإجبارهم على المصالحة

أخبار سورية

الاثنين، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦

سامر ضاحي
كثف الجيش العربي السوري من عمليته العسكرية في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي في يومها الرابع للضغط على مسلحيها وإجبارهم على القبول بالتسوية، بالترافق مع تحقيقه تقدماً لافتاً في غوطة دمشق الشرقية قبل أن ينسحب، بعد استخدام المسلحين «مياه المجارير» لوقف تقدمه.
وحسب صفحة «الإعلام الحربي المركزي» على موقع «فيسبوك»، فقد استمرت الاشتباكات بين الجيش من جهة والميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وأبرزها «جبهة النصرة» (التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام) من جهة أخرى في بلدتي الحسينية وبسيمة في منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، ما أدى لمقتل 3 مسلحين من «النصرة»، إضافة لاستهدف مستودع ذخيرة للمسلحين في الحسينية وتحقيق إصابات مباشرة».
وفي المقابل، ذكر نشطاء معارضون من وادي بردى بأن حملة الجيش العسكرية على وادي بردى استمرت في يومها الرابع، و«تعجز عن إحراز أي تقدم وتخسر عدداً وعتاداً، حيث تدور الاشتباكات وسط قصف مدفعي وصاروخي هو الأعنف على قرية بسيمة».
وأشار النشطاء إلى أن «الاشتباكات تجددت في قريتي دير قانون والحسينية» على محاور يحاول الجيش التقدم فيها، وسط قصف بقذائف المدفعية والهاون والرشاشات الثقيلة على محاور الاشتباك، إضافة إلى قصف بصواريخ «فيل» وقذائف المدفعية والهاون والرشاشات استهدف المسلحين في قريتي دير مقرن وكفير الزيت «دون أنباء عن سقوط قتلى»، إضافة إلى مواصلة استهداف مواقع المسلحين على أطراف قرية عين الفيجة ومرتفعاتها بالدبابات والرشاشات الثقيلة.
وحسب المصادر، يسعى الجيش إلى السيطرة على المنطقة عبر «المصالحة الوطنية»، إلا أن «قراراً موحّدا لأهالي وادي بردى رفض هذا المشروع، وفتح باب المواجهة العسكرية المباشرة، ولاسيما أن النظام يسعى إلى إفراغ المنطقة من أهلها بشكل كامل، وتحويل المنطقة إلى منشأة أمنية».
ويأتي ذلك في محاولة من نشطاء المنطقة التشويش على أهداف عملية الجيش الحقيقية ولاسيما أن محافظ ريف دمشق أكد أول من أمس أن الدولة تسعى إلى تسوية في منطقة وادي بردى و«الشروط أن تدخل الدولة إلى المنطقة وهي خالية من المسلحين، والمسلح الذي يريد أن يخرج يتم تأمينه، والذي يريد أن يبقى يتم تسوية وضعه»، لافتاً إلى أنه «يتم إعطاء مهلة 6 أشهر للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية».
في غضون ذلك وبعدما نشرت مواقع معارضة بأن ميليشيات الغوطة الشرقية «شنت هجوماً على رحبة الإشارة القريبة من منطقة تل كردي وألحقت خسائر مادية وبشرية» بقوات الجيش، نفى مصدر ميداني في تصريح لـ«الوطن» ما سبق مؤكداً عدم صحة تلك الأنباء وعدم حصول أي هجوم من هذا القبيل في تلك المناطق، مشيراً إلى أن «وحدات الجيش لا تزال متمترسة في مواقعها ومستعدة للتقدم في أي لحظة عندما تأتيها تعليمات من القيادة بذلك».
بموازة ذلك أكد مصدر ميداني آخر على جبهة النشابية أن وحدات الجيش العاملة هناك تمكنت ومنذ مساء أول من أمس من صد هجوم عنيف للميليشيات المسلحة على نقاط الجيش في منطقة حوش الخانم، بعدما خسرت عدة نقاط لها على محور حوض الضواهرة النشابية واستطاعت استعادة النقاط التي خسرتها والاقتراب جداً من تلة الإشارة في محيط بلدة النشابية، إلا أن المسلحين فتحوا مياه المجارير في الأراضي التي تقدم فيها الجيش وتم تطويق وحداته ما اضطرها إلى الانسحاب إلى مواقعها في حوش الضواهرة. وأوضح المصدر، أن الهجوم أسفر عن ارتقاء شهيد وجرح جندي آخر فقط.
في المقابل عادت ميليشيات الغوطة إلى استهداف الأحياء السكنية في العاصمة دمشق بالقذائف مستغلة التجمعات السكانية التي تحتفل بأعياد الميلاد ورأس السنة، لاسيما في منطقة القصاع التي تكتظ بالناس في هذه المناسبة سنوياً.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن «إرهابيي «جيش الإسلام» المرتبط بنظام آل سعود قصفوا بقذائف الهاون حي القصاع السكني بدمشق أثناء ذهاب المواطنين إلى الكنائس والأديرة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد»، ناقلة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن «3 قذائف هاون أطلقها إرهابيون صباح اليوم سقطت في محيط المشفى الفرنسي بحي القصاع السكني ما أدى إلى «وقوع أضرار مادية بالممتلكات الخاصة والعامة من دون وقوع إصابات بين المواطنين». وتلا ذلك سقوط «قذيفة هاون في بساتين العدوي» من دون أن تسفر عن إصابات.
إلى درعا، فقد ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن «قيادياً من الفصائل وشخصاً آخر أصيبا جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة كان يستقلها القيادي في درعا البلد بمدينة درعا في محاولة من قبل مجهولين اغتيالهم»، على حين قصفت قوات الجيش تجمعات ومواقع المسلحين في درعا البلد بمدينة درعا، «من دون معلومات عن خسائر بشرية».