البادية السورية.. التحرير يبدأ من الشرق

البادية السورية.. التحرير يبدأ من الشرق

أخبار سورية

الجمعة، ٦ يناير ٢٠١٧

محمود عبد اللطيف
تقول المعلومات القادمة من الداخل العراقي، إن الجيش معززاً بقوات الحشد الشعبي بدأ فجر اليوم عملية عسكرية باتجاه مناطق غربي العراق "راوة – عنة – القائم"، وهي المناطق المقابلة للمناطق الشرقية من سورية، والتي ترى المصادر الخاصة بشبكة عاجل الإخبارية من قيادات الحشد الشعبي أن تحريرها من وجود تنظيم "داعش" ضرورة للحفاظ على أمن مناطق الغرب العراقي، والضغط على "داعش" فيها من شأنه أن يخفف من صعوبة المعارك في الموصل ومحيطها. الرئيس بشار الأسد تلقى رسالة من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي حول التنسيق بين البلدين لمحاربة الإرهاب، وتأتي هذه الرسالة بعد تأكيد قيادات الحشد الشعبي إن العمليات التي ستنجز في الداخل السوري يجب أن تتم بطريقة شرعية عبر الحصول على إذن من الحكومة السورية، وذلك من خلال تنسيق القيادة العسكرية والحكومة العراقية في بغداد مع نظيرتيهما السوريتين، وعلى هذا الأساس يمكن البحث عن الوجهة الأساسية للحشد الشعبي في المعارك التي ستكون في سورية. في المجمل لن تكون هذه المعارك في وقت قريب على الرغم من استهداف الطيران العراقي اليوم لكامل الشريط الحدودي مع سورية في المناطق المقابلة لمدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، والسبب في ذلك أن مدينة "راوة" تعتبر مركزاً استراتيجياً لتنقل "داعش" بين ضفتي نهر الفرات، وبالرغم من أن التحالف الأميركي كان قد تعمد إلى استهداف الجسور في مناطق شرق سورية بحجة قطع طرق الإمداد التي يستخدمها "داعش" للتنقل بين سورية والعراق، إلا أنها لم تستهدف أياً من الجسور التي تخضع لسيطرة التنظيم في الأراضي العراقية، كما أن مدينة "القائم" الحدودية التي تقابل مدينة البوكمال تعتبر من أكبر معاقل "داعش" وأكثر حيوية بالنسبة لقيادة التنظيم، وكانت قد شهدت تواجد متكرر من زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" في أوقات سابقة، كما أنها مركز لولاية "الفرات" تبعاً للتقسيمات الإدارية الخاصة بتنظيم "داعش" للمناطق التي يسيطر عليها. مسار العمليات بحسب ترجيح مصادر خاصة يؤكد على أن تحرير القائم هو الخطوة الأخيرة قبل دخول الأراضي السورية لرسم قوس ميداني حول مدينة "البوكمال" من جهتها الجنوبية تمهيداً لاقتحامها، كما أن مطار "الحمدان" العسكري سيكون واحداً من الأهداف التي من الضروري القيام بتحريرها من سيطرة التنظيم ليكون قاعدة انطلاق لتطوير العمليات في مرحلتها الثالثة، إذ يمكن القول إن دخول الأراضي السورية سيكون هو المرحلة الثانية من تحرير غرب العراق، والبوكمال هي المرحلة الثالثة، والتي بسقوطها سيكون من السهل التعامل مع تنظيم "داعش" في منطقة أصغر من حيث المساحة الجغرافية كـ "الميادين – هجين – بقرص – الباغوز – البصيرة". تواجه عملية الحشد الشعبي نحو الأراضي السورية مشكلة قد تحلها الحكومة العراقية دبلوماسياً مع التحالف الأميركي بالطلب منه أن تنسحب الميليشيات المتواجدة في منطقة التنف من المنطقة أو تحيد نفسها عن القتال، فميليشيات من قبيل "جيش أسود الشرقية – تجمع قوات أحمد العبدو – بقايا ميليشيا جيش سورية الجديد" تتواجد في محيط المعبر الحدودي الذي تصفه مصادر إعلامية بـ"القاعدة البريطانية في سورية"، إلّا أن مصدراً رفيع المستوى في الحشد الشعبي رفض الكشف عن هويته يقول : "لدينا مهمة واضحة، من سيعتبر نفسه عدواً لنا ويحاول إعاقة قتالنا لـ"داعش" بهدف تأمين الأراضي العراقية، سيكون عدواً ويواجه بالأساليب المناسبة، فقتال الإرهاب خيار وطني وقومي بالنسبة للعراقيين، ولا عودة عنه". من جهة أخرى باتت تعتبر مرشحة لتطوير المعارك من أربع جهات وبعدة محاور من الجهة نفسها، الهدف منها تحرير مناطق "تدمر – حقول الغاز شرق حمص – عقيربات بريف حماة الشرقي"، وفي مرحلة ثانية تصبح السخنة واحدة من أكثر المعارك تعقيداً، على أن فتح حسابات طريق "الرقة إثريا" بات يعتبر أمراً إلزامياً لتشتيت "داعش"، وعلى هذا الأساس سيكون الوقت حتى نهاية الشهر الحالي موعداً لتزامن المعارك السورية العراقية ضد "داعش" نحو عمق الصحراء السورية، بمعنى أوضح يقول مصدر ميداني عراقي لعاجل ما حرفيته: "حتى آخر الشهر الحالي سنكون أنهينا فتح طريقنا نحو الحدود مع سورية، ونتوقع فتح حسابات جبهات البادية السورية من جهة تدمر ومحيطها من قبل الجيش السوري والقوات الحليفة له بما يؤدي إلى تشتيت قوى "داعش"، وهو أسلوب يتبعه الإرهابيون في سورية والعراق، ولكن سنقلب السحر على الساحر". تجدر الإشارة في إطار عمليات البادية إلى التقارير الإعلامية تحدثت عن نية مصرية بدخول المعارك السورية بهدف تأمين مناطق البادية بعد أن اعتبرت مصر أن العراق هو المصدر الوحيد لاستيراد النفط لصالحها، كما أن الحشد الشعبي سيحقق ذات الغاية من دخوله الأراضي السورية، وهذا يعني أن تحالفاً ثلاثياً بين "سورية - العراق - مصر" بات قريب الإعلان، على أن يدعم من قبل روسيا وإيران على المستوى العسكري، وهذا يزيد من منسوب نجاح العمليات وسرعة إنجازها. هذه الاستراتيجية في القتال مع "داعش" في المرحلة الحالية تستفيد من المعلومات الاستخبارية التي يؤمنها المركز الرباعي الذي يتخذ من بغداد مقراً له، ويجمع كل من "سورية – العراق – روسيا – إيران" لمحاربة الإرهاب، كما أن المناخ السياسي الذي تمكن الروس من خلاله الوصول إلى "تدجين" الطموحات التركية في المنطقة، باتت تساعد على الذهاب نحو عملية عسكرية واسعة في أراضي البادية التي من شأنها أن تعدل شكل خرائط السيطرة التي تنشرها مراكز الدراسات الاستراتيجية والتي تعتبر أن مناطق واسعة من البادية تخضع لسيطرة تنظيم "داعش"، على الرغم من أنها مناطق شبه خاوية. الذهاب إلى عمق البادية السورية والوصول إلى مناطق جنوب دير الزور ستفضي بطبيعة الحال إلى إسقاط الطوق عن المدينة المحاصرة منذ ما يقارب الثلاث أعوام من قبل تنظيم "داعش"، وإن كانت تتطلب وقتاً لتتم العمليات إلّا أن الذهاب إليها خيار لابد منه ولعله يتزامن مع إطلاق عملية الحوار في العاصمة الكازاخستانية، بالاستفادة من دعم تركيا لوقف إطلاق النار المفترض سريان مفعوله في الأراضي السورية، وإذا ما كانت تركيا أو القوى الحليفة للميليشيات تأمل باختيار "ساعة صفر" ما لإسقاط الاتفاق، فلا خوف على أي من جبهات التماس في بقية المناطق السورية.
عاجل الاخبارية