أستانا ينطلق اليوم.. وصعوبات روسية تركية إيرانية أمام وضع وثيقة نهائية تكون أساساً للاجتماع

أستانا ينطلق اليوم.. وصعوبات روسية تركية إيرانية أمام وضع وثيقة نهائية تكون أساساً للاجتماع

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ يناير ٢٠١٧

ينطلق اليوم اجتماع أستانا، وسط تصريحات كازاخية بأن الأجواء التي تسبق الاجتماع «ايجابية جدا»، وأخرى روسية أكدت وجود صعوبة في المشاورات الروسية التركية الإيرانية التي جرت عشية الاجتماع.
ووصل أمس الوفد الحكومي الرسمي برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى العاصمة الكازاخية، ويضم في عضويته مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس والسفير السوري في موسكو رياض حداد وعضو مجلس الشعب أحمد كزبري وأمجد عيسى وأسامة علي وحيدر أحمد واللواء سليم حربا واللواء عدنان حلوة والعقيد سامر مريدي.
كما وصل وفد التنظيمات الإرهابية إلى أستانا برئاسة القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش برفقة نحو 10 من قيادات التنظيمات الإرهابية، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء التي أوضحت أن الوفد الذي كان أصلاً مؤلفاً من ثمانية أعضاء بات يضم 14 عضواً يضاف إليهم 21 مستشاراً، في حين ذكرت تقارير صحفية أن وفد الإرهابيين سيضم 50 شخصاً بمن فيهم 13 شخصاً سيشاركون بشكل مباشر في الاجتماع أما الآخرون فهم من المستشارين الفنيين والسياسيين. وأكد الجانبان أن أجندة الاجتماع ستتمحور أولاً حول تثبيت وقف الأعمال القتالية الساري منذ نهاية كانون الأول برعاية روسيا وإيران وتركيا. وسيجري الاجتماع الذي يستمر يومين برعاية تلك الدول الثلاث في فندق ريكسوس حيث وضع المنظمون الأحد طاولة واحدة كبيرة مستديرة في قاعة المؤتمرات، وفق «أ ف ب» التي ذكرت أن الوفدين وللمرة الأولى سيجريان مباحثات مباشرة في قاعة يشارك فيها موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وسيكون حضور الدول الغربية محدودا إذ ستشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء. كما سيكون للاتحاد الأوروبي حضور رسمي.
وتأتي مباحثات أستانا بعد إخفاق مبادرات عدة حول الأزمة السورية طوال سنوات الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات، كان آخرها ثلاث جولات مفاوضات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في العام 2016، وباءت جميعها بالفشل.
وعقدت وفود روسيا وتركيا وإيران أمس مباحثات استمرت لـ6 ساعات لوضع وثيقة نهائية تكون أساسا للتفاوض بين الوفد الحكومي الرسمي ووفد التنظيمات الإرهابية دون التوصل إلى نتائج. وأعرب رئيس الوفد الروسي ألكساندر لافرينتيف وفق الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن أمله أن يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن بحلول اليوم الاثنين، قبل الموعد الرسمي المحدد لبدء الاجتماع المباشر بين الطرفين السوريين.
وسيلتقي الوفد الروسي في وقت لاحق من يوم أمس مع وفدي الحكومة الرسمي والإرهابيين بشكل منفصل.
في المقابل قال رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري إن مسألة عقد مباحثات سورية سورية مباشرة لم تحسم بعد.
من جانبه اعتبر مستشار كبير للرئيس التركي وفق تقارير صحفية أن اجتماع أستانا سوف يكون له أثره في التسوية السورية والتطبيع في المنطقة برمتها، معتبرا أن عملية أستانا حدث تاريخي سوف يدفع بإحياء السلام والاستقرار في سورية والعراق والشرق الأوسط ككل. وأشار إلى أن صيغة المفاوضات المنتظرة في أستانا «فريدة من نوعها»، وستلتئم بمبادرة من قادة روسيا وتركيا وإيران وبحضور الأطراف صاحبة النفوذ الأكبر في المنطقة.
وكان الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، اعتبر أول من أمس أن «تسوية المشكلة السورية بشكل بناء مستحيل بمعزل عن مشاركة الولايات المتحدة»، موضحاً في حديث أدلى به لـ«بي بي سي» أن «الإيرانيين أعربوا عن رفضهم مشاركة واشنطن في لقاء أستانا، وذلك بعد أن وجه الجانب الروسي الدعوة إلى واشنطن» لحضور هذه المفاوضات، وهذا ما أكده وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأعاد إلى الأذهان أن «صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حدا يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، الأمر الذي يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل نظرا لتعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية».
ورداً على سؤال لقناة «تي بي إس» اليابانية حول توقعاته تجاه اجتماع أستانا، قال الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي: «ليس لدينا، لنقل، توقعات من مؤتمر الأستانا، بل لدينا آمال في أن يشكل منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كلّ شيء. لكني أعتقد أنه سيركّز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية».
وأضاف: «ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي، لأنه ليس واضحاً من سيشارك فيه، حتى الآن، ونعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سورية، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت».