إدلب تشتعل.. حرب ضروس بين اخوة الجهاد

إدلب تشتعل.. حرب ضروس بين اخوة الجهاد

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ يناير ٢٠١٧

محمود عبد اللطيف
انقسمت الميليشيات المسلحة فيما بينها إلى حلفين متحاربين في ريف إدلب، الحلف الأول يمثله جبهة النصرة وجند الأقصى، فيما يمثل الحلف الثاني كل من ميليشيات "أحرار الشام - صقور الشام - جيش الإسلام - تجمع فاستقم كما أمرت - جيش المجاهدين"، الأمر الذي حول الساحة الإدلبية من ساحة للبحث عن الاندماج في فصيل واحد إلى ساحة لصراع ميليشياوي هو الأضخم والأكثر تعقيداً من نوعه منذ بدء الحرب المفروضة على سورية.
الصراع بدء يوم أمس الأول من خلال مهاجمة عناصر جند الأقصى نيابة عن النصرة مواقع لأحرار الشام في محيط معبر باب الهوى، ومن ثم السيطرة على المعبر الذي كانت النصرة والأحرار يتقاسمان السيطرة عليه، وبحسب مصادر جهادية متعددة فإن هجوم النصرة جاء بدافع إغلاق الحدود بوجه أرتال بقية الميليشيات ومنعها من دخول الأراضي التركية كطريق إلى ريف حلب الشمالي الشرقي للمشاركة في عملية "درع الفرات"، إلا أن الأمر لم يطب لـ "الأحرار" وحلفائهم خاصة وإن "جند الأقصى" أعلنت اندماجها في النصرة بعيد اشتباكات عنيفة قبل شهرين في المنطقة الممتدة بين ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي.تركيا - قطر -
البيانات التي تناقلتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أكدت إن الأحرار ضمنت إلى صفها أهم الميليشيات في الشمال السوري، فيما بقيت النصرة معتمدة على عناصرها وعلى ميليشيا "جند الأقصى" التي يقودها شخصيات قطرية، وفيما بقيت ميليشيات مثل "إمارة القوقاز" و "الحزب الإسلامي التركستاني" صامتة، فقد اعلنت ميليشيات صغيرة من قبيل "كتائب زيتان" انشقاقها عن "جيش الإسلام" وإعلان "النأي بالنفس".
أحرار الشام وحلفائها أعلنوا في بياناتهم إن المعركة ستنتهي بـ "استئصال" ميليشيا جند الأقصى من الساحة الجهادية، الأمر الذي قابلته "جبهة النصرة" بحصار قريتي "باتبو" و "الحلزون" بريف حلب الجنوبي لـ "استئصال" ميليشيا "جيش المجاهدين الموالية لـ "الأحرار"، وخلال ساعات الفجر، شهدت قرية  إبلين بريف إدلب اشتباكات عنيفة بين "الأحرار" و "الجند"، وردت الأخيرة بالسيطرة على قرية "قميناس" في ريف إدلب الجنوبي، ولم ينتهي السجال الميداني في المناطق الشمالية من إدلب حتى ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم حيث استعادة "الأحرار" وحلفائها السيطرة على بلدة "البارة" في جبل الزاوية، إذ يعد الجبل أبرز ساحات الصراع حالياً.
ممارسات النصرة تجاه بقية الفصائل لم تعجب نائب الجولاني المدعو "جهاد الشيخ" المعروف بلقب "أبو أحمد زكور"، والذي يشغل منصبي "عضو مجلس الشورى في جبهة النصرة"، و"الاقتصادي العام" للنصرة، كما إنها لم تعجب القائد العسكري السابق للنصرة في حلب المدعو "حمزة سندة" المعروف بلقب "عبدالله حلب"، وأعلنا في بيان مشترك انشقاقهما عن مجلس الشورى جبهة النصرة، وقابل انشقاق هذين القياديين إعلان أربعة كتائب وهي "البراء - ذي النورين - الصواعق - أسود الحرب" انشقاقها عن ميليشيا "حركة أحرار الشام" وانضمامها لـ "جبهة النصرة".
الاشتباك الحاصل في إدلب وريفها يعكس الاشتباك السياسي الحاصل بين أقطاب المحور االمعادي لسورية فيما يخص مفاوضات أستانة التي من المقرر أن تنطلق في الـ 23 من الشهر الجاري، إذ إن تركيا بما تمثله من دعم لميليشيا "أحرار الشام" وحلفائها لكونهم موظفين لديها ضمن عدوانها على الأراضي السورية تحت مسمى "درع الفرات" فرضت نوعا من التهدئة الميدانية على بقية الميليشيات الأمر الذي أزعج "السعودية" و "قطر" الراغبتين بإبقاء التوتر الميداني لأطول فترة ممكن لتحصيل أماكن لهما في ناتج الحل السوري، ومن خلف هذين النظامين تبدو واضحة المصالح الأمريكية في ضرب مسار "أستانة" لكون واشنطن مدعوة كـ "طرف مراقب"، ولسان حال الإدارة الأميركية يقول: "كيف نكتفي بالمراقبة حين البدء بحل الأزمة السورية ونحن من أشعلنا الحرب..؟"
في الغالب سيكون الجيش السوري هو المستفيد الأوحد من تصفية الميليشيات لبعضهم، وسيكون من الطبعي أن تفرز هذه الصراعات شكلا للميليشيات والعلاقة فيما بينها في إدلب، الأمر تاذي سيمنح دمشق المزيد من الهوامش الميدانية لإنهاء الوجود المسلح في سورية وفقاً لما تشتهي.
عاجل الاخبارية