مفارقات وطرائف المعارضة السورية قبل أستانة !

مفارقات وطرائف المعارضة السورية قبل أستانة !

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ يناير ٢٠١٧

عندما تذكر مدينة أستانة هذه الأيام يحس السوريون أن لها وقعا خاصا، رغم اختلاف الطرق التي تعاملت مع لفظها، فمنهم من لفظها (أسيتانة)، ومنهم من لفظها (أسْتانة)، ومنهم من لفظها(أسْتنة)، ويمكن تلمس هذه الطرق باللفظ من خلال سماع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

والسوريون هنا، هم بين أطراف المعارضة والموالاة في الداخل والخارج مع الطيف الواسع الممتد على مساحة العالم، ولم يكن أحد يتوقع أن تحمل اجتماعات أستانة التي لم تحصل بعد كل هذا الاهتمام مع أنها كما يبدو لن تنهي الحرب، وإن أوقفت إطلاق النار!

ومع موجة الحديث عن هذه الاجتماعات، شهدت أجواء المعارضة حراكا مهما جديا وهزليا معا، ومن يدقق ويتابع الأمر يلاحظ هذه الظاهرة ويجد نفسه تلقائيا يتابعها ويترصدها، فما إن عاد الشيخ نواف البشير حتى أطلق على قناة الميادين عنوانا مهما يتعلق بعودته إلى (حضن الدولة) فاتهم رئيس الائتلاف السوري المعارض بسرقة 116 مليون دولار وقال إن الدكتور رياض حجاب قدّم الملايين لجبهة النصرة.

وقد ثارت احتجاجات كثيرة في الأوساط الداخلية ضد عودة الشيخ نواف البشير، والغريب أن أغلب الاحتجاجات على قبول عودته كانت من المعارضة الداخلية7، وجاء على لسان رئيسها الدكتور إليان مسعد : كيف يعود من ارتكب الجرائم ودعم الإرهاب؟!

ولم تكن الدعوات قد وجهت بعد إلى المعارضة الداخلية عندما تلقى المعارض المدني فاتح جاموس، الذي كان قياديا في حزب العمل الشيوعي المعارض، تلقى استدعاء قضائيا لمتابعة محاكمته على مواقف قديمة تعود لماقبل الحرب ، وبطبيعة الحال أثار هذا الاستدعاء موجة سخرية وتضامن معه لأن فاتح جاموس اعتقل نحو ربع قرن ولم يزل يتفهم دور الدولة الوطني ومعركتها مع الإرهاب.

المعارضة مجد نيازي التي أخذت شهرتها منذ أن طردت السفير الأميركي في دمشق من مطعمها أوكسجين في الحي الراقي (أبو رمانة) إبان حرب العراق كسرت الجرّة نهائيا، وهي تحكي إذاعيا عن الحوار القادم في العاصمة الكازاخية، وأمضت مع باسل محرز الذي يحاورها على إذاعة المدينة دقائق من الضحك تتعلق بسؤال طرحه باسل عمن ستكون علاقتها جيدة من قادة الفصائل المسلحة التي ستحضر أستانة، وبعد أن توقفت موجة الضحك حكت له عن علاقة جيدة مع مجموعات مسلحة من حرستا في بداية الحرب، وقالت إنها في بداية الأزمة امتدحت أحدهم على وعيه وانفتاحه فاعتقلوه، فسألها المذيع ضاحكا: أنت بلّغت عنه، وضحكا من جديد!!

أخبار تداولها بعض الأوساط السياسية الساخرة أشارت إلى أن محمد علوش رئيس وفد المعارضة المسلحة إلى كازاخستان اشترى طقما جديدا للظهور فيه ، مع شغل جديد على اللوك الذي يظهر فيه، وقال معارض ساخر: سيكون هناك رئيس وفد أنيق للمجموعات المسلحة يغير الانطباع الدموي عنها !

المعارض الدكتور سمير النشار ظهر في حوار مع الموالي الدكتور مهدي دخل الله على قناة الميادين، وراقب المشاهدون الحوار ومعناه عشية أستانة، فإذا بالدكتور النشار يشتم دخل الله لأنه طابق بين رأي النشار ورأي إسرائيل، ووصفه أنه غير أخلاقي ، وقال له : أنا أعرفك أنت رجل (….) !

وعلى سيرة الكلمات النابية، نقل المعارض خطيب بدلة عن (الخال أبو رفعت الكفرنبالي) أنه قدم نصيحة موجزة للذاهب إلى أستانة تقول : لا تكن عرصا!!.

و مما كتبه خطيب بدلة على صفحته ساخرا: يستخدم الناشطون اليوم عبارة (عرس الديمقراطية) في وصف انتخابات المجلس المحلي في إدلب.

أولاً: بعتقد أني سمعان هاي العبارة (عرس الديمقراطية) من قبل.

ثانياً- أشو القصة يو خاي؟ مو على أساس (الديمقراطية كفر)؟
ثالثاً- كيف ممكن ينعمل (عرس) من دون (امرأة)؟

رابعاً- وأشو منشان بقاء الفصائل والجيوش والمسلحين ضمن المدينة؟ مو على أساس المجلس ينتخب كمقدمة لخروج الفصائل لبرة؟ ولا العيشة في المدينة أدفى؟

خامساً- إذا كان انتخاب المجلس مثل ما عم يفكر أخونا صخر بعث منيح نسبياً، يعني ضمن الظروف الحقيرة، فيا سيدي ميشي الحال… بدنا نستنى ونشوف…

أما المعارض الدكتور جمال الطحان فقد كتب على صفحته : مَن أصابه اليأس من انتصار الثورة السورية لم تكن الحريّة يوماً تاجاً أصيلاً على رأسه

وكتب الفنان السوري جمال سليمان وهو معارض في منصة القاهرة يقول : التحضيرات لاجتماع الآستانة تجري و سط توقعات متناقضة. النظام، الذي عارضنا حلوله العنفية و طالبناه بالحلول السياسيه فاعتبرنا خونة للوطن، سيجلس بعد ست سنوات من الحرب الضروس إلى الطاولة مع الجماعات المسلحة التي طالما عارضنا بشدة خطابها المتشدد إن لم نقل المتطرف فاعتبرتنا خونة للثورة.

أمثالنا عنده الكثير ليقوله للطرفين، و لكن ليس وقته الآن، لأننا نتمنى بصدق أن اجتماعهم سيساهم في إنقاذ ما تبقى من وطن يحتضر، و أطفال يموتون في الصقيع.

أما المعارض وائل السواح الأمين التنفيذي لمنظمة سورية في اليوم التالي، الذي أطلق أول اجتماع معارض في دمشق عام 2011 مع لؤي حسين أعادت له صفحة الفيس بوك جملة من ذاكرتها كان كتبها قبل سنوات تقول: الآن، أكثر من أي وقت مضى، ينبغي من جديد التأكيد على سلمية الثورة، وعلى أن الحل لا بد وأن يكون سياسيا.. لا العنف ولا القتل ولا التنكيل سيجعل السلطة تنتصر على الشعب.. ولا التشبه أحيانا بممارسات السلطة ستجعل الثوار ينتصرون.. الإصرار على المضمون السياسي للثورة هو الطريق.. ما نريده هو التغيير وليس الانتقام.. بناء سورية جديدة وليس مجرد تغيير الاسم.. بناء مفهوم جديد للوطن وليس استبدال علم بآخر، مع الحفاظ على نفس الجوهر، وكان وائل قد صعّد لهجته ضد النظام مع تطورات الأزمة !

أما شريكه المعارض لؤي حسين الذي شكل تيار بناء الدولة وهاجر بعيدا عن الدولة والشعب، فكتب يقول : لا بد لي من الحديث عن الجدية تبع الهيئة العليا للمفوضات رغم أنها منتهية الصلاحية ولا أهمية لقولها من عدمه حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته عن ما يفعله.

فهذه الهيئة انسحبت من مباحثات جنيف في نيسان الماضي بأوامر من الدوائر الخارجية التي تديرها وتأمرها، وقالت حينها إنها تعلق مشاركتها بالمباحثات إلى أن يتم تنفيذ البنود الإنسانية ١٢ و١٣ و١٤ من قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، وإلى أن يتوقف النظام عن خرق الهدنة.

وإذا أردنا أن نعرف طبيعة مايجري في أوساط الموالاة، فيكفي أن نتعرف على النكتة السياسية التي علق عليها المعارض والناطق باسم الائتلاف رياض نعسان آغا أن كل المعارضة يمكن أن تدخل الجبهة الوطنية بعد أن تلغى كلمة التقدمية من اسمها ، وكانت سخرية نعسان آغا تقول : يعني ماذا تعني حكومة وحدة وطنية إذا بقي بشار الأسد ؟ يعني هل نأخذ وزيرين ؟ أنا كنت وزيرا ورياض حجاب كان رئيس وزارة ؟!

المصدر : (بوابة الشرق الأوسط)