حديـث النـاس أمراض الشتاء تنال من صحة الناس.. والوصفات الطبية تفشل في العلاج!

حديـث النـاس أمراض الشتاء تنال من صحة الناس.. والوصفات الطبية تفشل في العلاج!

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٤ يناير ٢٠١٧

لم يختلف حديثهم الصباحي اليومي لمدة أسبوع، بل واظبت سميرة وزميلاتها على إعادة الحديث مراراً وتكراراً مع كل صباح بالشكوى الصحية من أمراض الشتاء التي لا ينفع معها دواء، لتشكو التهاب أذن حاد استشارت فيه أكثر من خمسة أطباء، ولايزال الألم قائماً، بالإضافة إلى سعال، والتهاب، وصداع مستمر مجهول المنشأ، وتبدأ عبير بالمقابل بشكوى من التهاب مستعص في الحنجرة والقصبات رغم التزامها الدوائي، وبالرغم من استشارة عدة أطباء، تؤكد سميرة عدم استفادتها، فلكل طبيب وجهة نظر في المعالجة، تبدأ برمي الدواء الموصوف، وكتابة وصفة جديدة قد تكون كسابقاتها من الأدوية بأسماء مختلفة، وما على المريض سوى إعادة التجربة، ودفع الفاتورة مجدداً، ليضاف إلى مرضه ضغط مادي لا يتوازن مع دخله، فينتهي به المطاف إلى الطب البديل ببعض المشروبات الساخنة، أو التكيف مع الألم، فهل أصبحت صحة المريض رهينة اختلاف وجهات نظر الأطباء، أم أن أمراض الشتاء عصية على العلاج في ظل انتشار الكثير من الأمراض المترافقة مع الأزمة، وارتفاع نسبة التلوث الحاصل في الهواء والماء؟!.
وصفات شعبية عشوائية
يعتبر موسم الشتاء موسم الأمراض بامتياز، ويكاد لا يخلو بيت من الإصابة بأحدها، ما جعل الجميع في حالة بحث دائم عن العلاج الأنسب دوائياً، أو في مجال الطب البديل، ولكن الأخطر هو الوصفات الشعبية المتداولة فيما بينهم، والتي لا تستند إلى أسس علمية، بحسب رأي الدكتور نزار مهنا الذي حدثنا عن حالة مريض حاول معالجة الأنفلونزا والتهاب القصبات بشرب خل التفاح مع الماء الدافئ على الريق، ما تسبب بتشنجات معدية معوية، وأضعف حالته الصحية، ومناعته مع استمرار مرضه، ويضيف د. مهنا بأن الوصفات الشعبية قد تتفاعل سلباً مع الأدوية، وتضعف فعاليتها، بالإضافة إلى عدم التزام المريض بإنهاء الوصفة العلاجية، ومن هنا يضطر الطبيب إلى تغيير الدواء، وتجربة أنواع أخرى قد تكون أكثر فعالية مع حالات متأزمة، ما يجعل المريض يتذمر من طبيبه، أو يصفه بالفاشل!.

أمراض وتأثيرات
وبالعودة إلى ماهية أمراض الشتاء، وخصوصية معالجتها، رأى الدكتور عادل السمارة أن برد الشتاء يؤثر على أجهزة الجسم الحيوية بشكل عام  بسبب هبوط المناعة، ما يجعل الفرد عرضة للأمراض، وخاصة التنفسية كالالتهاب الرئوي، والأنفلونزا، كما أكد أن البرد يؤثر على الجهاز الهضمي، ويسبب انقباضاً في الأوعية الدموية، ويعيد توزيع الدم من جديد على مناطق حيوية في الجسم، ما يعرّض المريض لتقرحات مثل قرحة المعدة، وأمراض القولون، ويعد كبار السن الأكثر عرضة لنزلات البرد من أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط، والسكر، وارتفاع نسب الكولسترول، وضيق الشرايين، ويشدد على أهمية انتباه هذه الشريحة لفصل الشتاء لتفادي السكتة الدماغية، والاحتشاء في عضلة القلب، وجلطات الأطراف، فكثيراً ما نسمع عن حالات تعرّضت للبرد الشديد، وأصيبت بموت مفاجئ بسبب احتشاء عضلة القلب.

الجهاز العصبي يتأثر
لا يقتصر تأثير البرد على الجهاز التنفسي والهضمي، بل يطال أيضاً الجهاز العصبي، فتقلبات الجو المفاجئة تؤدي أحياناً لحدوث تشنجات ومشاكل عصبية تؤثر على مرضى حالات الصرع ممن سيفقدون بفعل البرد أية استجابة لأدويتهم السابقة، فضلاً عن بروز مشاكل الاعتلال الموسمي التي تؤدي للشعور بالكآبة، أو ما يسمى باكتئاب الشتاء، ولفت د. السمارة إلى أن جفاف الجلد يعد من الأمراض الشائعة في الشتاء، “تشقق الجلد، وتجمد الأطراف يسببان نقص تدفق الدم، وربما يؤديان في بعض الحالات الشديدة لبتر الأطراف”.
درهم وقاية
إن من أهم أسباب سرعة الإصابة بأمراض الشتاء بعض السلوكيات والعادات الغذائية الخاطئة كالإكثار من الحلويات، والدهون في موسم الشتاء الذي يعمل على هبوط المناعة لدى الأشخاص، ما يساهم في إصابتهم بالأمراض بشكل أسرع ممن يتبعون قواعد صحيحة في التغذية، ويمارسون الرياضة، والكلام لخبيرة التغذية صفاء عبيد، لافتة لوجود أنواع كثيرة من الالتهابات المتطورة هذا الموسم لا تستجيب مع بعض الأدوية التي اعتدنا تناولها لمعالجة “الكريب”، أو الأنفلونزا، وتتطلب منا المعالجة بصادات حيوية، ومشاركة بعض الأدوية مع برنامج غذائي سليم يسرّع سبل الشفاء، بالإضافة إلى ضرورة وقاية الشخص لنفسه بالالتزام بقواعد الصحة العامة، وتجنب التواجد في الأماكن المكتظة، وعدم الانتقال الفجائي من وإلى الأجواء الدافئة والباردة، إضافة لغسل اليدين بعد المصافحة مع المصابين، والإكثار من الفواكه الغنية بالفيتامينات، وفي حال الإصابة ينصح د. السمارة بالمحافظة على نشاط رياضي معتدل إلى جانب برنامج المعالجة للمحافظة على لياقة الأجهزة الحيوية العامة في الجسم، ودعمه بمشروبات ساخنة كالزنجبيل، والعسل، أو عصائر الليمون، والابتعاد عن التدخين، وعدم الاستسلام للمرض.
فاتن شنان