في ظل أزماتنا.. هل بقي لعيد الحب مكان في يوميات السوريين؟

في ظل أزماتنا.. هل بقي لعيد الحب مكان في يوميات السوريين؟

أخبار سورية

الاثنين، ١٣ فبراير ٢٠١٧

    إلهام العطار

فجأة اندلعت الأزمات, الغاز والمازوت والكهرباء والماء والبنزين، فغطت بمتاعبها على اللون الأحمر الذي ازدانت به واجهات المحال في الأسواق الشعبية وغير الشعبية وفي الأزقة والحارات والمولات وحتى البسطات استعداداً للاحتفال بيوم عيد الحب الذي دخل حديثاً على مجتمعاتنا وصار عادة وتقليداً انقسمت حول أهميته وضرورته الآراء، ولكنها اتفقت في معظمها على ضرورة إحيائه لكسر الروتين والتخلص من الشحنات السلبية واستبدالها بطاقات إيجابية لعلها تكون مصدراً يضاف إلى مصادر قوة التحمل التي دخل السوريون من خلالها موسوعة غينيس.

اقتراحات متعددة
في الاستعداد لهذا اليوم رصدت العين مناظر ومشاهد متناقضة، ففي الوقت الذي كان أحمد مثلاً يحدد شكل وعدد الوردات الحمراء التي ستتسع لها باقة الورد التي يجهزها لحبيبته، كان سامي يعد الفراطة في جيبه التي لم تمكنه حتى من شراء ساق وردة عيد الحب. ولكن ذلك لم يدفعه لليأس فقد قرر شراء وردة اصطناعية، المهم كما قال أن يصل صوت حبه إلى خطيبته.
المعايدة الإلكترونية عبر الفيس بوك – تويتر «بتكفي وبتوفي» هذا ما قاله الشاب سامر العمري 25 عاماً،  فذلك يمنحه إمكانية تحميل الآلاف من صور الورود بكل الأشكال والألوان ومقاطع فيديو وغيرها, وأن يشارك مناسبة 14 شباط مع المئات من أصدقائه من دون أي تكلفة مادية.
وهو ما اتفق به مع هنادي خضرا التي رأت أن والدتها أكثر شخص يستحق مشاعرها وبسبب الوضع المالي السيئ فستكتفي بشراء كرت أحمر ووردة حمراء إضافة إلى معايدتها إلكترونياً عبر «الواتس أب».
دب أحمر صغير لا يتجاوز قياسه حجم كف اليد إضافة إلى علبة عطر وشمعة أصبح  ثمنها أغلى من سعر  عشرة ليترات المازوت والبنزين، فأيهما أولى بالشراء هدية في عيد الحب أم الالتفات إلى تأمين المستلزمات الضرورية للعائلة.
هكذا رأت حنان الاحتفال بهذا اليوم في ظل الغلاء الجنوني الذي حال دون احتفال الكثيرين بهذا اليوم, إضافة إلى جو الحزن والألم الذي يسود البلاد فلم يعد هنالك منزل إلا غص بالحرقة و تذوّق مرارة الفقد، لذا لم يعد في رأيها مكان للحب في القلوب الحزينة.
بدوره علي قال: رغبت أن أقدم لحبيبتي وردة في عيد الحب لكن لا أحمل في جيبي سوى 2000 ليرة بينما كان سعر الوردة التي أردت أن أشتريها 3500ليرة, لذا قررت ألا أهديها شيئاً وأدعوها لتناول فنجان قهوة.
لكل طريقته
ولأن لكل طريقته في التعبير عن الحب والوفاء للآخر, فالإخلاص لايزال عنوان حب دام سبع سنوات ولم يتوقف عند الشابة هدى السمان التي فقدت زوجها شهيداً أثناء دفاعه عن وطنه وتقول: سأشتري وردتين رغم كل الأحزان، وهذه حال الكثيرات ممن فقدن أزواجهن وأبناءهن في سنوات الحرب.
أما الطالبة ريما التي ترفض فكرة هذا العيد، لأن التعبير عن الحب في رأيها لايحتاج يوماً خاصاً، وبأن الحب حالة دائمة يجب أن تكون بين الناس، والحب الأسمى من وجهة نظرها هو حبها للوطن، لذلك لن تتوقف يوماً عن الاحتفال بحبها لوطنها.
وعن فكرة العيد أوضحت سمر علبي مرشدة اجتماعية أن الحب مفهوم واسع وهو ليس بحاجة لعيد كي نحتفل به حيث يمكن أن نعبر عنه في كل يوم عن طريق الاهتمام بالطرف الآخر وتقديم الراحة له، وبينت أنه ممكن من خلال نظرة امتنان وعطف أن نعبر عن الحب دون الحاجة إلى تقديم هدية مادية في يوم محدد.