حتى في الحرب… السوريون يحتفلون بالحب.. في عيد الحب.. ما يختاره العشاق تتحكم به كثرة الأموال والقدرة الشرائية

حتى في الحرب… السوريون يحتفلون بالحب.. في عيد الحب.. ما يختاره العشاق تتحكم به كثرة الأموال والقدرة الشرائية

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٤ فبراير ٢٠١٧

سوسن صيداوي

الرابع عشر من شباط هو يوم للاحتفال بعيد الحب والعاطفة، في عيد القديس فالنتاين، وبعيداً عن تاريخ نشأته، جرت العادة على الاحتفال فيه وتنّوع طقوسه بين البلدان، مع انتشاره بسبب سرعة التواصل والاطلاع على الثقافات الغربيّة، هذا الأمر الذي جعل من دول العالم الثالث تتلون باللون الأحمر، وهنا لا يهمنا العالم بل ما يهمنا سوريتنا ونحن في يوم العشق والحب هذا، اليوم وفي السنة السادسة للأزمة، هناك شريحة على قدر جيد من المجتمع، تسعى بكل ما فيها للخروج من الأزمة في البحث عن الأمل والتمسك بالحياة ومظاهرها مهما كلّف الأمر، وفي يوم الفالنتاين وهو من المناسبات السنوية، يُغرقون أنفسهم بالمظاهر الدّالة عليه، كي يُثبتوا لأنفسهم أنهم أهل للحب وأهل بطيب الصحبة، ونعود إلى زمننا السوري الحالي، فنجد من نتحدث عنهم، ينادون بالحب والتآخي كي ننسى الجراح وندفن كل الذكريات المُرة والقاسية، وبأن الحب ليس فقط للعشاق، بل هو حب الوطن وكل من يعيش تحت سقفه، هكذا هي الصيحات هذا العام علّها تكون قلبيّة حقيقيّة، ليست مجرد أصوات لحروف فارغة المضمون.

أزمة عيد
إذاً كل المظاهر الحياتية تتبدل لاستقبال المناسبات والأعياد، حتى أصبح هناك تصميمات خاصة يتم رواجها وتبادلها وانتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الدردشة والواتس أب، إذاً القلوب والدببة بأحجامها ستكتسح الأمكنة، واللون الأحمر سيكون هو الأزمة بحد ذاته، فكل من لم يرتد هذا اللون فهو غير عاشق وقلبه يدق للاشيء، والمضحك أنه حتى من يرتدي اللون الأحمر فهو محل تعليقات ومحل تلميحات للمحيطين به، فلن يسلم العاشق والمحب ولا حتى الخالي قلبه.

لا.. للذهب
لطالما كان وما زال كل من الذهب والمصوغات والأحجار الكريمة، من أجمل ما يتم تقديمه في المناسبات، هدية قيّمة تعبّر عن مشاعر من يقدمها للشخص الذي تُقدّم إليه، ولكن اليوم وفي ظل الأزمات الاقتصادية العالمية الخانقة على العموم، والأزمة السورية على الخصوص، أصبح تقديم الذهب والأحجار الكريمة هدايا أمراً غير رائج، وهذا ما تحدث عنه الصائغ وبائع الذهب بشار لطف «صحيح في الأعياد والمناسبات يزداد بيع الذهب، ولكن في الوقت الراهن وخلال الأزمة، تراجع هذا الأمر بنسبة كبيرة، وأصبح من يشترون الذهب هم أشخاصاً يهمهم شراؤه لغرض ما، كمن يكون مقبلاً على ارتباط كزواج أو خطبة، أو مثلاً يتم شراء الذهب، وهي الحالة الغالبة، للادخار، ويكون المشتري قد ضرب عصفورين بحجر واحد من حيث الهدية وإرضاء الشريك، وهنا لابدّ لي من ذكر أن النساء هنّ من يفضلنّ شراء الذهب والمصاغ وأن يقدّم لهنّ هدايا، وأصبحنا في الوقت الراهن لا نعتمد أبدا على ربحية هذه المواسم، لأنه كما قلت نسبة المبيعات قليلة جداً وبالتالي الأرباح مثلها».

الأصل.. الوردة حمراء
يرتبط عيد الحب بالورد الأحمر وبحسب الروايات تعود هذه العادة إلى زمن كان يصعب عند الشعوب إرسال المكاتيب أو حتى اللقاء مع الحبيب، الأمر الذي كان يدفعهم إلى إرسال طاقات كبيرة من الورد الأحمر تعبيراً عن حبهم للطرف الآخر والرغبة بالارتباط به، وتتالت العصور ورافقتها الحضارات كي يصبح اللون الأحمر وخاصة للورود هو ما يتم تزيين الأعراس به إضافة إلى الشموع والمصابيح، هذا لأن الوردة الحمراء ترمز للحب دون غيرها من الورود، كما أضاف أحمد وهو صاحب لمحل للأزهار في دمشق «حتى لو أن الوضع في سورية متأزم في العديد من النواحي الحياتيّة، إلا أن الإقبال جيد على بيع الزهور والورود، وأنا أرى في هذا الإقبال كأنه ردّ فعل من الناس كي تُنفّس عن وجعها وهمومها التي فرضتها الأزمة، وهم يحاولون أن يتمسّكوا بالحب وبالمحبة وبالعيش في الأمل، وطبعا من يأتون إلى المحل زبائن تتراوح أعمارهم من 22 سنة إلى 42، وفي هذه المناسبة بالذات يندر أن يدخل رجل كبير في السن أو سيدة بقصد شراء الزهور وعلى الخصوص لهذه المناسبة، ولكن إن حدث هذا الأمر يكن شراء الزهور إما لتزيين المنزل بها أو لتقديمها لمريض. بالطبع الفتيات هنّ المعنيات بشراء الورود، حيث يختار الشاب وروداً من لون أحمر أو أبيض أو فوشي أو زهري، وقليل جداً أن تدخل فتاة وتطلب طاقة ورود حمراء كي تهديها إلى شاب، إلا أنها تحضر الهدية التي تكون قد اختارتها له سواء أكانت علبة شوكولا، أو ساعة أو مثلا محفظة جيب، وتطلب منا أن نقوم بتنسيقها ولفها مع الزهور والإكسسوارات بشكل جيد، وأن نقوم بتوصيلها إلى الشاب. وبالنسبة للأسعار هناك إشاعات تتناقلها المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل بأن سعر الوردة الجورية الحمراء 3500 ليرة، بالنسبة لنا الأسعار معتدلة وتتراوح بين 750 إلى 1000 ليرة سورية، كما أننا أحضرنا الورد البلدي السوري من طرطوس، وربما هذا الأمر هو ما ساعدنا على المحافظة على اعتدال الأسعار، فالورود التي تأتي من لبنان سعرها أغلى».

هدايا بين النساء والرجال
تَختلف الهدايا باختلاف طرق التفكير وباختلاف نوعية الأذواق والثقافات وحتى الرغبات وصولاً إلى المقدرات الشرائية والأموال، وهدايا عيد الحب تتنوع بين الزهور والورود التي تعبّر عن صدق المشاعر، وحتى الأسواق والمَراكز التجارية في دول العالم تركز على نوعية من الهدايا في هذا العيد، بين الساعات والمجوهرات والعطورات إلى الألبسة والأحذية ومستحضرات التجميل، فما تستهويه المرأة من هدايا هو مختلف عما يستهويه الرجل، وهذا ما أوضحته رانيا وهي تعمل بائعة في محل للهدايا في دمشق قائلة «تنشط الحركة الشرائية في المواسم، ويكون الإقبال كبيراً حسب كل مناسبة، فما يتم بيعه في المناسبات الدينية، مختلف تماماً عما نبيعه في المناسبات الاجتماعية كعيد المعلم وعيد الأم وأيضاً عيد الحب، ففي الأخير وباعتبار نحن في مناسبته، يكون الإقبال كبيراً على شراء الشموع التي تعبّر عن مشاعر الحب والرومانسية، إضافة إلى بعض التماثيل الصغيرة، وإطارات الصور، والمصابيح، هذا بحسب ثقافة واهتمام المشتري أو الشخص الذي ستُقدم إليه الهدية، ولكن هنا لابد من الإشارة إلى أن ما تستهويه المرأة من هدايا مختلف عما يستهويه الرجل، فمثلا يمكن أن يدخل الرجل إلى المحل لدينا ويختار لمحبوبته مستحضرات التجميل أو العطور أو حتى سلالاً تحتوي على مجموعة من الصابون والكريمات وطبعا القائمة تطول. أما بالنسبة لما يستهويه الرجل فممكن أن يكون محفظة جيب جلدية، أو نظارات شمسية، أو ولاعة إذا كان الشريك مدخناً، أو العطور أو الساعات أو الخواتم وعلاقات المفاتيح وأيضاً القائمة تطول، ولكن هناك أمور مشتركة يتم إهداؤها للطرفين وتستهوي الاثنين كالحلويات وخاصة الشوكولا، والشموع كما ذكرت وإطارات أو ألبومات الصور، ولا ننسى القدرة الشرائية فهناك أشخاص قادرون على شراء موبايلات وحتى ثياب أو أحذية وأيضاً القائمة تطول».