للسوريين: انتظروا تحسّن الطقس لأن الكهرباء على حالها

للسوريين: انتظروا تحسّن الطقس لأن الكهرباء على حالها

أخبار سورية

السبت، ١٨ فبراير ٢٠١٧

يسرى ديب
 لم تعد طموحات السوريين ترقى إلى إيجاد "حلول جذرية" لأزمة الكهرباء المتفاقمة التي تعيشها البلاد منذ نحو شهر بشكل لم تشهده البلاد من قبل. الانقطاع شبه الكامل للتيار الكهربائي عن منازل السوريين جعل من الوعود المتكررة التي يسمعونها داخل سورية بمثابة الأمل الوحيد، بانتظار تغيير يقتصر فقط على التمكّن من شحن الجوّال، أو وصول التيار الكهربائي بشكل يمكن من شحن البطاريات لإضاءة "اللدّات". وصلت بواخر المحروقات إلى المرافئ .. سيتمّ تفريغ الحمولة .. ستصل بعد أيام .. أحاديث شبه يومية تكرّر شائعات وعود تطلقها الحكومة، توحي بأن وضع الكهرباء سيتحسّن.

تلك الوعود ساهمت بنشر شائعات بعضها يحوّل الوعد إلى "قرارات، وإجراءات" اتّخذتها الحكومة، وستظهر مطلع الشهر القادم. ينتشر الآن عدد من الشائعات التي تؤكّد أن ثمة جدولاً حكومياً ليس لإيجاد حلّ لأزمة الكهرباء، بل لتحسّن في ساعات التقنين. اللافت أن ما يتمّ تداوله حول جداول التقنين يُعدّ طبعاً أفضل من الوضع الراهن (الذي أدّى إلى شبه غياب للكهرباء، ويمتدّ انقطاعها لأكثر من ست ساعات). يقول البعض إن الوضع سيتحسّن بدءاً من الشهر القادم، أحدهم علّق ساخراً على صفحته إن الحكومة وعدت بتحسّن الكهرباء في 30 شباط. التحسّن المنتظر كما كان حال الكهرباء قبل شهر من هذه الأزمة الأخيرة في الكهرباء، بل جلّ الطموح الآن أن تصل الكهرباء ساعة متواصلة كل ثلاث ساعات، لأن انقطاع الكهرباء شبه التام ترافق مع موجة برد قارس لم يصل البلاد مثلها منذ عقود، ومع استحالة تأمين أنواع من المحروقات الأخرى كالمازوت أو الغاز للتدفئة كان الأمل ببعض من التدفئة عند وصول التيار الكهربائي.

أحدث الوعود تقول بأن التقنين سيتطوّر ويصبح ثلاث ساعات بثلاث، ويرون أن هذا بمثابة إنجاز، إذ أن وصول التيار الكهربائي لمدة ثلاث ساعات على أن تكون متواصلة سيغيّر من طريقة حياة الكثير من العائلات التي تلازم فراشها كما كان الأجداد يتصرّفون مع بدايات الليل حيث البرد قارس والإنارة ضعيفة، وليس من خيار سوى النوم، والمفاجأة أن حتى هذه الوعود ليست متاحة، إذ نفى مصدر في وزراة الكهرباء حتى إمكانية تحقق هذا التقنين، لأنه لم يحصل أي تغيير في آلية العمل بما يبشر بقرب حلول جديدة، وعن التسريبات التي تنتشر حول تحسّن قريب في التقنين ذكر المصدر لآسيا رفض ذكر اسمه أن الاعتماد في هذه التسريبات يرتكز على فكرتين اثنتين: تحسّن الطقس، ووصول كميات من الفيول، وكلا الأمرين لم يحصلا حتى الآن.

أضاف المصدر أن إنتاج الكهرباء يعتمد على مادتي الغاز والفيول، وعندما يتوفر الغاز تكون الحاجة للفيول أقلّ، والعكس صحيح، وما يحصل هذه الأيام أن المادتين غير متوافرتين، وما هو متاح لا يتجاوز ثلث الحاجة من الغاز، والنصف من الفيول.

ويرى أن المشكلة الآن تكمن في أن مجموعات توليد الكهرباء غير كافية، فالمتاح يومياً من الغاز يصل إلى ما يقارب 5 مليون متر مكعب، بينما الحاجة تصل إلى 17.5 مليون متر مكعب، أما المتاح من الفيول فيبلغ نحو 4 ألاف طن يومياً، بينما المطلوب يبلغ 8624 طن يومياً.

وعن مصادر الحصول على هذه المواد ذكر المصدر أنها تصل من دول كإيران، والجزائر، وروسيا، وأن الكميات التي تصل انخفضت كثيراً لأسباب عدة، منها العقوبات الاقتصادية. الأمر الذي يدفع الجهات القائمة على التقنين لعدم الالتزام بمخصصات المناطق من الكهرباء، والمفاضلة بين بعضها تبعاً للضرورات والحاجة.

آسيا نيوز