ديمستورا يمنع الموبايلات ..ويعتذر من الجعفري..

ديمستورا يمنع الموبايلات ..ويعتذر من الجعفري..

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٨ فبراير ٢٠١٧

ديمستورا يمنع الموبايلات ..ويعتذر من الجعفري..

 بعد أسبوع من سعي المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا لانطلاق محادثات جنيف بين وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة المشاركة  لا يزال بإمكان الجميع أن يبصروا ويستبصروا التوتر في  كواليس الأمم المتحدة وفنادق المدينة السويسرية.

أسبوع من عمر جنيف لم يستطع ديمستورا أن ينجز أكثر من محاولات بروتوكولية لخروج الوفود ودخولها وطريقة جلوسها واستقبالها… في ظل قواعد لم يتنازل عنها ديمستورا، “لا هواتف نقالة… ولا تسجيلات… ولا إهانات واحترام السرية الكاملة”.

في الوقت الذي تخلّى فيه عن بروتوكلات الاستقبال لينزل من مقره إلى بوابة المبنى ليستقبل رئيس وفد الدولة السورية بشار الجعفري فكان الاعتذار بطريقة دبلوماسية غفر فيها الجعفري لديمستورا ذلته الدبلوماسية السابقة عندما صافح وفد المعارضة قبل أن يصافح وفد الحكومة الذي لم ينتظر ليستدير ديمستورا إليه حتى.

وسواء أكانت ذلته عن عمد أم غير ذلك فإن الجعفري لا يتنازل عن مبدأ “السلام من اليمين لو كان أبو زيد عاليسار” فكيف لو كان أسد الدبلوماسية عاليمين؟!

وبالعودة إلى عمق ما عقد لأجله جنيف فقد قدم دي ميستورا لوفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاثة ورقة تتضمن العناوين التي يأمل البحث فيها في جنيف، وهي الحكم والدستور والانتخابات.

ولم يكتف المبعوث الدولي في ورقته بجدول الأعمال؛ بل وضع أمام المشاركين سلسلة من القواعد الصارمة، آملا أن يلتزموا بها جميعاً.

مطالباً  في ورقته من الأطراف “احترام توجيهاته في ما يتعلق بسريّة الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات”.

أما بالحديث عن  قواعد دي ميستورا  فهي لم تتعدى “احترام الأطراف الأخرى المشاركة، ولا يحقّ لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين”، فضلاً عن “ضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات أو الحوارات دون إذن مسبق”.

مؤكداً بالحرف أنّه “لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات”، طالباً “استخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها”.

ويبدو أن دي ميستورا يأمل من خلال ورقته هذه تفادي حصول أي توتر يعيق جولة المفاوضات الحالية بين طرفين يتواجهان سياسياً وعسكرياً في نزاع مستمر منذ ست سنوات.

ولا سيما أن  التوتر بدأ واضحاً منذ الجلسة الافتتاحية التي أعلن فيها دي ميستورا بدء المفاوضات بحضور وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاثة المتمثلة بوفد الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو.

وتردد وفد الهيئة العليا للمفاوضات منذ البداية بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية احتجاجا على دعوة دي ميستورا “منصة القاهرة”، التي تضم عدداً من الشخصيات بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، كما “منصة موسكو” التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل.

ليعود التوتر بعد تفجيرات حمص الدامية التي استهدفت مقرين أمنيين السبت وأودت بحياة العشرات حيث سارعت دمشق مجدداً لطلب وضع الإرهاب أولوية على جدول الأعمال، الأمر الذي اعتبرته المعارضة مماطلة من قبل الحكومة التي يصرون على تسميتها “النظام” لعدم بحث الانتقال السياسي.

ليعودوا في كل مرة إلى المربع ذاته. لكن دي ميستورا الذي واجه انتقاداً من قِبل كلّ الأطراف لا يزال يحاول جاهداً تجنب الانهيارات والحفاظ على توازنه كما لو أنه يمشي على حبل معلق وليس كمّن  “يطبخ البحص”كما وصفه بعض أطراف المعارضة التي لم تشارك في جنيف