الجيش السوري في تدمر: التحرير «مسألة ساعات»

الجيش السوري في تدمر: التحرير «مسألة ساعات»

أخبار سورية

الأربعاء، ١ مارس ٢٠١٧

تمكّن الجيش السوري من التقدم في محيط تدمر التاريخية والسيطرة على قلعتها ومطارها، والمرتفعات المشرفة على المدينة. تحرير المدينة، بحسب المصادر الميدانية، مسألة وقت... قد يكون ساعات

تسارعت وتيرة المعارك في محيط مدينة تدمر التاريخية في ريف حمص الشرقي، بين الجيش السوري ومسلحي تنظيم «داعش»، خلال الساعات الماضية. معارك السيطرة على المرتفعات الصحراوية المحيطة بالمدينة مكّنت الجيش من تحقيق تقدم سريع باتجاه المدينة الأثرية، عبر جميع المحاور، بعد تنفيذ سلاح الجو، طيلة الأيام السابقة، غارات عنيفة على مواقع المسلحين في الجبال، ما صعّب عليهم التمركز في المناطق المرتفعة، ومهّد لقوات الاقتحام الوصول إلى المواقع المشرفة على المعارك الدائرة، والتي تعتبر مفصلية في ترجيح كفة القوة للجيش.

وبحسب مصادر ميدانية، تمكنت القوات البرية من السيطرة على جبل الطار الاستراتيجي، المشرف على المدخل الغربي لمدينة تدمر، ما يعني أن سقوط المدينة النهائي مسألة وقت، في ظل الحصار الناري الذي يفرضه الجيش على المسلحين، وقطع معظم خطوط إمدادهم. وذكرت المصادر أن السيطرة على جبل الطار أتاحت التقدم للتمركز في قلعة تدمر، ولإحراز السيطرة على مدينة التمثيل ومنطقة المقالع، وصولاً إلى برج السيرياتل والقصر القطري جنوب غرب المدينة، ما أتاح التقدم نحو المدينة الأثرية من الجهة الغربية والشمالية الغربية. يأتي ذلك بالتوازي مع تقدم آخر شمال المدينة، باتجاه ضاحية العامرية، واتخاذ الجيش نقاطاً ضمنها. وبحسب المصادر، فإن التقدم باتجاه العامرية جرى بعد السيطرة على جبل راس عنتر، أعلى المرتفعات الشمالية، والمجاورة لجبل الطار، ما أدى إلى تأمين قوات المشاة المتقدمين، داخل الضاحية المذكورة. وعلى الجبهة الجنوبية، تمكنت القوات السورية من إحراز تقدم جديد عبر جبل الهيال، الذي يبلغ ارتفاعه 900 متر، والتقدم من خلاله للسيطرة على السلسلة الجبلية الأقل ارتفاعاً والمشرفة على المدينة الأثرية جنوباً، ومن بينها تلّتا 700 و800. التقدم السريع سهّل استكمال العمليات ضمن بساتين تدمر، ليقع المسلحون في حصار ناري أثّر على دفاعاتهم في محيط المدينة، وأتاح السيطرة على جبل كايد ومثلث تدمر وحي المتقاعدين. مصدر ميداني أكد أن خللاً حدث في البنية الدفاعية لتنظيم «داعش»، خلال المعارك المتواصلة طيلة 6 أيام، إذ تمت السيطرة، سريعاً، على مساحات شاسعة واستراتيجية، وسط انهيارات في دفاعات المسلحين.

تمّت السيطرة سريعاً
على نقاط استراتيجية وسط انهيار في صفوف «داعش»
وذكر المصدر أن عملية تدمر العسكرية تبدو أكثر تعقيداً من السابق، حيث تتركز المعارك في المدينة الأثرية والضاحية السكانية التي يتمركز داخلها المسلحون، غير أن الجيش تدارك العوائق التي صادفته في معارك سابقة. وتابع المصدر أن طريقاً واحداً بقي للمسلحين، يتجه نحو عمق الصحراء باتجاه مدينة السخنة، التي تبعد عن تدمر 60 كلم شرقاً. ويضيف المصدر أن ساعات النهار وحدها ستكشف نيّات المسلحين، بالانسحاب أو الاستمرار في المعارك، حتى استنزاف قواهم بشكل كامل، تحت وطأة هجمات الجيش المتواصلة، بينما يمتنع الجيش خلال ساعات الليل عن التقدم البري داخل المدينة، خشية أيّ مفاجآت قد تقلب موازين القوى لمصلحة المسلحين.
وفي القابون، شمال شرق العاصمة السورية، تركزت العمليات العسكرية في الجهة الشرقية والغربية لمنطقة المزارع. الاستهداف المدفعي تواصل على مراكز المسلحين في الحيّ الملاصق للعاصمة. وواصل الجيش تضييقه على المسلحين وضبط الأنفاق المتركزة في منطقة المزارع. وبحسب مصدر ميداني، فإن هذه المنطقة ترابية وسهلة الحفر، باعتبارها زراعية، لافتاً إلى استهداف مواقع «جبهة النصرة» في سوق التهريب والبعلة، في عمق القابون. الأحوال الجوية خففت وتيرة المعارك، عن الأيام السابقة، بحسب المصدر، على الرغم من قتل المسؤول العسكري لـ«الجبهة» في المنطقة، المدعو أبو علي طه.
واشنطن: الأكراد إلى الرقة
في سياق آخر، قال قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، الجنرال ستيفن تاونسند، إنّ وحدات مقاتلة كردية ستشارك في معركة استعادة مدينة الرقة من تنظيم «داعش»، مضيفاً أنه لا يستطيع تحديد عدد وحجم تلك الوحدات.
وأشار إلى أن هناك محادثات جارية مع تركيا بشأن الدور الذي قد تلعبه في معركة الرقة، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «ما من دليل يربط (وحدات حماية الشعب) بهجمات على تركيا» انطلاقاً من شمال سوريا خلال العامين المنصرمين، وليسوا خطراً على تركيا، بل إن لديهم رغبة في إقامة علاقات طيبة وناجحة معها».
ومن ناحية أخرى، أشار إلى أن مقاتلات روسية وسورية قصفت قوات تدعمها الولايات المتحدة في عدد من القرى الصغيرة شمال سوريا، بعد أن اعتقدت أنها تضمّ مواضع لتنظيم «داعش».
ولفت إلى أن قوات خاصّة أميركية كانت على بعد أقل من خمسة كيلومترات من منطقة القصف الذي توقف بعد اتصال الأميركيين بالجانب الروسي عبر «خط ساخن خاص».
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون الطائرات الروسية أو السورية قد نفذت مثل هذا الهجوم، مؤكدة أنه «خلال اتصالات بين ممثل عن قيادة مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة حميميم ونظيره الأميركي في قاعدة العديد في قطر، قدّم الأخير للجانب الروسي «الإحداثيات الدقيقة» لمواقع وجود الفصائل المدعومة من قبل بلاده، وتم أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار، و«لم يتم تنفيذ حتى ضربة واحدة على المواقع».
وعلمت «الأخبار» أنّ مقاتلات روسية قصفت عن طريق الخطأ موقعاً لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في ريف منبج فجر أمس، وذلك ما استدعى استنفاراً لـ«الوحدات» الكردية في مدينة القامشلي.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري»، شيرفان درويش، إنّ الجيش التركي وجماعات سورية مسلحة متحالفة معه هاجمت قرى تسيطر عليها فصائل تابعة لمجلس منبج المنضوي تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة.