ما الاشياء السبعة التي توضع على الطاولة في عيد النيروز وما هذا العيد وما طقوسه؟

ما الاشياء السبعة التي توضع على الطاولة في عيد النيروز وما هذا العيد وما طقوسه؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢١ مارس ٢٠١٧

يحتفل الملايين من الايرانيين في الحادي والعشرين من اذار بعيد النيروز، ولكن ماهذا العيد وماهي طقوسه ؟
النَّيْرُوزُ او اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم) هو عيد رأس السنة الفارسية، ويرمز هذا العيد في أساسه للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الفضيلة والرذيلة ويتم في خلال هذا العيد تجهيز طاولة توضع عليها سبعة اشياء كلها تبدأ بحرف السين (تسمى بالفارسية هفت سين) هي في الغالب. الخل (سركه)، التفاح (سيب)، عملة معدنية ( سكه)، الثوم (سير)، خضروات (سيزي)، السماق (سماق)، ونوع من الحلوى يسمى (سمنو) إضافة إلى ذلك، يتم إضافة كتاب القرآن الكريم إلى المائدة وسط الأشياء السبعة أو ديوان الشاعر حافظ الشيرازي.
كما تحتوي المائدة على البيض الذي يرمز للخصوبة والولادة، فيما ترمز الشموع مع المرآة إلى النور ومكانها في مقدمة المائدة، اما الماء فهو رمز للبركة في الحياة .
كما يتم زراعة أو شراء عشبة صغيرة غالباً تكون من بذور القمح أو العدس أو الشعير ويطلق عليها “سبزه عيد” وفي الغالب يتم زراعتها قبل العيد بخمسة وعشرين يوما .
ويتناقل الايرانيون اساطير وروايات مختلفة فيما يتعلق بمائدة السينات السبع فمن الروايات التي يذكرونها بأن حرف السين هو اختصار لكلمة (سيني) او الطبق حيث كان الايرانيون قديما يحضرون انواع الاطعمة ويضعونها على اطباق نحاسية مزينة ليأكل منها الملائكة السبعة الذين يحضرون الى كل منزل في ليلة العيد، اضافة الى ان العدد (7) بالنسبة للايرانيين كما عند الكثير من شعوب العالم هو عدد مقدس .
من بين العادات المشهورة بين الإيرانيين خلال عيد النيروز ايضاً ما يعرف بـ “آبريزگان” أو اللعب بالماء وفلسفته الطهارة وللتفاؤل بهطول أمطار كافية خلال العام الجديد .
تبدأ طقوس العيد بحملة تجديد المنزل التي تُسمّى بالفارسية “خانه تكاني” وتقوم الأسر في هذه الحملة بإعادة ترتيب وتأثيث محل السكن والعمل على تنظيفه، والاستغناء عن الأشياء القديمة، وغسل السجاد والستائر أو استبدالها، مع طلاء الجدران بألوان جديدة، وفي الغالب يتم اختيار مشتقات اللون الأخضر تناغماً مع اخضرار الأرض في الربيع.
ويسود الاعتقاد لدى الإيرانيين أن التبضّع في عيد النوروز وغرس الأشجار أو وضع مجموعات الخُضرة والأزهار في المنازل؛ من شأنه أن يوسّع الرزق في العام الجديد، ويبعث التفاؤل في النفوس.

وبالإضافة لهذه الطقوس التي يتمسك بها الإيرانيون وردت في التراث الشعبي جملة من التعاليم المتّصلة باستقبال السنة الفارسية يحفظها كل إيراني عن ظهر قلب وإن لم يعتقد بها، وهي:
1- عدم غسل الملابس في الأيام الخمسة الأولى من عيد النوروز؛ لأن الهواء والماء في هذه الأيام يساعد على تمزيقها بسرعة، ولا بد من ارتداء الملابس الجديدة التي لم تُغسل من قبل.
2- عدم إظهار أية عصبية أو مشاعر غضب في العيد؛ حرصاً على أن تكون السنة الجديدة خالية من أي توتّر عصبي.
3- أن تحاول ربة المنزل في ليلة العيد ألا تكسر أي شيء زجاجي في البيت، وإن حدث ذلك؛ فلا بد من رمي الزجاج المهشم سريعاً خارج المنزل؛ لأنه يجلب الفأل السيئ.
4- عدم ارتداء الملابس القديمة في أيام العيد؛ لأن ذلك يجلب الفقر والحظ السيئ لهم.
5- قبل حلول النوروز يجب رمي الأدوية الموجودة في البيت بعيداً؛ لأن وجودها يجلب المرض في السنة الجديدة.
يحتل عيد النيروز مقاماً كبيراً في ايران، ولايزال امره كذلك من اقدم العهود الى يومنا هذا. ومن عراقته هذه تبرز اهميته، كما أن في هذا الاخلاص الشديد لتقاليده اكبر دليل على اصالته.
وتبدأ الأفراح وتعم البهجة مع الإعلان عن حلول العام الجديد، حيث يحرص الإيرانيون في هذه المناسبة على محو الأحقاد والضغينة من خلال زيارة من يحملون نحوهم الضغينة ويعملون على وضع حد للماضي الأليم وفتح صفحة جديدة في تعاملهم مع الآخرين.
يبقى انه حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنيروز ، وفي جلسة في شباط 2010 ، قررت اليونسكو إدراج عيد النيروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه «يوم النيروز الدولي».