في عيد “ست الحبايب” انشغال عائلي بدراسة الخيارات الاحتفالية.. والظروف المعيشية تشوش على الأجواء..

في عيد “ست الحبايب” انشغال عائلي بدراسة الخيارات الاحتفالية.. والظروف المعيشية تشوش على الأجواء..

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢١ مارس ٢٠١٧

ينبوع العطاء الذي لا ينضب والقلب الدافئ الذي ينبض بحب أبنائها واليد الممدودة دائماً للرحمة والسكينة، هي الأم التي تشتت الأبجدية في وصفها، يطل عيدها علينا في عام جديد من أعوام الأزمة التي مرت على أمنا سورية، ليأتي هذا بين أم فقدت ابنها وبين ابن فقد أمه، وبين أم لم تر ابنها الذي ذهب منذ شهور لخدمة وطنه وبين أم ودعت ابنها المهاجر، وبالرغم من الأزمة التي حلت بنا، مازال السوريون مصرين على رسم الابتسامة على وجوه أمهاتهم من خلال الاحتفال بها في عيدها وتقديم هدية رمزية تعبيراً عن التقدير والاحترام لها…

وفي كل عام ترتسم الحيرة على وجوه الأبناء حول ماهية الهدية التي سيقدمونها لأمهاتهم في عيدها، وبين هدية رمزية وأخرى مادية، تبقى التساؤلات مطروحة والإجابات موجودة في جيب كل مواطن ومقدرته المادية على تقديم هدية مناسبة لأمه في عيدها…

غياب للهدايا

ومن خلال استطلاعنا حول الهدايا التي سيقدمها الأبناء لأمهاتهم كانت أغلب الإجابات تتمحور في إعطاء مبلغ مادي صغير للأم تصرفه بالطريقة التي تريدها بعد أن عجزوا عن شراء هدية ذات قيمة مادية مرتفعة كما كانوا يفعلون في سنوات ما قبل الأزمة، فلم يعد الذهب ذلك الهدية التي يمكن أن تفاجئ بها والدتك في عيدها، ولا حتى أي أداة كهربائية من أدوات المنزل ترغب أن تحتويه الأم في منزلها، فأزمة ارتفاع سعر الذهب جعلت منه عملة نادرة وجعلت المرور في سوق الذهب والتجول به كالتجول في مدينة الأحلام بعد أن وصل سعر الغرام منه إلى 19000 ليرة سورية، لذا غابت هدية الذهب هذا العام عن الساحة في عيد الأم وانعدمت الحركة في سوقه إلى أجل غير مسمى.

ولم يكن وضع الأدوات الكهربائية والالكترونية أفضل حالاً، فبعد ارتفاع سعر الدولار باتت الأدوات الكهربائية من الرفاهيات والكماليات في المنزل السوري، ولم يعد الأبناء قادرين على اقتنائها كهدية رمزية للأم بعيدها، خاصة بعد أن امتنعت جميع المحال التجارية عن بيع هذه القطع بالتقسيط الذي كان يخفف من العبء قليلاً على المواطن، واتجه الأبناء إلى أسواق الألبسة والحقائب التي جذبت المواطنين إليها من خلال العروض والخصومات لمعظم البضائع والأقمشة، وكان رضا معظم التجار واضحاً حول حركة البيع التي نشطت إثر هذه العروض التي تزامنت مع عيد الأم، ليؤكد التجار بأن أكثر المبيعات التي شهدت انتعاشاً في هذا الشهر هي العباءات والألبسة النسائية التي قصد الناس شراءها كهدية لعيد الأم، وتنافست المحال التجارية كافة منذ أواخر الشهر الماضي على تقديم العروض والتخفيضات لجذب أكبر عدد من المستهلكين، مؤكداً أن حجم حركة البيع بدأ بالانتعاش، ما رفع حجم المشتريات للأحذية والحقائب مقارنة بالأشهر الماضية التي كانت تعاني فيها الأسواق من ركود.

رمزية الهدية

اعتبرت الدكتورة رشا شعبان “علم اجتماع” عيد الأم مناسبة سعيدة ينتظرها الأبناء ليعبر كل منا بطريقته عن حبه وتقديره لعطاء والدته وتضحياتها الكبيرة، وتنتظرها الأمهات بفارغ الصبر ليستمتعن بمشاعر الحب والعرفان التي يغمرها بها الأبناء، وهدية عيد الأم لها تأثير كبير فهي تعمق الشعور بالفرح، مؤكدة على أن تكون الهدية رمزية كتعبير عن التقدير والحب للأم في عيدها بدلاً عن الهدايا المادية، فالأم التي تعطي لأبنائها لا تنتظر المقابل ولا المكافأة المادية، بل تنتظر رؤية أولادها ناجحين وفي مراكز اجتماعية عالية، فنجاح الأبناء هو دليل على نجاحها هي، والأم تستحق أن نحتفل بها كل يوم، وأن نلتفت لها ونخبرها بمقدار حبنا لها وتقديرنا لتضحيتها، حتى لو كان في يوم واحد بالسنة، وتكتمل فرحتها عندما يفاجئها أبناؤها ويظهرون مقدار حبهم لها، ويهدونها شيئاً تحبه.

لنا كلمة

بعيداً عن الهدايا الرمزية والمادية، نقول في عيد الأم لجميع الأمهات، كل عام وأنتن بخير، ونتمنى أن يعيده الله عليكن بالصحة والعافية، وأن تبقين دائماً الحضن الدافئ لأبنائكن، وندعو بالصحة والسعادة لكل أم ضحت وقدمت أفضل ما لديها في تربية أبنائها وبناتها لإعداد جيل صالح يخدم المجتمع.

ميس بركات