محادثات أميركية تركية حاسمة بخصوص استعادة الرقة من داعش وموسكو تؤكد أن إعلان هجوم وشيك على المدينة «لا صلة له بالواقع»

محادثات أميركية تركية حاسمة بخصوص استعادة الرقة من داعش وموسكو تؤكد أن إعلان هجوم وشيك على المدينة «لا صلة له بالواقع»

أخبار سورية

السبت، ٢٥ مارس ٢٠١٧

اعتبرت روسيا، أن إعلان فرنسا محاصرة مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الإرهابي في سورية، والبدء الوشيك لمعركة استعادتها «لا صلة له بالواقع»، في وقت من المرتقب أن يجري وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات حاسمة مع كبار المسؤولين الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع بخصوص الحملة المدعومة من واشنطن لاستعادة المدينة من التنظيم.
جاء ذلك وسط أنباء عن مساعدة «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن في تدريب قوة للشرطة استعدادا لاستعادة المدينة، في حين أكد مستشار حملة الانتخابات الرئاسية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وليد فارس أن واشنطن تسعى إلى تسليم المدينة إلى مكون «العرب السنّة» المنضوين ضمن «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية والمدعومة أميركيا بعد إخراج داعش منها.
وقال المتحدث باسم الجيش الروسي ايغور كوناشنكوف في بيان، أمس، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «تفاؤل وزير الدفاع الفرنسي الذي أعلن إتمام تطويق الرقة (…) لا صلة له بالواقع والوضع الميداني».
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة أن الرقة «محاصرة» والمعركة لاستعادتها ستبدأ «في الأيام المقبلة».
وأضاف كوناشنكوف: «من الواضح بالنسبة إلى أي اختصاصي عسكري أن تحرير الرقة لن يكون نزهة للتحالف الدولي»، لافتا إلى أن مدة العملية ونجاحها يبقيان رهنا بقدرة الأطراف على «تنسيق تحركاتهم مع كل القوات التي تتصدى للإرهاب الدولي في سورية».
وقارن مع المعركة المستمرة لاستعادة الموصل، آخر أكبر معقل للجهاديين في العراق، قائلا: «حتى أكثر المتفائلين ما عادوا مقتنعين بتحرير كامل للموصل من تنظيم داعش هذا العام».
والجمعة قال رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى مباحثات «جنيف 5» بشار الجعفري: «كل وجود عسكري أجنبي فوق أراضينا من دون موافقة الحكومة السورية هو وجود غير شرعي».
وأضاف الجعفري «لا يمكن لأحد أن يدعي أنه يحارب داعش دون التنسيق مع الحكومة السورية أو العراقية. من يحارب داعش هو الجيش العربي السوري بمساعدة الأصدقاء».
وأوضح أن التدخل العسكري الأميركي المباشر في الأراضي السورية وأيضاً الفصائل المسلحة في سورية وتشجيعها على تحدي سلطة الدولة لا يخدم «الحرب على الإرهاب».
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن «وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيجتمع مع كبار المسؤولين الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تكون حاسمة في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش».
وتضغط تركيا على الولايات المتحدة للتخلي عن تحالفها العسكري مع «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمردا مسلحا في تركيا منذ ثلاثة عقود.
لكن المسؤولين الأميركيين يرون أن المقاتلين الأكراد سيلعبون دوراً رئيسيا في حملة استعادة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سورية. ويعمل المقاتلون الأكراد مع مقاتلين عرب في تحالف «قوات سورية الديمقراطية» الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وبدلا من ذلك تريد تركيا أن تعتمد الولايات المتحدة على جماعات سورية عربية تدعمها أنقرة في حملة استعادة الرقة لكن الاقتراح لم يقنع المسؤولين الأميركيين إذ إنهم غير واثقين من حجم وتدريب المقاتلين العرب المدعومين من تركيا.
وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه، بحسب «رويترز»: «نحتاج أولا العمل على التفاصيل مع تركيا».
ويبدو أن حملة الرقة تكتسب زخما مع اقتراب الجهود المتداخلة المدعومة من الولايات المتحدة في العراق من طرد داعش من مدينة الموصل.
وقال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية، وفق «رويترز» الأسبوع الماضي: إن «الهجوم سيبدأ في نيسان وإن الوحدات ستشارك».
ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن هذا الجدول الزمني شديد التفاؤل ويشيرون إلى أن الانتهاء من معركة رئيسية جارية لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلومتراً إلى الغرب من الرقة قد يستغرق أسابيع.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أيضا: إن الولايات المتحدة «لم تتخذ قراراً بشأن تشكيل قوة الهجوم الذي تدعمه في الرقة». ولدى الولايات المتحدة نحو ألف جندي في سورية في الوقت الراهن وقد تشمل حملة الرقة مئات آخرين.
ويأتي اجتماع تيلرسون في أنقرة بعد اجتماع لشركاء «التحالف» البالغ عددهم 68 في واشنطن هذا الأسبوع حيث اتفقوا على تكثيف العمليات ضد تنظيم داعش بما في ذلك في سورية.
وخلال الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء قال تيلرسون: إن «الولايات المتحدة ستعمل على إقامة مناطق استقرار مؤقتة من خلال وقف إطلاق النار لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم في المرحلة المقبلة من قتال داعش والقاعدة في سورية والعراق».
إلا أن تيلرسون لم يكشف عن التفاصيل على الرغم من أن مسؤولا أميركيا قال: إنه «لم يتم الاتفاق إلى الآن بين جميع الوكالات الأميركية بشأن مكان هذه المناطق وكيفية إقامتها».
ومنذ أمد بعيد يتشكك الجيش الأميركي في جدوى إقامة مناطق آمنة داخل سورية والعراق ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أي منطقة آمنة تضمنها الولايات المتحدة ستحتاج بالتأكيد إلى بعض الحماية العسكرية الأميركية. ويقول مسؤولون أميركيون سابقون وخبراء إن تأمين الأرض وحدها يتطلب آلاف الجنود.
ولم تقدم وزارة الخارجية الأميركية تفاصيل إضافية عن زيارة تيلرسون إلى تركيا لكنها قالت إنه سيزور بروكسل يوم 31 آذار للمشاركة في اجتماع مقرر لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.
وفي سياق متصل نقلت «رويترز» عن مسؤولين كرديين يوم الجمعة قولهم: إن «التحالف» يساعد في تدريب قوة للشرطة من أجل مدينة الرقة استعدادا لاستعادتها من قبضة المتشددين.
وأضاف المسؤولان: إن «الجناح السياسي لقوات سورية الديمقراطية، لديه عدة خطط متقدمة لتشكيل مجلس مدني لقيادة المدينة بمجرد السيطرة عليها. وسيتألف المجلس بالأساس من عرب بما يتسق مع الطبيعة السكانية للرقة لكنه سيضم أيضاً أكرادا وعناصر من مجموعات عرقية أخرى».
ورفض الجيش الأميركي التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة. لكن مسؤولا أميركيا واحدا قال: إن «الولايات المتحدة تعتقد أن أيا كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكونات العرقية للسكان».
وأكد مستشار حملة الانتخابات الرئاسية للرئيس الأميركي، أن واشنطن تسعى إلى تسليم مدينة الرقة إلى مكون «العرب السنّة» من «الديمقراطية» بعد إخراج تنظيم داعش منها.
وقال فارس، وفق ما نقلت شبكة «الدرر الشامية» الإخبارية المعارضة: «النقطة الأساسية التي نركز عليها في واشنطن هي مستقبل المناطق التي تُحرَّر من تنظيم داعش في العراق وسورية، فيجب أن تُسلَّم هذه المناطق لقوى تنال ثقة المواطنين، وأن يكون هناك تمثيل سياسي لهذه المناطق، تمثيل بمستوى يُطَمْئِن الأهالي».
واعتبر مستشار ترامب أنه عندما تُحرَّر الرقة «يجب أن يكون هناك قرار سريع من قِبل الولايات المتحدة ومن قِبل حلفائها في المنطقة ودولياً»، مشيراً إلى «ضرورة وجود قوى معتدلة من أبناء سورية العرب السنّة توكّل إليهم حماية هذه المنطقة وإقامة مؤسسات مجتمع مدني، كي لا تقع هذه المنطقة مجدداً في قبضة مجموعات متطرفة».