إخراج الدفعة الثانية من مسلحي الوعر غداً … إطلاق المرحلة الأخيرة من العودة إلى «الذيابية».. ولمسات أخيرة بالنسبة لـ«السبينة»

إخراج الدفعة الثانية من مسلحي الوعر غداً … إطلاق المرحلة الأخيرة من العودة إلى «الذيابية».. ولمسات أخيرة بالنسبة لـ«السبينة»

أخبار سورية

السبت، ٢٥ مارس ٢٠١٧

بدأت أمس المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع رحلة عودة الأهالي إلى منطقة الذيابية بريف دمشق الجنوبي ويتوقع خلالها عودة ما لا يقل عن 2000عائلة، في حين تعمل وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على وضع اللمسات النهائية لإطلاق مشروع عودة أهالي السبينة، على حين تم تحديد يوم غد الإثنين موعداً لإخراج الدفعة الثانية من مسلحي حي الوعر غير الراغبين بالمصالحة وذويهم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال محافظ حمص طلال البرازي: «كان هناك اجتماع أمس ضم ممثلين عن الحكومة ووفد من الأصدقاء الروس ولجنة ممثلي حي الوعر وتم الاتفاق على تحديد يوم الإثنين كموعد مناسب لخروج الدفعة الثانية».
وتم في الثالث عشر من الشهر الجاري التوصل إلى اتفاق مصالحة في حي الوعر بمدينة حمص، بين السلطات الحكومية وممثلين عن الحي برعاية من مركز تنسيق المصالحة الروسي في حميميم، يقضي بخروج المسلحين غير الراغبين بالمصالحة وذويهم إلى مناطق الشمال وتسوية أوضاع الراغبين وعودة مؤسسات الدولة إلى الحي.
وتضمن الاتفاق خروج المسلحين على ست دفعات بحيث تخرج في كل أسبوع دفعة، وإذا اقتضت الحاجة يمكن أن يصل عدد الدفاعات إلى ثمان. وخرجت في 18 الشهر الجاري والذي صادف يوم سبت الدفعة الأولى من المسلحين مع عائلاتهم وعدد من الجرحى من الحي إلى جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، وبلغ عدد المسلحين الخارجين 423 مسلحاً على حين بلغ عدد أفراد عائلاتهم الخارجين معهم 1056 شخصاً.
وكان يتوقع أن تخرج الدفعة الثانية من مسلحي الوعر غير الراغبين بالمصالحة وذويهم يوم أمس السبت.
وقالت مصادر مطلعة: «بالنسبة للطرقات التي ستتخذها القافلة جزء منها غير آمن. هم سيذهبون إلى شمال البلاد» في إشارة إلى المعارك الجارية في ريف حماة الشمالي بين قوات الجيش العربي السوري و«جبهة النصرة» الإرهابية وحليفاتها من الميليشيات المسلحة. وأضافت المصادر: «حتى طريق حلب يوجد عليه مشكلة».
وأوضح محافظ حمص، أن الدفعة الثالثة التي ستخرج بعد دفعة يوم الإثنين يمكن أن يكون خروجها يوم السبت وغير السبت بمعدل كل أسبوع دفعة. وأكد البرازي، أنه يوجد «التزام كامل» باتفاق المصالحة من جميع الأطراف.
وفي إطار تنفيذ اتفاق المصالحة لإخلاء الحي من السلاح والمسلحين، قامت الجهات المعنية في محافظة حمص الأربعاء الماضي بتسوية أوضاع 545 شخصاً من الحي، استكمالاً لتنفيذ بنود الاتفاق المتفق عليه وتمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إلى الحي. وفتحت الجهات السورية المختصة، الثلاثاء الماضي «حاجز المهندسين» في حي الوعر لدخول المدنيين، وذلك تنفيذاً لاتفاق المصالحة، في حين بدأ تسجيل أسماء الراغبين بالخروج منه.
والوعر هو آخر أحياء مدينة حمص الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة بعد أن تم إخراج المسلحين من المدينة القديمة في آذار عام 2014.
وفي السياق أعلن مدير المكتب الإعلامي في وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية محمد العمري لـ»الوطن» عن إطلاق الوزارة أمس المرحلة الثالثة من مشروع رحلة عودة الأهالي لمنطقة الذيابية بريف دمشق الجنوبي.
ونوه العمري إلى أنه من المتوقع أن تشهد المرحلة الثالثة عودة ما لا يقل عن 2000عائلة، مؤكداً أن الوزارة في صدد وضع اللمسات النهائية تمهيداً لإطلاق مشروع عودة أهالي السبينة بالتعاون مع الجهات الحكومية والفعاليات الأهلية. وأكد العمري أن المرحلتين الأولى والثانية شهدتا عودة ما لا يقل عن 2890 عائلة بعدد إجمالي تجاوز 15 ألف شخص، بشكل انسيابي ودون أي تعقيدات إدارية، وبتأهيل 70% من شبكة الكهرباء وعودة 9 آبار من المياه للخدمة، وافتتاح وحدة صحية لاستقبال المرضى مجاناً».
وكانت المرحلة الأولى من عودة أهالي الذيابية إلى منازلهم التي هجروا منها بفعل إرهاب التنظيمات المسلحة بدأت بداية شباط الماضي بعد إنجاز أعمال ترميم البنى التحتية المدمرة بفعل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
ويبلغ عدد سكان الذيابية نحو 40 ألف نسمة تم تهجيرهم بسبب اعتداءات وجرائم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة إلى تجمعات في السيدة زينب والغزلانية ونجها وخربة الورد وخربة الشياب والعادلية والمطلة والكسوة وجرمانا ومخيم الوافدين وجديدة الفضل وعرطوز البلد وصحنايا وأشرفية صحنايا والباردة بريف دمشق.
وأشار محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر إلى أن المرحلتين الأولى والثانية شهدتا عودة عائلات الشهداء والعسكريين والموظفين.
وأكد عبد القادر أنه تم إنجاز الترتيبات اللازمة لعودة الأهالي بالتعاون مع الجهات المعنية والجميع في حالة استنفار حتى نتمكن من تقديم جميع الخدمات للأهالي خلال عودتهم لمنازلهم، لافتا إلى أن المواطنين العائدين سيجدون جميع الخدمات من مياه ونظافة ودواء وبنى تحتية وورشات الصيانة على أتم الاستعداد لتلقي الشكاوى الطارئة للعمل على معالجتها بالسرعة القصوى.
وشدد شيخ عبد القادر ضرورة متابعة أعمال الصيانة والتأهيل للمرافق العامة بتجمع سبينة لإنجازها بالسرعة الممكنة وبجودة ونوعية ووفق المواصفات الفنية المطلوبة تمهيدا لإطلاق مشروع عودة أهالي بلدة السبينة بريف دمشق الجنوبي، منوها بتجهيز ما هو مطلوب من المحافظة من بنى تحتية وترميم وإعادة تأهيل 7 مدارس ووضع 5 آبار في الخدمة.
مدير تربية القنيطرة فوزات الصالح أكد جاهزية ثلاث مدارس وسيتم حالياً استثمار مدرستين لاستقبال الطلاب فوراً في تجمع الذيابية للحلقتين الأولى والثانية أما طلاب المرحلة الثانوية فسيتم تحويلهم إلى مدارس الحسينية المحاذية للتجمع.
وبدوره أشار رئيس بلدية الذيابية عبد اللـه الأحمد إلى أن إجراءات العودة ميسرة بالكامل ولجميع العائلات التي تثبت ملكيتها لمنزلها سواء بفاتورة كهرباء أو عقد بيع مصدق أو عقد كاتب بالعدل.
يذكر أن الجيش السوري استعاد في أواخر عام 2013 السيطرة على عدة مناطق من ريف دمشق الجنوبي بينها الحسينية والذيابية والسبينة وحجيرة والبويضة، وتعمل الحكومة منذ ذلك الحين على إعادة الخدمات لتلك المناطق وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب لعودة الأهالي إلى منازلها في أسرع وقت ممكن.