في تفاصيل معركة "ياعباد الله اثبتوا"..

في تفاصيل معركة "ياعباد الله اثبتوا"..

أخبار سورية

الخميس، ٦ أبريل ٢٠١٧

جميل قزلو

أكثر من 6 سنين  مضوا على بدء العمليات العسكرية في حي جوبر الدمشقي، والذي يبعد عن ساحة العباسيين حوالي 1 كم شرق العاصمة، استهدافات مدفعية وطلعات جوية وقصف صاروخي هي يوميات هذا الحي الواقع تحت سيطرة مسلحي "جبهة النصرة" بالدرجة الأولى، ومسلحي "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" بالدرجة الثانية.
الحي الخالي من المدنيين بشكل كامل يضم حوالي 800 مسلح حسب مصادر المعارضة، فيما يحاصر الجيش العربي السوري محاور جوبر من 3 جهات.
لولحي جوبر أهمية استراتيجية كونه بوابة العاصمة من ناحية، ومدخل للغوطة الشرقية من ناحية ثانية، فهو على تماس مباشر مع زملكا وعين ترما وعربين.
وفيما تعتبر معركة جوبر إحدى 3 معارك كبرى، أنهى الجيش أولها بسيطرته على كامل الغوطة الغربية، ويشرف على إنهاء المعركة الثانية في الغوطة الشرقية، بانتظار المعركة الكبرى على أسوار جوبر ومدينة دوما.
"ليلة سقوط دمشق" قد يحمل هذه الإسم معاني كثيرة لاتتناسب مع الواقع العسكري الذي بدأ صبيحة 19/3/2017 عندما أطلق مسلحو "النصرة" و"الرحمن" معركتهم التي أسموها "ياعباد الله اثبتوا"، المعركة التي اذا ماخضنا في تفاصيلها أدركنا حقاً أنها مشابهة لليلة سقوط بغداد إعلامياً وسقوطها بعد مُضي 24 ساعة عسكرياً.
وفي التفاصيل... بدأ مسلحو "النصرة" هجومهم بحدود الساعة الخامسة وخمس دقائق عبر 3 سيارات، اثنتين مفخختين والثالثة تحمل 14 مسلح انغماسي، السيارات الـ3 دخلت من حاجز الكراش قادمة من كراج العباسيين مستغلة حالة الفوضى نتيجة استعدادات وحدات النخبة في الحرس الجمهوري لبدء عمليتها العسكرية المُنطلقة من جوبر والمنتيهة بالسيطرة على أكثر من واحد كليو متر في عمق القابون، الهجوم بدأ عند انفجار السيارة الأولى عند الحاجز، فيما تابعت السيارة الثانية مسيرها باتجاه نقطة أخرى بفارق زمني بحدود الخمس دقائق بين التفجيرين، تزامناً مع بدء اشتباكات بين مقاتلي الحرس الجمهوري والإنغماسين.
 أحد المقاتلين قال : كانت أعتى الاشتباكات تدور على محور الموالات، وكان الانغماسي عندما يشارف سلاحه على النفاذ من الذخيرة يركض باتجاهنا كي يُفجر نفسه، وبفعل إصاباته  يقع على بعد أمتار قليلة منا نتيجه تعاطيهم لأنواع من حبوب الهلوسة، أو كان يقوم بالهجوم على العربات الثقيلة في محاولة لتفجير نفسه وإيقاف تقدمها .
بالتوازي مع معارك محور الموالات بدأ المسلحون بالمرحلة الثانية عبر نفق حفر بعمق 25 متر  بأدوات يدوية مستغلين أوقات الإشتباكات التي اعتداتها تلك الجبهة بشكل يومي لاتمام عمليات الحفر على محور المعامل، ومن خلال النفق تم ربطها بالأقبية السفلية للمعامل التي شُيدت على الطراز الفرنسي القديم.
مصدر عسكري قال أن عمليات الحفر استغرقت مايقارب بين 6-10 أشهر بالتواطئ مع بعض عمال تلك المعامل الذين كانوا ينقلون لهم معلومات عن تحركات الجيش السوري ، فيما أفادت بعض المصادر أنه بعد دخول مسحلي "النصرة " إلى منطقة المعامل تم استقبالهم من قبل بعض العمال استقبال الأبطال وبدأوا بالقتال إلى جانبهم ، فيما اعتقل المسحلون أكثر من 60 عامل واقتادوهم إلى سجونهم في الغوطة الشرقية ، أبو جعفر أحد عناصر الجيش السوري المرابطين على ذلك المحور والذي أصيب بطلقة قناص متفجر في ساقه اليمنى قال : بدأت المعركة على محور المعامل بعد تغطية نارية كثيفة من قبل رشاشات وقناصات المسلحين، لتدور بيننا وبينهم معارك النصف متر ضمن المعامل ، المسلحون الذين اعتمدوا في هجومهم على الكثافة العددية والنارية ، في حين كنا نحن 15 عنصر بوجه أكثر من 200 مسلح سلاحهم من نوع pks ، فجاء الأمر العسكري بالإنسحاب .
أما المرحلة الثالثة من المعركة فقكانت عندما بدأت قوات النخبة من الحرس الجمهوري بالتجهيز لمعركة "حرسك ياشام" كما أطلق عليها ناشطو الفيس بوك، وكانت للقوات النخبوية التي وصلت كلمة الفصل في معارك طوق العاصمة والتي بدأت من داريا لخان الشيح لهامة وقدسيا مروراً بالتل والقابون.
صبيحة 21/3/2017 بدأت قوات النخبة من كتيبه الإستطلاع وسلاح الدبابات التابع للواء 105 بعمليات إنزال بري للمشاة عبر المدرعات في معمل الشبهاء للغزل والنسيج ورحبة المرسيدس وشركة الكهرباء ، لتبدأ اشتباكات الأمتار القليلة وسط تمهيد مدفعي وناري مكثف، وأثناء هذه المعارك كان سلاح الجو يستهدف وبناءاً  على المعلومات الاستخباراتية مسلحي "النصرة" في زملكا في ظل تحضيراتهم للمرحلة الرابعة من معركتهم .
محمد الذي اختبئ في الصندوق الخشبي لإحدى الآرائك نتيجة انتهاء ذخيرته قال: كانت الأيام الأربعة صعبة بالنسبة لي ولكن زاد يقيني بأنهم جبناء، كنت أشاهد ملامح الخوف ، كانوا عندما يُصاب أحد في صفوفهم يكبروا عليه وبعدها يقتلونه ويحرقون جثته .
 داخل دمشق
خلال الأيام الأربعة كانت دمشق تعيش حالة من الترقب في ظل بيانات من قبل مسلحي "فيلق الرحمن" تتحدث عن حماية مدنين وأخرى عن سيطرتهم على ساحة العباسيين مترافقه مع حملات إعلامية مدروسة كان أهمها ما نشره المسلحون عن أنهم داخل كراج العباسيين بينما التقطت صورة في المنطقة الفاصلة بين محور المولات ومحور المعامل وهي منطقة تحتوي على عدد من هياكل السيارات التي تم إحراقها على أنها الكراج، وسط هذه الضجة الإعلامية كان رجال الإستخبارات على مدار الساعة يراقبون بهدوء أهدافهم وإن توزعت بين عبوة ناسفة أو انتحاري أو ناشطون معارضون أو خلايا نائمة .
حصيلة معركة "حرسك ياشام" كانت مقتل مايزيد عن 700 مسلح ، وجرح مايقارب 900 ، وفشل محاولاتهم الأخيرة لوصل جوبر بالقابون والتي تعتبر الشريان التجاري الوحيد المتبقي للغوطة الشرقية عبر اﻷنفاق التي ضبط الجيش السوري  9 رئيسة منها تنوعت بين أنفاق لنقل المشاة وأنفاق لنقل الآليات، ويضاف لذلك تدمير كامل الأنفاق في منطقة المعامل والمولات، وإبعاد المسلحين إلى خلف قاطع نهر تورا أي توسيع نطاق الحماية.
عاجل الاخبارية