خفايا اتفاق البلدات الأربع وعلاقة قطر به !

خفايا اتفاق البلدات الأربع وعلاقة قطر به !

أخبار سورية

الجمعة، ١٤ أبريل ٢٠١٧

وسـام الطيـر - ريف دمشق
بدأت ظهر أمس مئات الحافلات بالتحرك من الزبداني ومضايا وبقين وجبال الزبداني وصولاً إلى قرى وادي بردى إلى مدينة إدلب بالتزامن مع تحرك حافلات أخرى من بلدتي كفريا والفوعا إلى مدينة حلب في أعقد صفقة تسوية تحصل على الأراضي السورية منذ انطلاق قطار التسويات الذي دعت إليه الحكومة السورية وحققت من خلاله إنجازات كبيرة أبرزها في ريف دمشق وحلب وحمص وصولاً إلى درعا جنوب سورية.
معلومات عن البلدات التي شملها الاتفاق
الزبداني: الزبداني هي مدينة ومصيف سوري وأقدم وأشهر المصايف العربية، تتبع المدينة لمحافظة ريف دمشق وتقع على مسافة 45 كم شمال غرب العاصمة دمشق وتمتد المدينة على سفوح جبال لبنان وتشرف على سهل الزبداني , دخلت في الأزمة السورية بداية عام 2011 بتظاهرات مالبثت أن تطورت كباقي المناطق السورية إلى حمل السلاح ضد الدولة وحرق المؤسسات الحكومية واُعتبرت الزبداني من أكثر البلدات التي شهدت معارك وكانت مصادر تمويل وتسليح لباقي البلدات ابتداءً من القلمون وصولاً إلى وادي بردى نتيجة موقعها الحدودي مع لبنان , ومع بداية العام 2015 بدأ حصار خانق على البلدة من قبل الجيش السوري ضمن بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز الكيلومترات فقط.
مضايا: بلدة وناحية سوريّة إداريّة تتبع منطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق تقع شمال غرب دمشق في سلسلة جبال لبنان الشرقية وتتبع إدارياً لمدينة الزبداني دخلت كمثيلتها الزبداني في الأحداث بنفس الترتيب الزمني نتيجة تداخلهما الجغرافي والسكاني ببعض من جهة والقيادة الواحدة للمسلحين للبلدتين يضاف إليهما بقين ونقاط في الجبال الشرقية للزبداني.
كفريا-الفوعا: تقع البلدتان شمال مدينة إدلب بحوالي ثمانية كيلو مترات تجاورهما قرى معرة مصرين ورام حمدان وبنش وطعوم وكفرجالس وتُعتبر البلدتان من البيئات المؤيدة للدولة السورية بشكل كامل حيث لم تخرج بهما أية تظاهرة على الإطلاق وقد ولّد هذا الأمر نقمة من قبل مسلحي الشمال السوري إلى أن سقطت مدينة إدلب بيد جبهة النصرة نهاية آذار من العام 2015 فتعرضت البلدتان إلى حصار كامل من الجهات الأربع وحاولت التنظيمات المسلحة اقتحام البلدات إلّا أنها فشلت في ذلك حيث كانت الحكومة السورية تقدم الدعم للبلدتين من خلال الجو فقط عبر رمي الغذاء والأسلحة اللازمة للدفاع عن النفس.
معادلة كفريا - الزبداني - الفوعا - مضايا
فرض الواقع من خلال حصار الجيش السوري وحزب الله لميليشيات جيش الفتح في الزبداني ومضايا أن يكون ذات الفصيل هو الذي أقدم على حصار الفوعا وكفريا وبهذا التشابك حصلت عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار في البلدات الأربعة وفي حال حصول أي خرق في إحدى البلدتين يتم الرد عليه مباشرة في الطرف الآخر وتم إطباق الحصار على البلدات الأربع بغية الضغط لتحقيق مكاسب أو لتنفيذ اتفاقيات فشلت جميعها خلال العامين السابقين فلماذا نجح الاتفاق الآن؟
مصادر معارضة فجّرت قنبلة من العيار الثقيل حول اتفاق البلدات الأربع الذي كانت أطرافه هي الحكومة السورية وحزب الله وإيران من جهة وجيش الفتح وقطر من جهة أخرى حيث تم تسريب معلومات تم التأكد من صحتها بأن الحشد الشعبي في العراق قام باختطاف أربعة عشر شيخاً قطرياً كانوا متواجدين في العراق وقامت قطر بمحاولة استرجاعهم بشتى الوسائل إلّا أنها لم تستطع ذلك حيث اعتبر الشيوخ المحتجزين العمود الفقري لهذا الاتفاق من خلال قيام قطر بتقديم 150 مليون دولار لجيش الفتح ومبلغ مشابه إلى الإئتلاف السوري المعارض للموافقة على إخراج جميع سكان بلدتي كفريا والفوعا مقابل إجلاء مسلحي مضايا والزبداني وعوائلهم إلى إدلب وإغراء جيش الفتح بدعم مالي قريب وتسليح له في الشمال السوري لمواجهة الجيش السوري والفصائل الأخرى التي يعاديها وبهذه الوعود وافق جيش الفتح على العرض الذي اعتبرته باقي الفصائل خيانةً لها ووصفت الإتفاق بأنه صفقة خاسرة.
المقاتلون والسكان في كفريا والفوعا وافقوا على الاتفاق بشروطه مرحبين به في حينلم يكن الاتفاق مرضياً لمسلحي الزبداني ومضايا وعوائلهم وحاولوا إعاقة الاتفاق إلّا أن محاولاتهم بائت بالفشل في حين شنت وسائل إعلام معارضة هجوماً واسعاً على جيش الفتح لأنه أخرج آلاف المقاتلين فسيقومون بإشعال معارك ضد الفصائل الأخرى خاصة في ريف حلب وحماة وحمّلوا جيش الفتح المسؤولية عن أي إخلال في ميزان القوى على هذا المحور.
نتائج الاتفاق النهائية:
    تحرير الشيوخ القطريين من أيدي الحشد الشعبي في العراق.
    حصول جيش الفتح والإئتلاف السوري المعارض على ملايين الدولارات.
    تحرير مخطوفين من سجون إدلب منهم مقاتلين ونساء وأطفال.
    استعادة جثامين الشهداء لدى جيش الفتح.
    تحرير عدد من المعتقلين في سجون الدولة السورية.
    خروج المسلحين وعوائلهم من الزبداني ومضايا ومحيطهما إلى مدينة إدلب.
    خروج المقاتلين وعوائلهم والمدنيين من كفريا والفوعا.
هل انتهى الإتفاق؟
تفيد مصادر معارضة بأن الإتفاق لم ينتهِ بعد وهناك مرحلة ثانية ستبدأ بعد 60 يوماً من بدء المرحلة الأولى حيث سيتم إخراج من تبقى من سكان كفريا والفوعا ومقاتليها مقابل إخراج 1000 مسلح من مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق إلى الشمال السوري في حين أكدت المصادر من جهة أخرى بأن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لم يتم الحديث عنهم ضمن هذا الإتفاق الضخم ويبقى ملف البلدات الثلاث معلقاً.