صراع الذئـاب في الغـوطـة الشرقيـة بالتفاصيـل

صراع الذئـاب في الغـوطـة الشرقيـة بالتفاصيـل

أخبار سورية

الجمعة، ٢٨ أبريل ٢٠١٧

وسام الطير

"صراع الذئاب" لم أطلق هذا الاسم جزافاً على معارك فيلق الرحمن وعدوّه جيش الإسلام في الغوطة الشرقية حيث يحاول كل منهما افتراس الآخر وتمزيق جسد غريمه بغية السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض والنفوذ كما تفعل قطعان الذئاب... والذئاب هي أقوى حيوانات الفصيلة الكلبية وتطلق بولها تحت الأشجار والحجارة على مساحة جغرافية واسعة معلنة للغير بأن هذه المنطقة تحت نفوذها وهكذا أطلق جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبهة النصرة رجالهم لتحديد مناطق السيطرة لكل منهما كما تفعل الذئاب لكن بالنار والبارود وليس بالبول.

في الغوطة الشرقية لن تتوقف الصراعات والقتل حتى يحسم الجيش السوري هذه المعركة والتي يخوضها اليوم في حي القابون ومن الجهة الشرقية للغوطة، وهذه الصراعات لها أسبابها الواضحة أولها المال الخليجي وآخرها السلطة على بقعة جغرافية اعتقدوا في لحظة من اللحظات أنها ستكون منطلقاً لغزو العاصمة دمشق ليرسم الجيش خطوطاً عجزوا عن كسرها منذ خمسة أعوام.

خلال الأعوام الخمسة الماضيات استطاع جيش الإسلام فرض نفسه كقوة لا تقبل التنافس في الغوطة الشرقية وقام بالقضاء على أكثر من تجمع للفصائل المسلحة أبرزها جيش الأمة الذي استطاع توحيد الفصائل الصغيرة مثل لواء أسود الغوطة، لواء الفاروق عمر، لواء فتح الشام، لواء شهداء عربين، لواء أنصار الأمة، فوج المهام الخاصة، لواء السيف الدمشقي، كتائب حرملة بن الوليد، لواء زيد بن ثابت لينتهي التمرد بإعدام أبو علي خبية وأسر أبو صبحي طه والمئات من المسلحين في سجن التوبة الخاص بزهران علوش.

بعد مقتل زهران علوش قبل أربعة أيام من نهاية العام ٢٠١٥ تسلّم أبو همام البويضاني زعامة جيش الإسلام وقد عُرف عنه الجُبن والضعف وقلة الخبرة السياسية والعسكرية "حسب معارضيه" وبالفعل أثبتت الأيام ذلك وبعد تسلّمه بأشهر قليلة دخل جيش الإسلام في تحدي جديد من خلال بروز جبهة النصرة كقوة رئيسية إلى جانبها فيلق الرحمن وبدا البويضاني عاجزاً أمام سيطرتهم على مناطق نفوذه حتى باتت قوة خصوم البويضاني خطراً عليه.

من هو جيش الإسلام؟

أقوى الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية من حيث العدة والعتاد، تطور خلال الحرب عبر عدة أسماء ابتداءً من سرية الإسلام - لواء الإسلام - وصولاً إلى جيش الإسلام ينضوي تحت رايته خمسون فصيلاً يتجاوز عددهم بين العشرات والمئات، يتلقى الدعم الكامل من السعودية، مقرّه الرئيسي مدينة دوما.

من هو فيلق الرحمن؟

ثاني أقوى الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، يتحالف بالشكل مع تنظيم جبهة النصرة، وأهم النقاط التي يتواجد بها شرق العاصمة من جهة جوبر، ظهر بشكل فعلي على ساحة الغوطة الشرقية بعد اندماج الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ويتلقى الدعم المالي من قطر ومقره الرئيسي مدينة عربين.

أبرز الخلافات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن

بعد قضاء جيش الإسلام على جيش الأمة ظهر فيلق الرحمن منافساً جديداً لجيش الإسلام في شباط من العام ٢٠١٦ ولعل سيطرة جبهة النصرة "حليفة الفيلق" على أنفاق برزة الغوطة الشرقية كان قد أشعل فتيل الاقتتال قبل أشهر في مسرابا ومديرا التي شهدت أعنف المعارك بين المتحاربين كانت نتيجتها مقتل وإصابة المئات من الطرفين ليتم التصالح المؤقت فيما بينهم لأشهر قليلة فقط حيث لم تتوقف المناوشات بين الطرفين والذي يتهم كل منهما الطرف الآخر بالتعامل مع الدولة السورية والخروج عن شرع الله.

ماذا حصل اليوم؟

ادّعى جيش الإسلام بأن عناصر من جبهة النصرة قامت باختطاف العشرات من مقاتليه كانوا متجهين من دوما إلى حي القابون وعلى إثر ذلك شن جيش الإسلام هجوماً واسعاً على بلدات عربين وكفربطنا وحزة والأشعري بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة استطاع من خلالها السيطرة على أجزاء من حزة وأسر العشرات من مسلحي جبهة النصرة أعدم عدداً منهم ميدانياً، وفي المقابل تصدى فيلق الرحمن وجبهة النصرة للهجوم وأظهروا أنفسهم بأنهم قوة لا يمكن أن تكون لقمة سائغة في فم جيش الإسلام الذي عجز في اليوم الأول من هجومه عن تحقيق الأهداف التي رسمها وهي تحرير مسلحيه من جهة أو السيطرة على البلدات الثلاث التي مازالت تشهد معارك عنيفة سقط خلالها عدد غير معروف من المسلحين وتسع ضحايا مدنيين إضافة لتدمير دبابة وعربة مصفحة حسب مصادر متطابقة، وعلى مايبدو بأن هذه المعركة لن تتوقف عند هذه المرحلة بل ستتطور خاصة بعد استقدام جيش الإسلام لمئات من مقاتليه لزجهم في القتال الذي أصبح من الصعب تنبؤ نتائجه الميدانية.

المصدر : دمشق الآن