معارك استئصال في الغوطة.. هل تمهّد للمصالحة مع السلطة؟

معارك استئصال في الغوطة.. هل تمهّد للمصالحة مع السلطة؟

أخبار سورية

السبت، ٢٩ أبريل ٢٠١٧

عبير محمود

"عجز الغزاة أن يقتحموا الغوطة، فجروها من الداخل، سيتعنترون على بعضهم حتى يُستنزفون جماعات ثم نفنيهم فُرادا" هكذا يصف المعارض السوري موسى العمر ما يحدث من اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية.

وأكّد العمر في تعليقه على أحداث الغوطة، أنّ "هذه العنترة لن تفيد إلا السلطة السورية ومن معها"، بحسب رأيه.

وتدخل الاشتباكات بين "جيش الإسلام" من جهة وكل من "جبهة النصرة وفيلق الرحمن" من جهة أخرى في الغوطة الشرقية، يومها الثاني وسط دعوات لوقف الاقتتال، الذي وكما وصفه بعض المعارضين من أنصار فيلق الرحمن بأنّ "جيش الإسلام نبشَ الخلافات الماضية لفرض زعامات له كان قد فقدها في الميدان".

جيش الإسلام قال في بيان له إنّ "جبهة النصرة اختطفت عناصر تابعين له كانوا في طريقهم لمؤازرة مقاتليه في حي القابون بالمعارك ضد الجيش السوري"، مقابل نفي "فيلق الرحمن والنصرة" لهذه الادعاءات، في حين لم تؤكد أي جهة رسمية من المعارضة سبب الاقتتال بين الفصائل، وذكر المرصد السوري أنّه "لا يمكن تحديد السبب المباشر خلف هذا الاقتتال الداخلي".

ويرى ناشطون أنّه إن لم يكن هناك سببٌ واضحٌ لمهاجمة جيش الإسلام الفصائل الأخرى، فهذا يُنذر بكارثة تدلّ على اختراق أمني قامت به السلطة السورية ضدّ المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية"، الأمر الذي رآه البعض بأنه "سيؤدي إلى استئصال جيش الإسلام في الغوطة"، متهمين بعض الأطراف بالخيانة التي تسعى وبحسب قولهم "لخلق الاقتتال بغية التوصل لاتفاق مصالحة مع السلطة السورية".


ودعا ناشطون جميع الفصائل المتحاربة فيما بينها إلى التوحّد بعد اعترافهم بمقتل العديد من عناصرهم وقادتهم، مطالبين بوقف القتال لأنّه وكما وصفوه "سيدمر الجميع" وستكون نتيجته انتصار القوات السورية وحلفائها، كما ذكروا.


وبحسب خبراء فإن الهجوم الذي شنه "جيش الإسلام" -المدعوم سعودياً- ضد مواقع "النصرة وفيلق الرحمن" التي تحظى بدعم قطري تركي، يأتي في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في حي القابون، ويهدف من خلاله "جيش الإسلام" لتحقيق تقدم ميداني يثبت من خلاله التواجد في الساحة العسكرية ليكون ورقة تفاوِض بها السعودية على الساحة الدولية، في حال لم تشارك في مباحثات أستانا خلال الأيام المقبلة التي قد تشهد مشاركة قطرية بحسب مصادر مطلعة.

ومنذ صباح الأمس بدأ "جيش الإسلام" بمهاجمة مواقع "النصرة " وفيلق الرحمن" في عربين وكفربطنا بالغوطة الشرقية، باشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة لليوم الثاني على التوالي، موقعةً أكثر من 60 قتيلاً و75 جريحاً بين الجهتين بحسب آخر إحصائية لمواقع معارضة.

وتشهد الغوطة الشرقية اقتتالاً داخلياً بين الفصائل المسلحة بعد توقف حوالي عام كامل عن آخر اقتتال مشابه شهدته فصائل المعارضة في المنطقة كانت نتيجته لصالح "جبهة النصرة وفيلق الرحمن" بعد هزيمتهم لـ"جيش الإسلام" في معارك نيسان 2016، ليسيطر اليوم بعد "معاركه الانتقامية" على بلدتي حزة والأشعري مقترباً من عربين، بعد اقتحامه مقرّات "النصرة وفيلق الرحمن" فيها.

وعقب تقدمه الأخير، دعا "جيش الإسلام" سكّان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها إلى التزام منازلهم والنزول إلى الأقبية متوعداً باستئصال "فيلق الرحمن وجبهة النصرة" من المنطقة.

في حين يواصل الجيش السوري تقدمه في منطقة القابون وسط تشتت فصائل المعارضة فيها، التي باتت تنتظر هدوء "جبهتها الداخلية" في الغوطة، وتشير العمليات العسكرية في القابون إلى تقدم واضح للجيش السوري ما جعل بعض الفصائل "تفتعل" الاقتتال بالغوطة بغية تمهيد انسحاب عناصر التشكيلات من القابون، لالتحاق كلٍّ بفصيله في الغوطة الشرقية، والاقتتال بين الفصائل المسلحة ربما يصبّ في صالح الجيش السوري بغض النظر عن أهدافه وأسباب اندلاعه، بحسب ما يرى محللون

آسيا.