هل يتكرر سيناريو "درع الفرات" في الجنوب السوري؟

هل يتكرر سيناريو "درع الفرات" في الجنوب السوري؟

أخبار سورية

الأربعاء، ٣ مايو ٢٠١٧

لا يكاد يمرّ يوم في ريفي مدينة درعا الشمالي، والشمالي الغربي، يخلو من عملية اغتيال هنا أو انفجار سيارة مفخخة هناك، وتشهد هذه المناطق فلتاناً أمنياً، حيث تنتشر عمليات الخطف والاغتيال وتفجير العبوات الناسفة التي تسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتتقاسم التنظيمات المسلحة السيطرة على تلك المنطقة، ومنها "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام" وفصائل من "الجيش الحر" تعود تبعية غالبيتها إلى ما يسمى "الجبهة الجنوبية" بالإضافة إلى "جيش الإسلام" وهذه مجتمعة تعتبر "جيش خالد بن الوليد"(المبايع لتنظيم "داعش" وهو نتيجة توحد "حركة المثنى" و"لواء شهداء اليرموك") الذي يسيطر على ما يسمى منطقة "حوض اليرموك" في ريف درعا الشمالي الغربي، عدواً لها.


تنسيقيات التنظيمات المسلحة أقرّت بمقتل مسؤول "لواء الحبيب محمد -الجيش الحر " المدعو "عميد أبو نقطة" إثر إطلاق مجهولين النار عليه أمام منزله في بلدة "طفس"، ومقتل أحد المسؤولين العسكريين في "فرقة الحمزة -الجيش الحر" المدعو "حسن رحوم اللافي " على أيدي مجهولين، على طريق جاسم – نوى، ومقتل المسؤول العسكري لـ "كتيبة مغاوير الجولان" التابعة لـ "جيش المعتز -الجيش الحر" المدعو " مثنى عجاج الساعدي"، إثر إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في بلدة "مزيريب، وانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارة لمسلّحي "لواء الكرامة - الجيش الحر" على طريق نوى - الشيخ سعد.


وتقوم هذه التنظيمات المسلحة بقصف مواقع "جيش خالد بن الوليد" بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة من مواقعها في "حيط" و"زيزون" و"الأشعري" و"الشيخ سعد" و"نوى" و"صيدا" وهو بدوره يرد على مواقع إطلاق القذائف عليه، ويقصفها أيضاً من مواقعه في "عين ذكر" و" تل الجموع" و" تل عشترة" و"المزيرعة" و"جلين" و"سحم الجولان" و"الشجرة" بشكل يومي، ويسقط في كثير من الأحيان قتلى وجرحى من الطرفين، ومنهم من المدنيين، نتيجة عمليات القصف المتبادلة بين الطرفين.


وقد أعلن "جيش الإسلام" عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" قبل يومين عن تدمير جرافة، وآلية تحمل رشاشاً لـ "جيش خالد" قرب " تل عشترة ".


قبل عدة أيام وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، فيما أعلنت عنه "فرقة أحرار نوى – الجيش الحر" في بيان لها عن بدء معركة "نزع الخناجر" في منطقة "حوض اليرموك" لطرد "الجيش" منها، واعتبرت مناطق "عدوان، تسيل، والمزيرعة" مناطق "عسكرية" وحذرتً المدنيين من الاقتراب من مواقع ونقاط "جيش خالد" فيها، وقد قتل على إثرها عدد من قياديي الطرفين، وهم المسؤول العسكري في "جيش خالد" المدعو "أبو محمد التلاوي"، ومسؤول المدفعية في "الجيش" المدعو "تميم الجوعاني"، ومن الطرف الآخر قتل أحد المسؤولين العسكريين في "حركة أحرار الشام" المدعو "أبو المعتصم" وأحد المسؤولين في "فوج المدفعية - الجيش الحر" المدعو "محمد موسى برغوث" الملقب "أبو سستم ".


في بداية الأسبوع الثاني من الشهر الماضي، تداولت عدة مصادر إعلامية عن التجهيز والتحضير لعملية عسكرية، انطلاقاً من الحدود الأردنية، بإشراف غرفة عمليات "العزم الصلب" التي تديرها الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب دخول الأردن بشكل واضح في العمليات لتحريك الجبهة الجنوبية، وقتال "داعش" بموازاة المعركة المستمرة في المنطقة من قبل فصائل معارضة عدة ،وسيكون الهجوم على محورين، الأول في ريف درعا الغربي، وذلك للقضاء على "جيش خالد" في حوض اليرموك، والثاني انطلاقاً من مركز "التنف" على الحدود السورية العراقية، في ريف حمص الجنوبي الشرقي، باتجاه مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وتبين فيما بعد أن الهدف من هذا التحرك ليس القضاء على "جيش خالد" في منطقة حوض اليرموك كما أعلن، وإنما أصبحت هذه القوات تتجه من المنطقة الجنوبية انطلاقاً من معبر "التنف" إلى المنطقتين الشرقية والوسطى، وتجدر الإشارة إلى أن الجهود التي بذلتها أمريكا لتأسيس فصيل "جيش سورية الجديد" التابع لها تعثرت، إذ استولى تنظيم "داعش" على عدد من العربات المدرعة والمعدات الأمريكية، وأسر عشرات المقاتلين، بعد هجمة مرتدة سريعة على قوة دفع بها الجيش الأمريكي إلى أوكار "داعش" في البوكمال قرب البادية، عند مثلث الحدود العراقية-السورية-الأردنية قبل نحو 10 أشهر.


فهل نحن أمام سيناريو مشابه لـ "درع الفرات" تحت مسمى آخر "درع الجنوب" مثلاً، بحجة حماية الأردن من التهديد الذي يختلقونه من "جيش خالد بن الوليد" الذي لا يتجاوز عدد مسلحيه أكثر من 2000 مسلح، حسب مصادر خاصة؟


يذكر أن "جيش خالد" بدأ هجومه ضد التنظيمات المسلحة في المنطقة، 20 شباط الفائت، وانتزع قرى وبلدات أبرزها:" سحم الجولان، تسيل، عدوان" إضافة إلى "جلين، وعشترة، وتل الجموع الاستراتيجي"
ويسعى "جيش خالد" للتقدم والسيطرة على بلدة "الشيخ سعد" في محاولة للتمدد داخل المنطقة، وتوسيع مساحة سيطرة "الجيش" الحالية في حوض اليرموك.


وينتشر مقاتلوه في قرى وبلدات مختلفة، أبرزها: "نافعة، تل ذكر، الشجرة" و"جملة، وعابدين" الحدوديتين مع الجولان المحتل، إضافة إلى منطقة "القصير، وكويا" على الحدود مع الأردن.

 


اللون البني:مناطق سيطرة "جيش خالد بن الوليد"
اللون الأخضر:مناطق سيطرة التنظيمات المسلحة