تنظيمات وميليشيات تتجهز للتخريب.. واستعداد روسي أميركي لعودة التنسيق الجوي … اتفاق «أستانا 4» دخل التنفيذ و«الشيطان» في التفاصيل؟!

تنظيمات وميليشيات تتجهز للتخريب.. واستعداد روسي أميركي لعودة التنسيق الجوي … اتفاق «أستانا 4» دخل التنفيذ و«الشيطان» في التفاصيل؟!

أخبار سورية

السبت، ٦ مايو ٢٠١٧

دخل اتفاق «أستانا 4» حيّز التنفيذ يوم أمس، وسط عبارات «استفسارية» من «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، وعدد من الميليشيات المسلحة التي ترى أن «الاتفاقية التي تم إبرامها في منأى عن الشعب السوري غامضة وتفتقد للضمانات وآليات الامتثال»، لكنها تؤكد الالتزام فيها «حرصاً» على المسار السياسي لحل الأزمة في سورية.
وبدت الميليشيات، كما «العليا للمفاوضات»، مرغمة على الموافقة على ما التزمت به تركيا وضمنته في أستانا، في حين كان مطلبهم الأساسي مناطق آمنة بالكامل محمية من تركيا والولايات المتحدة الأميركية وليس مناطق خفض توتر بضمانة روسية إيرانية تركية.
وبعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، والهدوء الذي ساد على مختلف الجبهات، بات على الضامنين الآن وضع التفاصيل التي توفر ديمومة الاتفاق لستة أشهر، كما نص عليه، وهنا تخشى الميليشيات المسلحة أن يكون الشيطان في هذه التفاصيل وخاصة أن الاتفاق ينص على محاربة الإرهاب ما يعني الصراع مع جبهة النصرة وتحديداً في محافظة إدلب التي تخضع لسيطرة «هيئة تحرير الشام» الاسم الجديد للقاعدة و«النصرة».
ووفقاً لمتابعين تواصلت معهم «الوطن» فإن الاتفاقية تبدو شبيهة لما سبق أن تم التوقيع عليه نهاية العام الماضي، وما يعرف باتفاق وقف الأعمال القتالية، لكنها أكثر تطوراً لجهة تحديد ورسم مناطق خفض التوتر، وتركيز الجهود لمحاربة داعش في المرحلة الأولى على أن تكون الحرب على «النصرة» في مرحلة لاحقة.
وعلمت «الوطن» أن موسكو وبالتشاور مع دمشق، حددت هذه المناطق بعد تنسيق وتواصل مع واشنطن، التي لديها رغبة بالقضاء على داعش وبسرعة، بحيث ينتزع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أولى انتصاراته، الأمر الذي لم تعارضه موسكو لكونه يشكل أولوية في الحرب على الإرهاب بالنسبة لها ولدمشق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحرب على الإرهاب تشمل أيضاً القضاء على تنظيم القاعدة المتمثل بجبهة النصرة أو «هيئة تحرير الشام» باسمها الجديد، لكن هذه الحرب يجب أن تتم وفقاً لواشنطن بالتنسيق مع ما يسمى الميليشيات «المعتدلة» نظراً للتداخل الكبير بينهم وبين تنظيم القاعدة.
ووفقاً لخبراء روس فإن اتفاق المناطق الأربعة يذكر بإستراتيجية سبق أن اعتمدتها روسيا في حربها في الشيشان على ما كان يسمى بـ«المجاهدين العرب»، إذ يتم تجميعهم في مناطق جغرافية محددة قبل القضاء عليهم أو إجبارهم على الرحيل، لكن المختلف في الأزمة السورية أن هناك مساراً تفاوضياً سياسياً يفصل بين الإرهابيين و«المعتدلين»، وعليه يجب أن يكون هناك تمهيد وتسوية مع الميليشيات «المعتدلة»، قبل تصفية النصرة، وهذا ما تخشاه تحديداً تلك الميليشيات التي لا تريد حرباً مع «النصرة»، نظراً لتفوق الأخيرة من جهة، ولتطابق وجهات النظر معها من جهة ثانية.
وبانتظار أن تتبلور التفاصيل خلال الأيام المقبلة وترسم خطوط خفض التوتر، يبدو أن هناك خشية كبيرة من معارك مقبلة بين الميليشيات ذاتها، ما دفع «جيش الإسلام» التابع للسعودية، إعلان وقف حملته العسكرية على «فيلق الرحمن» القريب من «النصرة» والتابع لقطر في الغوطة الشرقية.
في الأثناء أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف ونظيره الأميركي جوزيف دانفورد، أكدا استعداد بلديهما «للعودة إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتهما في إطار المذكرة الروسية الأميركية الهادفة إلى ضمان سلامة تحليق طيران البلدين وتجنب الحوادث في الأجواء السورية»، على حين أعلن المركز الروسي لتنسيق المصالحة في قاعدة حميميم الجوية أنه «لا يزال يتلقى معلومات من السكان المحليين تفيد بأن تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين يستعدان لمحاولة تقويض تنفيذ المذكرة» وفقاً لموقع «روسيا اليوم».