حلقة مفقودة بين المزايا المقدمة من الحكومة.. وإنكار المربين لها! قطاع الدواجن “يتثائب”.. وتساؤلات تتحرى عن ذرائعية الشكاوى..

حلقة مفقودة بين المزايا المقدمة من الحكومة.. وإنكار المربين لها! قطاع الدواجن “يتثائب”.. وتساؤلات تتحرى عن ذرائعية الشكاوى..

أخبار سورية

الاثنين، ٨ مايو ٢٠١٧

ماذا يريد مربو الدواجن الذين قدم لهم، وفقاً لما تقوله وزارة الزراعة، كل التسهيلات، كما تم  إلغاء الضميمة، وإلغاء الضريبة لخمس سنوات قادمة، وكانت قد سبقتها خمس سنوات أخرى، هذا عدا عن وجود عشرات الشركات الدوائية الوطنية؟!.

هناك من يقول: إن المربين أدمنوا “النق”، فلماذا كل هذا الصياح، فهل ارتفاع أسعار المادة العلفية، وبعض المستلزمات الأخرى وراء كل ذلك؟!.

يعاني منه مربو الدواجن يتمثل في غياب اللقاحات الدوائية الأصلية التي تتناسب والأمراض الموجودة

تكلفة كيلو اللحم الفروج 700 ليرة سورية، هذا وفقاً للأسعار العالمية، مع الإشارة إلى أن أغلب المادة مستورد، كالذرة الصفراء والصويا والمركزات الغذائية الأخرى

محاور محددة

بعيداً عما تناوله المؤتمر الطبي الأول للدواجن الذي أقامته نقابة الأطباء البيطريين السوريين لطب الدواجن بحماة على مدار ثلاثة أيام، وكان ذلك كفيلاً بتقديم وتوضيح العديد من الرؤى، حيث تم التركيز على ثلاثة محاور أشبعها الأطباء البيطريون، والفنيون، والمربون، والإداريون المعنيون عن التراخيص بحثاً ومناقشة مثل أمراض الدواجن، وصحة وبيئة مزارعها، وتغذية الدواجن، وصحة الأعلاف المقدمة لها، وكذلك الطرق الأمثل في اختيار وتطبيق معالجات الدواجن.

 

تطوير المهنة

نائب نقيب الأطباء البيطريين السوريين الدكتور عبد الحميد العموري كانت له وجهة نظر في تطوير مهنة العمل في قطاع الدواجن، حيث يرى أن ذلك يتطلب الوقوف عند  صعوباته، وإيجاد الحلول لها ما أمكن، فضلاً عن الاستماع إلى المقترحات التي يطرحها المربون، وبخاصة لجهة معالجة الأمراض التي تصيب الطيور من الدواجن، ليصار إلى تبادل وجهات النظر بهدف توفير الرعاية الصحية لتربية الفروج، وتقديم الغذاء الآمن والصحي للإنسان، وسلامة البيئة.

شكوى دائمة

نزار سعد الدين رئيس لجنة مربي الدواجن أكد لنا على أن اقتصاديات تربية الدواجن تتركز في المرحلة الأولى على الأمن الحيوي، وصحة القطعان، فإذا كان الوضع سليماً فإن الربح سيكون وفيراً، والعكس صحيح، ولذلك علينا الاطلاع على أهم مستجدات الطب البيطري وتحدياته، وربط الطبيب البيطري الحقلي مع المربي بشكل مباشر لمتابعة كل تفاصيل الطيور في المزارع، لافتاً إلى أن اقتصاديات الدواجن لا تتوقف على السعر، وإنما على الأمن الحيوي، والقطيع، وكيفية التربية الصحيحة، وأضاف: لا شك في أن الحكومة أولت هذا القطاع اهتماماً بالغاً، وإعطاء الدعم للمربين عن طريق إعفائهم من الضرائب بمكرمة من السيد الرئيس، كما جاء في القانون رقم /8/، وكذلك المباقر ولمدة خمس سنوات جديدة، فعندما تتكامل العملية الإنتاجية، وطرق التربية الصحيحة، يكمن هنا الربح الحقيقي للمربي.

 

تقلبات السوق

وحول سؤالنا عن أسباب عدم استقرار بيع الفروج في أسواقنا المحلية، أكد سعد الدين أن القضية برمتها تتعلق بتقلبات السوق بالعرض والطلب، فضلاً عن أسعار التكلفة التي تختلف في الصيف عن الشتاء، ولذلك لابد أن تستثمر توصيات المؤتمر من أجل حل كل الأمور الشائكة المتعلقة بقطاع الدواجن، وبخاصة أنه يشكّل 40 بالمئة من الأمن الغذائي، ويعمل به بشكل دقيق مليون و200 ألف مواطن بكافة مراحله وأنواعه.

المستجدات العلمية

الدكتور غسان الهلالي رئيس الرابطة السورية لطب الدواجن، اعتبر المؤتمر الطبي الأول للدواجن نقطة تحول لجهة البحث العلمي والعملي المتعلق بقطاع الدواجن وتحديداً بما يتعلق في طب وتغذية الطيور بأنواعها المختلفة من خلال الأبحاث العلمية التي قدمت والتي تعدت العشرين بحثاً من قبل المختصين الباحثين في كلية الطب البيطري العاملين في حقل الدواجن، كما يجب أن يتبع المؤتمر عقد ورشات عمل متعددة ومتلاحقة لتناقش كل الطروحات التي قدمت وصولاً للفائدة المرجوة.

وعن الأمراض التي تصيب الدواجن وتلحق خسائر بالمربين أكد الهلالي كثرة الأمراض التي تصيب الدواجن مثل / نيوكاسل/ والتهاب القصبات وغيرها، ما يلحق الأذى والخسائر بالطيور والمربين، ولذلك سنقيم ورشات طبية فنية علمية وعملية، ومن خلالها سيتم وضع برامج خاصة للسيطرة على هذه الأمراض من خلال الإصرار على تطبيق نظام الأمن الحيوي وبرامج التحصين المناسبة ضد هذه الأمراض على أسس منهجية علمية للحد من إشكاليات النفوق التي تصيب قطاع الدواجن رغم قناعتنا بأن الأمور الآن أفضل من ذي قبل بدليل عودة المربين إلى مزارع الدواجن.

منتجو الأعلاف

محمد بارودي صاحب معمل للأعلاف الخاصة بالدواجن قال: إن تكلفة كيلو اللحم الفروج 700 ليرة سورية، هذا وفقاً للأسعار العالمية، مع الإشارة إلى أن أغلب المادة مستورد، كالذرة الصفراء والصويا والمركزات الغذائية الأخرى، فإذا كان سعر الفروج الحي في أرض المدجنة ب725 ليرة للكيلو الواحد، فهذا يعني يجب ألا يتعدى سعره للمستهلك عن ال900 ليرة، لافتاً إلى أن سعر المادة العلفية متذبذب، لكن بالمحصلة سعر الفروج للمستهلك يحدده في كثير من الأحيان العرض والطلب.

توفر المستلزمات

ريتا باظة العاملة في شركة للأدوية البيطرية وإنتاج اللحوم وكافة مستلزمات قطاع الدواجن بينت أن قطاع الدواجن يجب ألا يشكو من شيء فكل مستلزماته متوافرة كالأدوية البيطرية الوطنية والأعلاف المصنعة محلياً، يرافق ذلك الإشراف البيطري، ودعت المربين للتأكد من سلامة الأدوية البيطرية المستخدمة حفاظاً على سلامة الدواجن وسلامة الصحة الإنسانية والبيئية.

غرفة الزراعة والمربين

رئيس غرفة زراعة حماة خالد المرعي أكد على  أن ما يعاني منه مربو الدواجن يتمثل في غياب اللقاحات الدوائية الأصلية التي تتناسب والأمراض الموجودة، مشيراً إلى سوء نقلها وسوء تخزينها بشكل صحيح والمشكلة الأهم على حد وصف وتعبير المرعي أن بعض الأدوية مهربة وليست من إنتاج وطني ما يسبب نفوق أعداد كبير من طيور الدواجن في مزارعهم وبالتالي إلحاق الخسائر المادية بهم داعياً المعنيين في القطاع الزراعي لمراقبة الأدوية البيطرية ومدى فعاليتها.

مدير حماية المستهلك بحماة زياد كوسا بين أن أسعار الفروج غير مستقرة فهي تشهد ارتفاعاً وانخفاضاً وفقاً للعرض والطلب، لكن بشكل عام أسعارها في الصيف يجب أن تكون أقل من الشتاء نظراً لقلة التكلفة كالتدفئة والأمور الأخرى وهذا ما نشهده الآن.

باختصار

تكريس الاهتمام بقطاع الدواجن وإيلاؤه كل هذه المزايا ودعوة أكثر من خمسين طبيباً بيطرياً وأستاذ جامعة وخبراء وفنيين للتباحث في شؤونه الخاصة يدل بما لايدعو للشك أن ما يقدم للدواجن على أرض الواقع غير ما يردده المربون.

محمد فرحة